أسامة مهدي من لندن : اكد الرئيس الاميركي جوش بوش لرئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري الذي التقاه بالبيت الابيض في واشنطن اليوم انه لاجدولة لانسحاب القوات الاميركية من العراق داعيا اياه بعدم القلق في هذا الشان فيما يصل المسؤول العراقي الى لندن بعد غد الاحد لاجراء مياحثات مع رئيس الوزرا البريطاني وعدد من المسؤولين البريطانيين الاخرين تركزعلى الاوضاع الامنية في العراق .
وقال بوش في مؤتمر صحافي عقده بعد لقائه مع الجعفري ان تحقيق تقدم في العراق "لن يكون امرا سهلا" بسبب اعمال العنف في هذا البلد واضاف في وقت اعلن اليوم عن مقتل ستة جنود اميركان في الفلوج العراقية "ان الطريق الذي بدا لن يكون سهلا" مشيرا الى "ان جرائم القتل والقنابل التي نراها تؤكد ان هناك عدوا عنيفا بلا ضمير ولا يحترم الحياة الانسانية يعارض الحرية في العراق" وناشد الامريكيين والعراقيين عدم الاضطراب في وجه هجمات المسلحين. واضاف " ان هدف العدو هو اخراجنا من العراق قبل ان يؤسس العراقيون حكومة امنة ديمقراطية. لن ينجحوا " واشار الى ان الزعماء العراقيين يواجهون "مهام جسيمة" في الاشهر القادمة منها كتابة دستور دائم للبلاد والمضي قدما في اجراء جولة اخرى من الانتخابات وقال "غير ان الشعب العراقي في كل خطوة خطاها حتى الان حقق اهدافه الاستراتيجية وفشل الارهابيون في وقفه" .
وتزامن هذا اللقاء مع تزايد تساؤلات الاميركيين حول مدى نجاح التدخل العسكري في العراق حيث لا تزال اعمال العنف متواصلة وتوقع يوميا عشرات الضحايا بعد عام على نقل السيادة الى العراقيين.
واكد بوش انه لن يضع جدولا زمنيا لسحب القوات الاميركية من العراق وقال "لن يكون هناك جدول زمني فهذا امر لا معنى له" والتفت الى الجعفري قائلا "لا تقلقوا في شان الجدول الزمني فنحن نريد ان نعمل معكم" من اجل تعزيز القوى الامنية العراقية وذلك بعد ايام من مطالبة العديد من اعضاء الكونغرس الاميركي من الديموقراطيين والجمهوريين مؤخرا بوضع جدول زمني للانسحاب من العراق.
وشدد بوش على إنه لا يوجد جدول زمني للانسحاب من العراق وان القوات الأمريكية ستستمر لحين اكتمال تدريب الجيش العراقي ووصف الجعفري ب "الرجل الشجاع والصريح والمنفتح "
كما أكد أن "الإرهابيين يحاولون هز عزيمتنا" وأن ثمة ما يدعو للتفاؤل على الرغم من أعمال العنف. وأشاد بوش بالانتخابات التي شهدها لبنان وبالوضع في أفغانستان، معربا عن أمله في أن تشهد مصر انتخابات رئاسية حرة ونزيهة كما أمل بأن تقام دولة فلسطينية قريبا إلى جانب دولة إسرائيل.
غير ان بوش والجعفري توقعا مواجهة صعوبات في العراق بعد مرور سنة على تسليم السيادة الى العراقيين. وقال بوش "ان الطريق الذي بدا لن يكون سهلا" مضيفا "ان جرائم القتل والقنابل التي نراها تؤكد ان هناك عدوا عنيفا بلا ضمير ولا يحترم الحياة الانسانية يعارض الحرية في العراق". وشدد المسؤولان على مدى التقدم الذي احرز حتى الان وقال بوش ان "في وسع العراقيين تبني نجاحات هائلة بالرغم من المصاعب الرهيبة".

ومن جهته اكد الجعفري أن قوات الأمن تحقق تقدما ملحوظا وانه كتابة الدستور العراقي الجديد ستتم في اسرع وقت وقال "أنا قريب مما يحدث في العراق وأعرف أنّنا نحقق تقدّما واضحا."
وشكر الجعفري الاميركيين على التزامهم في العراق مؤكدا ان "العملية السياسية الجارية في العر اق والتي يشارك فيها العرب السنة ستقضي على الارهابيين".

وفي وقت سابق اليوم قال رئيس الوزراء العراقي في حديث صحافي ان العراق يريد ان يشهد انسحاب القوات الامريكية باسرع وقت ممكن لكن تحديد موعد لرحيل القوات سيكون خطأ.
واضاف الجعفري في حديث مع صحيفة واشنطن بوست "نريد ان نشهد انسحاب القوات الامريكية باسرع وقت ممكن لان وجود اي قوات اجنبية على اراضينا يعني ان هناك ضعفا واننا لا نستطيع وحدنا السيطرة على الموقف الامني." لكنه استطرد قائلا ان تحديد موعد لانسحاب القوات "سيكون في مصلحة الارهابيين."

وطالب عدد من المشرعين الامريكيين ومن بينهم عدد محدود من الحزب الجمهوري لبوش بتحديد جدول زمني لبدء سحب القوات الامريكية من العراق. لكن البيت الابيض ووزارة الدفاع (النتباجون) رفضا الفكرة قائلين ان المقاتلين سينتظرون حتى تنسحب القوات ثم يجددون معركتهم.
وخلال حديثه مع واشنطن بوست طالب الجعفري بدلا من ذلك بتسريع برامج تدريب القوات العراقية وأيضا منح دول غير مشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق دورا.
وقال "نفضل بشدة رفع جودة القوات العراقية وزيادة عددها وزيادة كفاءتها وزيادة فعاليات التكتيكات التي تستخدمها وايضا زيادة المعدات...اي شيء من شأنه زيادة كفاءة القوات العراقية نرحب به بشدة لانه سيسمح للقوات الاخرى خاصة القوات الاميركية بالانسحاب."
وذكرت الصحيفة ان رئيس الوزراء العراقي أصر على ان الهجمات الاميركية العراقية الاخيرة حسنت الموقف الامني "بصورة حاسمة" وذكر ايضا ان التأييد المتنامي من جانب العراقيين خلق مناخا من التعاون وأتي بمعلومات كانت مفيدة في التصدي للمقاتلين. واشار الى ان العراق سيلتزم بمهلة وضع دستور جديد بحلول اغسطس اب رغم ان صياغته لم تبدأ بعد وقال "نعرف ان هناك تحديات ونعرف ان هناك صعوبات لكن صعوبات صياغة الدستور لن تكون بالقطع بشدة وعنف الصعوبات التي كانت موجودة خلال الانتخابات" مشيرا الى الانتخابات العراقية التي جرت في الثلاثين من كانون الثاني (يناير) الماضي.

وتتوافق تصريحات رئيس الوزراء العراقي ووزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد الذي قال امس إنّه سيكون "خطأ فادحاً" أن يتمّ تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من العراق.
وإلى ذلك أبلغ الجعفري مشرعين أمريكيين أنه يعتزم زيارة سوريا سعياً إلى تخفيف التوتر بين البلدين وفي الوقت نفسه حث واشنطن على مواصلة الضغط على دمشق لتمنع تسلل المقاتلين عبر حدودها مع العراق. وبحسب مسؤولين مطلعين قال الجعفري إنه يجب على إيران ألا تتدخل في الشؤون الداخلية للعراق وأن علاقات بغداد مع الولايات المتحدة ستبقى قوية حتى إذا دخلت واشنطن مع طهران في مواجهة عسكرية بسبب مطامحها النووية .
وذكر الجعفري أن الحكومة السورية دعته في وقت سابق من الأسبوع لزيارة دمشق لإجراء مباحثات على مستوى رفيع وابلغ المشرعين الأميركيين انه وافق على زيارة دمشق وانه سيصدر إعلاناً في هذا الشأن قريباً وذلك وفق ما ذكرته مصادر قريبة من الاجتماع.
وصرح المسؤولون بان الجعفري قال إن الضغوط الدولية ساعدت على إجبار سوريا على سحب قواتها من لبنان وانه يعتقد أن حملة مماثلة من أجل العراق يمكن أن ترغم دمشق على تحسين الأوضاع الأمنية عبر الحدود.
والتقى رئيس الوزراء العراقي امس بنائب الرئيس الأمريكي، ديك تشيني، مستشار الأمن القومي، وستيفن هادلي .