أسامة مهدي من لندن: رفضت اكبر هيئتان دينيتان شيعية وسنية في العراق عمليات التفجير التي تتصاعد مستهدفة العراقيين على الهوية الطائفية وضرب الشيعة بذريعة الدفاع عن السنة واكدتا حرصهما على عدم الانجرار لمحاولات جر شيعة وسنة البلاد الى حرب طائفية فيما حذر المجلس من ان اندلاع حرب طائفية في العراق سيشعل الحرب في المنطقة كلها .

وقالت هيئة علماء المسلمي المرجعية الدينية للسنة العراقين في بيان اليوم حصلت عليه "ايلاف" انها تنظر الى "اخواننا الشيعة" على انهم جزء من ابناء الوطن"ويجمعنا واياهم دين واحد" وشددت على تحريم " استهداف أبناء طائفة بعينها بمجرد انتماءهم لهذه الطائفة" وفيما يلي نص البيان :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ...
فقد وقعت بالأمس عدة هجمات في منطقة الكرادة ببغداد وقال من تبناها إنه فعل ذلك ثأراً لأهل السنة ، فإن كان يعني بذلك قوات الإحتلال أو من يتآمر معها على قتل أبناء العراق فهذا شأن معروف ؛ وإن قصد بذلك إخواننا الشيعة في العراق فهذا شأن آخر ولنا حوله تعليق إذ اننا ننظر الى اخواننا الشيعة على أنهم جزء من أبناء الوطن ويجمعنا وإياهم دين واحد، وبهذا الوصف نحرم استهداف أبناء طائفة بعينها بمجرد انتماءهم لهذه الطائفة أو تلك ونحن أهل مكة - كما يقول المثل - وأدرى بشعابها.
نسأل الله جل جلاله طرد المحتلين من أرضنا وأن يكافئ المسلمين جميعاً على جهادهم وصبرهم وتضحياتهم الغالية بالنصر الكبير على الكافرين ، وإن ذلك وعد منه سبحانه وإته لآتٍ قريب والله لا يخلف الميعاد.
الأمانة العامة
17جمادى الأولى 1426هـ
24/6/2005 م

ومن جهته قال السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في بيان الى الشعب العراقي اليوم وصل الى "ايلاف" ان الزرقاوي المجرم والمفسد في الارض واعوانه والداعمين له من الطائفيين وايتام النظام الصدامي المقبور والتكفيريين قد كشفوا عن وجههم القبيح اكثر فاكثر باستهدافهم للمدنيين الابرياء .
واضاف ان هذه المجموعة الاجرامية اعلنت صراحة وعلى الملأ العام حربها الطائفية ضد الشيعة في العراق واصدرت فتاواها التكفيرية بوجوب قتل المسلمين من اتباع آل البيت (ع) بعد ان كانوا يتسترون طيلة الفترة السابقة وراء عناوين ومدّعيات مواجهة الاحتلال والمتعاونين معه .. اما اليوم فانها تحكم بالموت على أغلبية الشعب العراقي بحجة الدفاع عن السنة الشرفاء.
واشار الى ان الشعب العراقي لم ينجر وراء هذه المخططات الاجرامية الارهابية فازداد التماسك بين ابنائه ومكوناته بين الشيعة والسنة "لان الجميع قد شخص بان الهدف لهذه العصابات الاجرامية هو القضاء على العراق والعراقيين، ولذلك وقف الشعب كله وقفة واحدة في وجه هذه المجاميع الاجرامية، ورفضها رفضاً قاطعاً عدا مجموعة قليلة ممن خسروا مصالحهم التي كان يحققها لهم نظام صدام المجرم".
وناشد الحكيم الذي يتراس قائمة الائتلاف العراقي الشيعية التي فازت في الانتخابات الاخيرة وشكلت حكومة رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري الحالية جميع الهيئات الدينية العراقية ومن مختلف الطوائف ليس فقط الى ادانة هذه العمليات الجبانة وانما اتخاذ المواقف العملية الجريئة والشجاعة للتصدي لمثل هذه العمليات الوافدة التي تريد اشعال النار في البيت الواحد وتدمير العراق كما دعا جميع القوى السياسية العراقية الى ادانة هذه الجرائم الكبرى التي ترتكب ضد العراقيين المسلمين وان عليها ان تتخذ المواقف الشجاعة في قطع دابر هذه الافكار المجرمة في بيئتها ليعيش العراق بامن وسلام وطالب جميع العرب والمسلمين الى الوقوف بمسؤولية وحزم مع ابناء الشعب العراقي و ضد اولئك الذين يصدرون الارهاب الى العراق "وليعلموا ان نشوب الحرب الطائفية في العراق يعني اشعال الحرب في كل المنطقة" .. وفيما يلي نص البيان :

بسم الله الرحمن الرحيم
(انا لله وانا اليه راجعون)
اتقدم بالعزاء والمواساة لسيدنا ومولانا صاحب الزمان الامام المنتظر (عج) والى مراجع الدين العظام "ادام الله ظلهم" والى شعبنا العراقي الصامد والى ذوي الضحايا والجرحى بمناسبة الجرائم الاخيرة التي ارتكبتها يد الغدر الجبانة في منطقتي الكرادة الشرقية وحي الشعلة ومناطق أخرى يومي الاربعاء والخميس الماضيين 22ـ 23/6/2005.
لقد كشف الزرقاوي المجرم والمفسد في الارض واعوانه والداعمين له من الطائفيين وايتام النظام الصدامي المقبور والتكفيريين عن وجههم القبيح اكثر فاكثر باستهدافهم للمدنيين الابرياء من اتباع آل البيت عليهم السلام.
لقد اعلنت هذه المجموعة الاجرامية صراحة وعلى الملأ العام حربهم الطائفية ضد الشيعة في العراق واصدروا فتاواهم التكفيرية ووجوب قتل المسلمين من اتباع آل البيت (ع) بعد ان كانوا يتسترون طيلة الفترة السابقة وراء عناوين ومدّعيات مواجهة الاحتلال والمتعاونين معه، اما اليوم فانها تحكم بالموت على أغلبية الشعب العراقي بحجة الدفاع عن السنة الشرفاء.
ان هذا التصعيد المتوقع لهذه الزمر التكفيرية الصدامية انما حصل بعد ان حقق الشعب العراقي العظيم انجازات كبرى في مجال بناء العراق الجديد والتقدم بالعملية السياسية وبعد ماحققته الاجهزة الامنية من انتصارات كبرى في مجال كشف ومسك المجموعات الارهابية ومحاصرتها وتوجيه الضربات المهلكة اليها، وتتصور هذه الزمر انها ستتمكن من تحقيق هدفهم المشؤوم بايجاد حرب طائفية في العراق وايقاف العملية السياسية لبناء العراق الجديد الهدف الذي سعوا لتحقيقه منذ اقدامهم على مذبحة الجمعة الدامية في النجف الاشرف والتي راح ضحيتها شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم "قدس الله نفسه الزكية" والمئات من الابرياء من اتباع آل البيت (ع) ثم تلتها المئات من العمليات الارهابية الاجرامية في كربلاء المقدسة والكاظمية واللطيفية والحلة وبغداد وتعلفر وغيرها واستهداف المساجد والحسينيات والمواكب الحسينية والابرياء من المصلين وزائري المراقد الشريفة، ولكن الشعب العراقي العظيم شعب التضحيات والصمود والوعي لم ينجر وراء هذه المخططات الاجرامية الارهابية، فازداد التماسك بين ابنائه ومكوناته بين الشيعة والسنة لان الجميع قد شخص بان الهدف لهذه العصابات الاجرامية هو القضاء على العراق والعراقيين، ولذلك وقف الشعب كله وقفة واحدة في وجه هذه المجاميع الاجرامية، ورفضها رفضاً قاطعاً عدا مجموعة قليلة ممن خسروا مصالحهم التي كان يحققها لهم نظام صدام المجرم.

ايها الشعب العراقي الشجاع
ان هذه المجاميع الاجرامية سوف لن تتمكن من ايقاف تقدمك نحو تحقيق بقية الاهداف المقدسة، ونيل الحرية الكاملة والاستقلال والعدالة، وذلك من خلال مساهمتك في اقرار الدستور واجراء الانتخابات الدستورية في نهاية هذا العام ان شاء الله تعالى، وان هذه العمليات سوف لن توقف دعمك للتشكيلات الامنية القانونية وهي توجه الضربات تلو الضربات لهذه المجموعات القذرة والجبانة والمجرمة والتي لا ايمان لها بأي من قيم السماء أوالارض، وان هذه المجموعات الاجرامية سوف لن تتمكن من جرّك الى الفتنة والاقتتال الطائفي، وانما ستزيدك تلاحماً واصراراً على اكمال المسيرة، وبناء المؤسسات الدستورية في المحافظات والمركز.
اننا ندعو ابناء شعبنا عموماً واتباع اهل البيت (ع) خصوصاً الى التسلح بالوعي الامني العالي والعمل على كشف بؤر الارهاب في مناطقهم، والابلاغ عن كل حركة مشبوهة، وتشكيل اللجان الشعبية لحماية الامن، لتكون ظهيراً للقوى الامنية الرسمية، كما ندعو الحكومة واجهزتها الامنية الى تكثيف الجهد لتضييق الخناق على هذه المجموعات الارهابية، ودعم اللجان الشعبية، لان أمن الجميع هو من مسؤولية الجميع.
كما وندعو جميع الهيئات الدينية العراقية ومن مختلف الطوائف ليس فقط الى ادانة هذه العمليات الجبانة وانما اتخاذ المواقف العملية الجريئة والشجاعة للتصدي لمثل هذه العمليات الوافدة التي تريد اشعال النار في البيت الواحد وتدمير العراق.
ان على الجميع بان يعلم ان نظام صدام حاول خلال ثلاثة عقود ونصف اركاع الشعب العراقي عبر استخدام كل الاساليب القذرة في القتل والتدمير وبالاعتماد على المؤسسات القمعية التي كان يملكها لكنه فشل في ذلك فشلاً ذريعاً وان ايتامه اليوم وبالتحالف مع الزرقاوي المجرم ومجموعته احقر من ان يتمكنوا من اركاعه وسيفشلون قطعاً باذن الله تعالى.
كما ندعو جميع القوى السياسية العراقية الى ادانة هذه الجرائم الكبرى التي ترتكب ضد العراقيين المسلمين من اتباع أهل البيت (ع)، وان عليها ان تتخذ المواقف الشجاعة في قطع دابر هذه الافكار المجرمة في بيئتها ليعيش العراق بامن وسلام.
كما ندعو جميع العرب والمسلمين الى الوقوف بمسؤولية وحزم مع ابناء الشعب العراقي و ضد اولئك الذين يصدرون الارهاب الى العراق، وليعلموا ان نشوب الحرب الطائفية في العراق يعني اشعال الحرب في كل المنطقة.
وختاماً نبتهل الى العلي القدير ان يتغمد الشهداء الابرار برحمته الواسعة وان يعجل بشفاء الجرحى، وان يلهم ذوي الضحايا الصبر والسلوان، وان ينزل غضبه وانتقامه على المجرمين ويقطع دابرهم ويرد كيدهم الى نحورهم انه عزيز مقتدر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبد العزيز الحكيم
رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق
بغداد – 18 جمادي الاولى 1426
الموافق 24 حزيران 2005 م

وعما اذا كان لسنة دور في استهداف الشيعية بعمليات التفجير قال الحكيم في تصريحات وزعها مكتبه اليوم انه لايمكن" ان نقول بيننا وبين السنة بل بيننا وبين الارهابيين باعتبار ان مابيننا وبين السنة علاقات قوية علاقات محبة وتعاون وأصرار منا على مشاركتهم في العملية السياسية وتنازلنا عن استحقاقاتنا الانتخابية على مستوى رئاسة الجمهورية ورئاسة الجمعية الوطنية وتقسيم الوزارات وايضاً مشاركتهم في صياغة الدستور والاجتماعات مستمرة معهم لحد الان" .

واضاف انه بالنسبة للإرهابيين فقد بينوا هدفهم وهو ايجاد فتنة طائفية وابقاء المعادلة السياسية السابقة الظالمة التي كانت تحكم العراق وقد بدأوا عملياتهم أبتداءاً من شهادة آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم صيف عام 2003 في النجف واستمرت هذه العمليات في تصاعد مستمر "ويستهدفون الشيعة بالتحديد ويقتلونهم لمجرد انهم اتباع لمذهب اهل البيت عليهم السلام" .
وعن هوية هؤلاء الإرهابيين اوضح الحكيم انهما مجموعتان الاولى "بقايا النظام الصدامي العفلقي المجرم الذين ظلموا الشعب العراقي والمجموعة الأخرى هي الجماعات التكفيرية التي جاءت بفكرها من خارج العراق" منوها بان الواقع السني في العراق واقع صوفي كما هو معروف وبعيداً عن هذه الطريقة في التفكير .
وقال ان هذه الجماعات الإرهابية لها تحالف إستراتيجي مع بقايا نظام صدام المجرم وتوجد مراكز داعمة لهذه العمليات على شكل شخصيات او هيئات وموقفها داعم لهذه المجاميع وهم الان بدءوا معركتهم المكشوفة باللجوء الى هذا العمل "ولكننا أفشلنا مخططاتهم ولم ننجرالى فتنة طائفية وسعينا الى بناء اجهزة الدولة في بغداد والمحافظات وهي الان تقوم بواجباتها ونحن الان في حالة تعبئة حقيقية للدوائر الرسمية وللتشكيلات القوية من ابطال العراق ومن شباب العراق المخلصين والمؤمنين" .
وشدد على ضرورة القضاء على الإرهابيين "وقد تمت محاصرتهم وفقدوا الكثير من إمكانياتهم ومن قاعدتهم الجماهيرية وان الاستمرار في العلمية السياسية هو انتكاسة لهم" . وعن الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة العراقية ضد الارهابيين وتامين الحدود مع دول جوار العراق قال " توجد هناك حركة على مستوى دول الجوار من خلال سد المنافذ الحدودية ونحن نتقدم باستمرار في هذا الجانب" . واكد انه لايمكن التحاور مع الارهابيين وانما مع الذين لا يستعدون الشعب العراقي ومع الذين أبوابهم مفتوحه للحوار البناء "اما المجرمين فلا نتحاور معهم هم ليسوا حركة سياسية بل مجرمين بحق الشعب العراقي" .
اما عن الحوار مع الشخصيات السنية فاشار الى الاستعداد للتحاور مع السنة "وانا شخصياً عندما ذهبت الى البصرة التقيت بعدد من الاخوة السنة هناك وبينت لهم اننا مستعدين ان نفتح الجسور معهم وهم انفسنا كما قال سماحة السيد السيستاني . كذلك سألت المراسلة عنه وجود توتر من قبل الاخوة السنة تجاه الشيعة فأجابها سماحته بالقول : كلا هم يأتون ويشاركون معنا ويؤكدون رفضهم للإرهاب والتزامهم بالعمل السياسي البناء" .

وعن محاكمة صدام والتأخير في موعدها قال رئيس المجلس الاعلى "نحن نريد المحاكمة ان تكون عادلة وسريعة وهناك مشكلتان أساسيتان يقفان عائق امام المحاكمة القضية الاولى هي التدخل الاجنبي والقضية الاخرى هي القضية الادراية ومع الاسف ان التشكيلة الموجودة غير مؤهلة ان تحاكم صدام لمسائل كثيرة مثل حصول تغييرات في المسؤولين عن هذه المحكمة والمهم ان صدام لابد ان يحاكم في العراق ومن قاضي عراقي وان ينفذ به الحكم في العراق وحقه في الحكم اكثر من الاعدام وانا واحد من الناس سوف أشتكي على اعدام 64 شخصًا من أسرتي واقاربي اعدمهم صدام" .

وكان امام سني نافذ اعتبراليوم ان الغاية من العمليات الانتحارية هو خلق فتنة طائفية بين مكونات الشعب العراقي، مؤكدا ان هذه العمليات تطال الابرياء من الشعب العراقي.
وتساءل الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي امام وخطيب مسجد ام القري (سني) في خطبة الجمعة امام مئات المصلين "ما الهدف من تفجير سيارة مفخخة امام مكتب السيد الشهيد الصدر في حي الشعلة شمال بغداد؟". واضاف ان "الهدف واضح وهو اثارة الفتنة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي".
وتساءل السامرائي الذي يعد من الاعضاء البارزين في هيئة علماء المسلمين السنة وديوان الوقف السني اللتين تعتبران من اكبر المراجع السنية في البلاد "من المسؤول عن التفجيرات التي تطال الابرياء؟ والي متي يبقي الحال هكذا؟".واكد "سأدافع عن كل قطرة دم تسيل من عراقي سنيا ام شيعيا، مسيحيا او كرديا او تركمانيا، لاننا لا نرضي بأي عمل يسيء الي العراقيين".
من جانب اخر، دان السامرائي وبشدة العملية التخريبية التي استهدفت الاسبوع الماضي محطة للمياه تغذي الجانب الغربي من العاصمة العراقية بغداد. وقال ان "الايادي التي امتدت الي محطة الماء لتدمرها والله هي اياد آثمة مجرمة وحليفة للاحتلال الذي لا يعرف الا العقاب الجماعي".
واوضح ان "العراقيين اصبحوا اليوم ضحية العنجهية الاميركية والاعتقالات العشوائية والاغتيالات".
ودعا السامرائي الحكومة العراقية الي اطلاق سراح المعتقلين الذين لم تثبت بحقهم اي ادانة.
وقال "اناشدكم الله ان هناك اناسا خلف القضبان يشكون ظلم العباد وليس لهم علاقة بالتفجيرات واعمال الارهاب". واضاف "نريد من الحكومة ان تتدخل لانقاذ الابرياء الذين يموتون في السجون دون وجه حق".