أسامة مهدي من لندن : طالبت قوى سياسية وعشائرية ودينية عراقية برحيل قوات الاحتلال من العراق محملة الحكومة الحالية مسؤولية المخاطر التي تنجم عن طلبها تمديد بقاء قواته فيما دعا السفير الفرنسي في بغداد الى تحديد موعد مغادرة القوات متعددة الجنسيات العراق، بينما أقر وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد باجراء اتصالات مع المقاومة في وقت اعلن ان نجيرفان بارزاني رئيس حكومة اربيل وابن اخ مسعود بارزاني سيكلف الاسبوع المقبل بتشكيل حكومة اقليم كردستان الموحدة.
وتحت شعار "القوى الوطنية والشعبية تتوحد اليوم من اجل المطالبة بخروج قوات الاحتلال" عقدت القوى الوطنية والشعبية العراقية مؤتمرها الاول اليوم في بغداد تحدث خلاله ممثلون عنها من التيار الصدري وهيئة علماء المسلمين والحزب الاسلامي العراقي والمؤتمر التاسيسي العراقي المعارض والجامعة العالمية الخالصية ممثلتان بالشيخ جواد الخالصي اضافة الى مضرشوكت عن اعضاء الجمعية الوطنية الرافضين للاحتلال وخلف عليان رئيس مجلس الحوار الوطني والجبهة التركمانية ونائب رئيس الوزراء عبد مطلك .
وقد اكد المتحدثون رفض قرار الحكومة العراقية الطلب من مجلس الامن تمديد بقاء القوات المتعددة الجنسيات في العراق وحملوها مسؤولية المخاطر الناجمة عن استمرارالاحتلال واشاروا الى ان طلبها هذا قد شرعن الاحتلال واعطته الذرعة للبقاء جاثما على صدور العراقيين ودعوا الى جدول زمني لرحيل القوات الاجنبية .
وحضر المؤتمر اعضاء من الجمعية الوطنية (البرلمان) كان 82 منهم طالبوا في مذكرة الى رئاسة البرلمان بنهاء الاحتلال وجدولة رحيله اضافة الى رؤساء احزاب وهيئات وشيوخ عشائر ومثقفون واساتذة وممثلين عن هيئات المجتمع المدني .
وكانت فعاليات وشخصيات عراقية نفذت نهاية الاسبوع الماضي اعتصاما وسط بغداد للمطالبة بجدولة انسحاب القوات الاجنبية ورفض قرار الحكومة الطلب بتمديد بقائها في العراق .

سفير فرنسا يدعو لجدولة الانسحاب
اكد السفير الفرنسي في العراق برنان باجوليه اليوم ضرورة تحديد موعد مغادرة القوات متعددة الجنسيات العراق .
وقال السفير مؤتمر صحافي بمقر السفارة في بغداد ان العراق لا يعد كامل السيادة بدون رحيل هذه القوى بالرغم من ان رحيلها الان غير ممكن لكن يجب تحديد افق لمغادرتها." وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد أعلن يوم الجمعة أثناء زيارة للبيت الابيض قام بها رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري رفضه وضع جدول زمني لسحب القوات الاميركية من العراق.
وكشف السفير عن ان الحكومة الفرنسية لديها اتصالات مع كل الاطراف العراقية وبضمنهم السنه وهيئة العلماء المسلمين باستثناء من وصفهم بالارهابيين وأعرب عن قلق بلاده من تنامي الطائفية واعتماد المحاصصة معتبرا أن ذلك يهدد المستقبل العراقي وطرح رؤية بلاده للعراق بان" يكون موحدا وديمقراطيا ومستقلا ومزدهرا " وعبر عن قناعته ان العراق له دور مهم لحفظ التوازن في المنطقة. ورفض السفير التشبيه بين "المقاومة العراقية" الرافضة للاحتلال الاميركي والمقاومة الفرنسية للنازية في النصف الاول من القرن الماضي مؤكدا حق الجميع في مقاومة الاحتلال دون اللجوء الى العنف وقتل الابرياء ومشددا على ان التمييز بين المقاومة والارهاب ليس سهلا.
وأشار الي أن فرنسا كانت من اولى الدول التي فتحت سفارتها في العراق بعد سقوط النظام السابق بالرغم من معارضتها اللجوء الى الحرب من اجل اسقاط نظام صدام لكنه اكد ان فرنسا تدعم وتؤيد الشعب العراقي وحكومته بالرغم من انها لا تمثل كل العراقيين على حد قوله.
وقال السفير ان الوضع الامني في العراق الان لا يشجع على الاستثمار وخاصة ان الشركات الفرنسية ليس لديها جنود لحمايتها في اشارة منه للشركات الاميركية والريطانية مضيفا " كما ان المجال ليس مفتوحا امام الشركات الفرنسية بسبب احتكار الشركات البريطانية والاميركية للعراق "معربا عن امله ان يكون هناك في المستقبل مكان للشركات الفرنسية.
وتحدث السفير عن مجالات التعاون او الدعم الفرنسي للعراق والمحدد باربع مجالات وهي الدعم من خلال الاتحاد الاوروبي وتقديم 100 مليون يورو والدعم المقدم من قبل وزارة المالية الفرنسية لانعاش الاقتصاد العراقي اضافة الى التعاون الفني والثقافي والانساني والمقدم من قبل الخارجية الفرنسية ودعم مقدم من قبل وزارة الداخلية الفرنسية في مجال التعاون الامني لتاييد دولة القانون .
وركز السفير الفرنسي على التعاون في المجال الفني والثقافي والانساني والمتمثل بدعم الفن العراقي والمساعدة على اقامة سلسلة معارض للفنانين العراقيين ومنح الايفادات والمنح الدراسية للطلبة العراقيين ومساعدة موسسات المجتمع المدني . واشار الى دور المركز الثقافي الفرنسي والذي انخفض بسبب الاوضاع الامنية الا انه لا زال يدرس الطلبة اللغة الفرنسية مضيفا "نحن بصدد انشاء مدرسة للصحافة في كلية الاعلام وبالتعاون مع وكالة الاعلام الالمانية ايمانا منا بدور الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية في دولة القانون ومن المؤمل افتتاحها مع بداية العام الدراسي 2006" .
واعرب السفير عن استغرابه من تردد الحكومة العراقية في الرد على طلب الحكومة الفرنسية والمتعلق بعرضها للمساعدة في تدريب قضاة عراقيين وقوى الامن لكن على صعيد مستقل اذ ان فرنسا رفضت ارسال قوات ضمن التحالف واقتصر دعمها على الصعيد المالي. وقال ان اي مساعدة ستقدمها ستكون على صعيد حلف الناتو او بشكل مستقل لان فرنسا لديها رغبة بتقوية قوى الامن العراقية لان هذا من شانه ان يقلل من ارتباط العراق بدول التحالف وهي مستعدة للتعاون الثنائي .

رامسفيلد أقر باتصالات مع المقاومة
اقر وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد اليوم بعقد لقاءات مع المسلحين وذلك في رده على اسئلة شبكة فوكس الاميركية للتلفزة حول معلومات اوردتها صحيفة صاندي تايمز البريطانية عن لقاءين الشهرين الحالي بين مسؤولي بعض حركات التمرد العراقية وممثلين اميركيين "اننا نسهل من وقت لاخر" مثل هذه اللقاءات لكنه رفض الكشف متى ومع من تمت هذه اللقاءات.
واوضح "للعراقيين حكومة ذات سيادة. انهم من يقرر اي علاقات يقيمون مع بعض عناصر التمرد. اننا نسهل ذلك من وقت لاخر". وميز وزير الدفاع الاميركي بين الجهاديين التابعين للمتشدد الاردني ابو مصعب الزرقاوي والمصنفين "قتلة" والسنة "الذين يريدون السيطرة مجددا على الحكومة".

وذكرت صاندي تايمز نقلا عن مصدرين عراقيين شاركا في هذه اللقاءات انها حصلت في الثالث من الشهر الحالي ثم بعد عشرة ايام من هذا التاريخ بين اربعة مسؤولين اميركيين وقادة عدد من الحركات العراقية المتمردة بينهم ممثلون لحركة انصار السنة التي سبق ان قامت هذه المجموعة المرتبطة بتنظيم القاعدة بعملية انتحارية العام الماضي استهدفت قاعدة اميركية في الموصل وتسببت ب22 قتيلا. واكدت الصحيفة البريطانية ان هذه اللقاءات لم تشمل اي عضو في مجموعة الزرقاوي المسؤول عن خطف وقتل العديد من الرهائن الغربيين. وذكرت ان المسؤولين الاميركيين الاربعة كانوا عسكريا وعنصرا في الاستخبارات وعضوا في الكونغرس وممثلا لسفارة الولايات المتحدة في بغداد.
وشدد رامسفلد على انه "ينبغي عدم المبالغة في اهمية" المعلومات التي نشرتها الصحيفة وقال "نتحدث الى الناس في كل الاوقات وثمة جهد كبير (في هذا الاطار) منذ الانتخابات". واضاف "السنة ارتكبوا خطا كبيرا في عدم المشاركة في الانتخابات ويعملون انهم ارتكبوا هذا الخطا" في اشارة الى ان هذه الاتصالات شملت السنة دون سواهم.

لكن مجموعة "جيش انصار السنة" نفت على الفور في بيان اليوم نفيا قاطعا ان يكون اي من ممثليها التقى ممثلين عن الادارة الاميركية واكدت تصميمها على مواصلة المقاومة.
وقالت في البيان الذي وقعه "ابو عبد الله الحسن بن محمود امير جيش انصار السنة" ويحمل تاريخ اليوم "اننا في الوقت الذي ننفي فيه نفيا قاطعا وجود اي محادثات بين جيش انصار السنة وبين اي صليبي او مرتد نقول للصليبيين واذنابهم .. ان الجهاد هو الوسيلة الوحيدة لاعادة عزة وهيبة هذه الامة".
واشارت المجموعة الى ان هذا النفي يأتي ردا على ما تناقلته وسائل الاعلام اليوم من ان "اربعة من القيادات العسكرية الاميركية الصليبية قاموا باجراء لقاءين مع الجماعات الجهادية الموجودة في العراق وتحديدا في منطقة بلد شمال بغداد وذكروا من بين الجماعات جيش انصار السنة وكان الحديث يدور عن وضع جدولة انسحاب القوات الاميركية وتعويض الخسائر للعراقيين".
واعتبرت المجموعة ان "هذه الاكاذيب دلالة واضحة على ما وصل اليه الصليبيون من التخبط والضياع بعد ان ازداد الاثخان والنكاية فيهم وبعد ان اثبتت الالة الحربية الاميركية عجزها عن مواجهة المجاهدين وبعد ان فقدت ثقتها بالحكومة المحكومة المرتدة".

حكومة موحدة في كردستان
اثر اجتماع لاعضاء المكبين السياسيين للإتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني اليوم بمصيف صلاح الدين الشمالي عقد بارزاني رئيس اقليم كردستان و نوشيروان مصطفى رئيس وفد الاتحاد الوطني مؤتمرا صحافيا اكد فيه بارزاني الى نجاح الاجتماع ووصفه بالإيجابي موضحا ان برامج وخطوات حكومة اقليم كردستان المستقبلية كانت احد المحاور في الاجتماع كما وتم التأكيد على توحيد الادارتين في السليمانية واربيل .
وفي سؤال حول موضوع الارهاب والارهابيين قال بارزاني ان الارهابيين مشددين على اقليم كردستان لكن الاجهزة الامنية في الادارتين تمكنا من احباط الكثير من هجمات وعمليات العناصر الارهابية واكد على ان الحكومة العراقية متفقة على تشكيل العراق على اساس التعايش السلمي بين الكرد والعرب وسائر القوميات العراقية الاخرى .
ومن جانبه اكد نوشيروان مصطفى رئيس وفد الاتحاد الوطني انه سيتم قريبا تكليف نيجيرفان بارزاني بتشكيل حكومة الاقليم لكن توحيد الادارتين سيتطلب بعض الوقت بالاضافة الى الخبرة اللازمة كما ويحتاج ذلك الى تشكيل لجنة خاصة بهذا الموضوع وآلية عمل خاصة بالتوحيد واضاف مصطفى اتفقنا "المكتبان السياسيان للإتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني" على ان تكون الادارتين في السليمانية واربيل موحدتان كمبدأ.