متورط باقتحام السفارة الأميركية 1979
رئيس إيران الجديد إرهابي مطلوب رأسه

احمدي نجاد الطالب المتشدد في العام 1979

نصر المجالي من لندن: كان الشاب محمد أحمدي نجاد عشريني العمر، و متهور حاله حال ملايين من شباب إيران الثورة الإسلامية التي فجرها روح الله الخميني منهيا بذلك حكم آل بهلوي، في العام 1979 ، و مع محسن رضائي قائد الحرس الثوري السابق المنسحب من الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فإن الرئيس الإيراني الجديد مطلوب رأسه للولايات المتحدة بتهمة الإرهاب حيث شاركا معا في حادثة احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية في طهران، و هي الحادثة التي قصمت ظهر البعير في العلاقات الإيرانية الأميركية، و هي لا تزال مقطوعة منذ ذلك التاريخ و يبدو أنها ستظل لزمن طويل آت.

و تكشفت في اليومين الأخيرين تفاصيل جديدة رواها شهود عيان من الدبلوماسيين الرهائن السابقين عن دور الرئيس الإيراني المنتخب في عملية اقتحام السفارة الأميركية، حيث احتجز الدبلوماسيين مدة 444 يوما، و حاولت الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق جيمي كارتر، عسكريا فك الحصار عبر جوية كانت فاشلة وكارثية.

وكانت مجموعة من الشباب المتطرف الموالي لآية الله الخميني داهمت السفارة الأميركية في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1979 واحتلتها واحتجزت الدبلوماسيين فيها، حيث كانت واحدة من مطالبهم إعادة الشاه إلى طهران بهدف محاكمته. وكان الشاه الراحل فر إلى الولايات المتحدة، ثم منها عاد إلى مصر منفيا ومات هناك، حيث اقيمت له جنازة رسمية بتوجيهات من الرئيس المصري الراحل أنور السادات.

و في تصريحات لشبكة سي إن إن الأميركية، قال اثنان من الرهائن السابقين في السفارة إنهما متأكدان من أن الرئيس الإيراني المنتخب و عمدة طهران السابق محمود أحمدي نجاد لعب دوراً في عملية اقتحام السفارة و احتجاز الرهائن، و هو ما عرض العلاقات الإيرانية الأميركية التوتر الشديد، و قطع العلاقات بين البلدين.

و كان البيت الأبيض أعلن يوم الخميس الماضي، إنه يدرس بجدية المزاعم المتعلقة بالرهائن الأميركيين السابقين، و الذين قالوا إنهم يعتقدون أن أحمدي نجاد كان أحد المشاركين في عملية الاحتجاز في أواخر سبعينيات القرن الفائت، و قال الناطق الصحافي باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان " أعتقد أن التقارير الإخبارية و البيانات العديدة التي أثارها عدد من الرهائن الأميركيين السابقين حول ماضي الرئيس الإيراني المنتخب أحمدي نجاد.

و طالبت الخارجية الأمريكية الخميس رعاياها بالتفكير مليئاً قبيل السفر إلى إيران خصيصاً عبر الحدود مع العراق، محذرة من مخاطر مضايقات أو اختطاف قد يتعرضون لها.

و لم يطالب بيان الخارجية الأمريكيين، بصورة مباشرة، بالبقاء بعيداً و تحت أي ظرف عن إيران، بل حثهم على "النظر بحرص" إلى أي خطط للسفر إلى هناك .

و يأتي التحذير في الوقت الذي يحقق فيه البيت الأبيض في أي دور محتمل للرئيس الإيراني المنتخب محمود أحمدي نجاد في عملية الاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران و احتجاز 52 أميركياً كرهائن لمدة 444 يوماً قبل ربع قرن من الزمن.

و قال الرئيس الأمريكي جورج بوش أن مزاعم الرهائن السابقين حول دور نجاد في العملية "يثير الكثير من التساؤلات."

و أشار بوش خلال لقاء مع صحفيين أجانب إن الإدارة الأمريكية ستتعامل مع الرئيس الإيراني الجديد بصرف النظر عن ماضيه، و استطرد قائلاً " ليس لدي معلومات.. و لكن من الواضح أن تورطه يثير الكثير من التساؤلات."

و من جهته، قال ويليام دوارتي، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) " لقد رأيت صورته في صحيفة واشنطن بوست صباح الأحد الماضي ـ هو اليوم الذي أعلن فيه نجاد فائزا في منصب رئيس الجمهورية ـ و تعرفت عليه فوراً ثم أرسلت بريداً إلكترونياً إلى لبعض زملائي السابقين، و سألتهم عما رأيته ورد فعلهم على ذلك".

و كان الشباب الإيراني المتطرف المناصر لحكم آية الله الخميني احتل آنذاك السفارة الأميركية في مبادرة ضد ما كان الحكم الإيراني المتشدد يسميه (الشيطان الأكبر) و انقطعت علاقات البلدين إلى غير رجعة من بعد ذلك ،حيث الحكم الإسلامي يتهم الولايات المتحدة بأنها كانت نصيرة للشاه السابق و تقف ضد حقوق الشعوب التي تطالب بالحرية.

احمدي نجاد الرئيس المنتخب .. مطلوب رأسه
نقلت وكالة آسيوشيتد برس الأميركية عن ملحق الشؤون البحرية في السفارة الأميركية آنذاك، دون شيرر قوله "ما أن رأيت وجهه حتى بدأت الكثير من الذكريات تطرق ذهني، و رغم أن الصورة حديثة إلا أنه مازال يبدو أنه هو.. لقد كان هناك في السفارة و كان أشبه بمستشار لهم"، و هو هنا يقصد الرجال الذين احتلوا السفارة و احتجزوا الرهائن. و قال شيرر إنه متأكد بنسبة 99 في المائة من أن نجاد كان من بين محتجزي الرهائن. غير أن الملحق العسكري بالسفرة الأميركية آنذاك قال إنه لم يتعرف نجاد لا من خلال الاسم و لا الصورة.

و ينفي المسؤولون الإيرانيون أن الرئيس المنتخب أحمدي نجاد كان أحد المشاركين في عملية احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية في طهران. و جاء في السيرة الذاتية لنجاد أنه شارك في التجمعات الدينية والسياسية التي أدت إلى اندلاع الثورة الإسلامية، كما ساهم في توزيع المنشورات المتعلقة بالثورة و تطوع بالحرس الثوري، ثم شارك بتأسيس الاتحاد الإسلامي لطلبه الجامعات، الذي استولى على السفارة الأميركية في العام 1979.

ختاما، يشار إلى أن أحمدي نجاد حقق فوزا باهرا ضد رجل الدولة الإيراني علي أكبر هاشمي رفسنجاني، في المرحلة الثانية من الانتخابات الإيرانية التاسعة، بعد حصوله على 61.6 في المائة من أصوات الناخبين البالغ عددهم 23 مليوناً، و الذين يشكلون ما نسبته 49 في المائة من إجمالي سكان إيران الذين يحق لهم يحق الانتخاب و المقدر عددهم بنحو 47 مليوناً.