بغداد: فاز نقيب الصحفيين العراقيين شهاب التميمي بدورة جديدة في المنصب بفارق كبير عن أقرب منافسيه في الانتخابات التي جرت يوم وسط أجواء فوضوية استدعت تدخل الشرطة لكن اللجنة المنظمة اعتبرت الانتخابات "عرسا ديمقراطيا" فيما بدأت نذر معارك قضائية للطعن في النتيجة.

حصل التميمي على 141 صوتا مقابل 55 لأقرب منافسيه في ثاني انتخابات تجريها النقابة منذ سقوط نظام صدام حسين في أبريل نيسان 2003 .

كانت النقابة أجرت الانتخابات الأولى بعد سقوط صدام في الخامس والعشرين من يوليو تموز 2003 لكن كثيرا من الصحفيين المشاركين في انتخابات يوم الجمعة اعتبروها رغم ما شابها من أخطاء تنظيمية أول انتخابات ديمقراطية حقيقية بسبب الطرح الصريح والجريء للأراء.

وشارك مئات الصحفيين في الانتخابات التي عقدت على هامش المؤتمر السابع عشر للنقابة.

وقال محسن خضير الزبيدي رئيس اللجنة المشرفة على الاعداد للمؤتمر أن انعقاده "يأتي بعد معاناة دامت عدة أشهر استطاعت هذه اللجنة تجاوزها وتوحيد الاسرة الصحفية العراقية نحو عقد هذا المؤتمر ليكون عرسا ديمقراطيا."

واستعرض الزبيدي توصيات لجنة الأعداد التي دعت لتعديلات في قانون الصحافة الحالي واعداد نظام داخلي للنقابة واستحداث مجلس مركزي يضم 25 عضوا.

ودعت التوصيات المجلس القادم إلى القيام "بدور فعال في تعزيز الوحدة الوطنية ومطالب الشعب وخاصة في جدولة انسحاب القوات المحتلة من العراق."

وشهد المؤتمر الذي بدأ اعماله في الساعة العاشرة صباحا العديد من المشادات الكلامية بين عدد من المرشحين لمنصب الرئيس تبادل فيها المرشحون الاتهامات والطعون وتطور الأمر إلى تدخل رجال الشرطة داخل القاعة. وطالب رئيس الهيئة المشرفة على الانتخابات المحامي والصحفي موحان الظاهر رجال الشرطة بمغادرة المؤتمر معتبرا أن وجود الشرطة في مثل هذه المؤتمرات "يتنافى والجو الديمقراطي المنشود."

وتنافس عشرة مرشحين على منصب الرئيس وتسعة على منصبي نائب الرئيس بينما تقدم 46 مرشحا للتنافس على المقاعد الثمانية التي سيتكون منها مجلس النقابة وتم أيضا الترشيح لانتخاب مجلس للانضباط واخر للمراقبة.

ولم تتقدم أي سيدة للترشيح لمنصب النقيب بينما تقدمت خمس سيدات للتنافس على منصبي نائب النقيب وخمس آخريات لعضوية مجلس النقابة.

اشترك في التصويت 465 عضوا من أعضاء نقابة الصحفيين يحملون صفة عضو عامل وهي الدرجة التي تجيز لحاملها الأشتراك في الانتخابات.

وفاز التميمي بمنصب النقيب لدورة جديدة بعدما حصل على 141 صوتا بينما حصل أقرب منافسيه قاسم المالكي على 55 صوتا. وفاز بمنصبي النائبين جبار طراد (154 صوتا) وعلي عويد (153 صوتا).

وفاز بعضوية المجلس ستة رجال وسيدتان وهم محمد هارون ومؤيد اللامي وسعدي السبع وعدي عبد الستار وسعد محسن وانعام العبيدي وداوود الجنابي وسناء النقاش.

وكان كثيرون اعترضوا على ترشيح التميمي وهو عضو متقاعد مرة أخرى إلى منصب النقيب مدعين ان ترشيحه مناف لقواعد وقوانين النقابة.

لكن التميمي أصر على قانونية ترشيحه قائلا إنه يوجد قرار من محكمة عراقية يلغي بناء على طلب منه أمر تقاعده ووصف محاولات استبعاده من الانتخابات بأنها "مؤامرة."

وبعد الانتهاء من فرز البطاقات الانتخابية في صندوق الاقتراع تبين وجود 504 بطاقات مما يعني وجود 39 بطاقة اضافية وهو مادفع ببعض الحاضرين إلى المطالبة بالغاء الانتخابات بسبب التزوير.

ووسط حالة من الفوضى والهستيريا التي تملكت عددا من الحضور طالب القاضي علي عبد الستار المشرف على الانتخابات بالاستمرار بالعملية قائلا "إن من حق أي مشترك وبعد الانتهاء من الانتخابات الاعتراض لدى المحاكم العراقية والطعن بشرعية الانتخابات."

وقبل اعلان النتيجة وصف التميمي الانتخابات بأنها ديمقراطية بينما انتقد المالكي سير الانتخابات وقال ان ما يجري " ليس انتخابات.. انها فوضى ومهزلة."

وقال حسين يونس أحد الصحفيين المشتركين في الانتخابات إنها "المرة الاولى التي اشهد فيه حملة انتخابية بالمعنى الصحيح."

وقال القاضي علي عبد الستار الذي اشرف على الانتخابات ردا على سؤال لرويترز حول احتمال حدوث تزوير في الانتخابات بسبب الفوضى ان "من الصعوبة وسط هذه الاجواء السيطرة على الانتخابات."