جريح يتلقى علاجًا في مستشفى اليرموك عقب اصابته في
هجومبسيارةعلى مركز تطوع تابع للشرطة العراقيةببغداد
بغداد:في هجمات تعد الأسوأ منذ ستة أيام في العراق، وبددت هدوءاً نسبياً في أعمال العنف المُسلحة التي يشنها العرب السُنة ضد القوات الأميركية و الحكومة التي يقودها الشيعة و الأكراد، قُتل 20 شخصًا على الأقل في هجوم انتحاري عند مركز للتطوع تابع للشرطة العراقية في بغداد في الوقت الذي شيع فيه حشد غاضب في الجهة المقابلة من العاصمة العراقية جثمان امام شيعي بارز الى مثواه الأخير بعد ان قتله مسلحون.

كما انفجرت قنبلة أخرى عند نقطة للتفتيش تابعة للشرطة على طريق رئيسية جنوبي بغداد مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص و إصابة 12 آخرين بجروح. و بعد حلول الظلام أمس فجر انتحاريان نفسيهما في شارع مزدحم بوسط بلدة أخرى الى الجنوب فقتلا خمسة أشخاص.

بوش
و في حديث إذاعي قال الرئيس الأميركي جورج بوش الذي تراجع التأييد له في الأسابيع الماضية الى أدنى مستوياته منذ توليه الرئاسة نتيجة تزايد القلق بشأن العراق ان أفضل وسيلة لتكريم الأميركيين الذين قتلوا في هذه الحرب هي "البقاء في المعركة".

و قال مصدر كبير في وزارة الداخلية العراقية أمس إن انتحاريًا يرتدي حزامًا ناسفًا من المتفجرات تحت ملابس مدنية اقترب من مركز التطوع في القوات الخاصة للشرطة في حي المنصور و فجر نفسه مما أسفر عن مقتل 20 شخصًا.

و شوهدت 12 جثة مغطاة في ساحة مستشفى اليرموك القريب من مكان الهجوم و قد أحاط بها أقارب الضحايا باكين. و مزقت إمرأة ملابسها السوداء حزنا و هي تجري نحو جثة ابنها القتيل.

و قال أطباء في المستشفى إنهم يعالجون أيضا 21 جريحا كثيرون منهم في حالة خطيرة. و ربما كان هناك جرحى يتلقون العلاج في مستشفيات أخرى كما يحتمل أن أقارب بعض الضحايا نقلوا جثثهم من موقع الهجوم.

و أصبحت الهجمات الانتحارية و التفجيرات باستخدام سيارات ملغومة أكثر الأساليب فتكا في أعمال العنف بالعراق و التي تفاقمت بشدة منذ تولي حكومة عراقية منتخبة السلطة في ابريل نيسان. و رغم استهداف متطوعي الشرطة بشكل معتاد إلا ان مراكز التطوع تشهد قبولاً كبيرًا من جانب العراقيين الذين يطمحون للحصول على وظيفة تدر راتبًا في بلد بات فيها العمل شحيحًا.

و أعلن تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين مسؤوليته عن الهجوم.

تشييع
و في أحد الاحياء التي يغلب الشيعة على سكانها في بغداد شارك آلاف في تشييع جثمان الإمام الشيعي كمال الدين الغريفي الذي قتل بالرصاص أمس اثناء توجهه بالسيارة لاداء صلاة الجمعة. و قال أبو حسين الغريفي شقيق الامام الراحل لرويترز ان مقتله مصيبة للحي و لبغداد و للمسلمين و الشيعة و تساءل عن الدافع لقتل شقيقه المشلول و البالغ من العمر 70 عاما.

و كان الغريفي ممثلاً في بغداد للزعيم الشيعي العراقي آية الله علي السيستاني الذي يعتبره الكثيرون من أفراد الأغلبية الشيعية في العراق زعيمهم الروحي. و احتشد المشيعون في الشوارع و هم يرددون الهتافات و يدقون على صدورهم و هو تقليد شيعي تعبيراً عن الحزن كما لوح آخرون ببنادقهم الآلية في الهواء فيما حملت صورة الغريفي وسط المشيعين.

و قال رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري خلال اجتماع خاص للائتلاف السياسي الشيعي الحاكم ان كل ما يريد قوله ان الشيخ الغريفي و ضاري علي الفياض شهيدان و الشهداء يخلدون للأبد في عناية الله. و اغتيل الفياض أكبر الأعضاء سنا بالبرلمان على يد مسلحين الأسبوع الماضي.

و قال مسؤول كبير في الشرطة في المحمودية جنوبي بغداد ان خمسة من أفراد الشرطة و المدنيين قتلوا و جرح 12 آخرون عندما صدم مهاجم انتحاري نقطة تفتيش تابعة للشرطة بسيارة ملغومة في وسط البلدة. و قال أطباء تولوا علاج الجرحى في المستشفى ان القنبلة كانت مخبأة في عربة لبيع الخضروات.

و كان موكب جنازة الغريفي يسير في المنطقة عندما انفجرت القنبلة لكنها لم تلحق أي ضرر بالمشيعين. و في وقت لاحق من يوم السبت وبينما كان سكان الحلة الواقعة على مسافة 100 كيلومترًا جنوبي بغداد يستمتعون بالهدوء النسبي في فترة المساء قالت الشرطة ان انتحاريين يرتديان حزامين ناسفين فجرا نفسيهما في وسط المدينة مما أسفر عن مقتل خمسة اشخاص و اصابة 20 آخرين.

و قتل اثنان من ضباط الشرطة العراقية برتبة عقيد في واقعتين منفصلتين بالرصاص في سيارتيهما أحدهما في الموصل بشمال العراق و الاخر في المسيب جنوب بغداد.

كما قتل شرطيان و اثنان من المدنيين عندما فتح مسلحون النار على دورية في مدينة كركوك بشمال العراق. و أصيب ثمانية أشخاص بجروح منهم ثلاثة من أفراد الشرطة في انفجار قنبلة بأسلوب التحكم عن بعد قرب دورية في منطقة بغداد الجديدة بالعاصمة.

و سعى بوش في حديثه الاذاعي الاسبوعي اليوم بمناسبة عيد الاستقلال الأميركي الذي يوافق الرابع من يوليو تموز الى اثارة المشاعر الوطنية و قال ان القوات التي تقاتل في العراق و أفغانستان تسير على خطى الذين قاتلوا في الثورة الأميركية و الحرب الاهلية و الحرب العالمية الثانية. و أضاف "أفضل وسيلة لتكريم أرواح الذين قتلوا في هذه الحرب هي اكمال المهمة و لذا سنبقى في المعركة الى أن يتحقق النصر فيها".