خلف خلف من رام الله: قالت مصادر صحافية إن محافل سياسية وأمنية إسرائيلية قالت إن حركة (حماس) ستكون جزءا من التسوية في نهاية المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، وحسب المحلل السياسي الإسرائيلي عوفر شيلح فان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) عرض على حركة حماس الانضمام إلى حكومة وحدة فلسطينية، وأن هذه الدعوة استقبلت في إسرائيل باستنكار عالمي في ضوء التبييض المخطط له لمن كان مسؤولا عن نصيب الأسد من العمليات "الفدائية في إسرائيل في العقد الأخير.
ويشير الكاتب في صحيفة "يديعوت" انه وتحت هذا الاستنكار يعرف الكثيرون في القيادة السياسية والأمنية الحقيقة: حماس ستكون في نهاية المطاف جزءا من تسوية سياسية مستقبلية، أو انه لن تكون تسوية. هذا هو سبيل القيادة السياسية منذ الازل: تعمل على تصوير العدو بالشرير بدل التعاطي معه ببرود روح، كإطار له مصالح، وكانت حماس هي المثال الأخير، بعد عرفات و م ت ف، نصر الله وكثيرين آخرين.
ويقول الكاتب: "قبل ثلاث سنوات، في ذروة حرب "الإرهاب"، تجول بين إسرائيل والسلطة اليستير كروك، مستشار امني خاص للاتحاد الأوروبي، كروك، الذي شغل في الماضي مهمة رجل الاستخبارات البريطاني وكان ذا سيرة حياة متنوعة، اعتبر في إسرائيل كشخص يتراوح بين لورانس العرب-أوروبي بريء وقع في شبكة سحر الشرق- وبين عميل موجه من العدو. الاقتراحات التي طرحها للهدنة، في صيف 2002، لم تبحث بجدية واعتبرت كمثال آخر على الخيانة الأوروبية.
ويتابع: "ويواصل كروك اليوم جولاته في العالم. في حديث من بيته في لندن يحاول ان يشرح ما يجد الاسرائيليون صعوبة في فهمه: حماس ليست منظمة عسكرية صغيرة بل منظمة سياسية ذات قوة مهمة. جزء من مصلحتها الصرفة هو التعبير عن قوتها في القيادة-ومقابل ذلك فانها مستعدة لوضع السلاح.
ويمضي عوفر قائلا:"الشيخ ياسين أيضا في حينه قال لي"، يقول كروك، "مقابل انسحاب إسرائيلي إلى خطوط 67 مستعد لوقف "الإرهاب"، كان هذا افتراضيا جدا، ولكنه واضح تماما من حديثه. يجب أن نفهم بان حماس هي منظمة كبيرة، مسنودة من هيئات مثل رابطة المحامين أو اتحاد المعلمين الفلسطينيين، رجالها ألقت بهم فتح خارجا، لم يحصلوا على الوظائف في الحكم، لم يكونوا جزءا من قوات الأمن، الخدمة الحكومية كانت مغلقة في وجههم. شعروا أن احتكار السلاح، القوة والقانون هو احتكار فتح. رغبتهم كانت في تغيير الوضع-وكان واضحا لهم بان الثمن سيكون ضمن أمور أخرى وقف "الإرهاب" ضد إسرائيل، "إذا تحقق اتفاق يمثل كل الشعب الفلسطيني فإننا سنحترمه"، قال ياسين".
وحسب كروك، فانه إذا ما جرت انتخابات فلسطينية تمثيلية حقا، فان حماس ستقبل بنتائجها-شريطة أن تحصل أيضا على نصيبها النسبي في القوة، التغيير في المنظمة سيستغرق وقتا، يقول، ولكنه حيوي: بدونه لن تكون تسوية مستقرة، لن تكون فرصة لسلام إسرائيلي فلسطيني دون إجماع فلسطيني داخلي.
"غير قليل من القيادة الإسرائيلية يفهمون بان هكذا يجب أن يكون، ولكن مثلما لم يجرؤ احد على التلفظ باسم "م ت ف" قبل اتفاق اوسلو فإنهم لا يجرؤون على الانحراف عن الأمر العلني، القاضي بالضجيج كل مرة يذكر فيها اسم حماس، تماما مثل هامان الشرير في عيد المساخر، وربما يوجد هنا شيء آخر: إسرائيل تباهت في أنها أنزلت حماس على ركبتيها. تصفية ياسين، الرنتيسي وآخرين اعتبرت ردا مظفرا على الإرهاب، والواقع الذي يصفه كروك هو بالطبع مغاير: فهو يقول إن التصفيات أعطت الحركة شرعية هائلة ليس فقط في الجمهور الفلسطيني بل في كل العالم الإسلامي" حسب الكاتب في صحيفة "يديعوت".
والذي يختتم قائلا: ولعل هذه هي الجوزة الأقصى على البلع: مرة أخرى من حاولنا إلحاق الهزيمة به بالقوة راكم العظمة فقط. الصاروخ الدقيق الذي هو أداة السياسة الإسرائيلية الأساس، قد يكون أصاب الهدف ولكنه حقق الأثر المعاكس، في الحرب التي قررنا فيها القضاء على "الإرهاب"، نجد نحن في نهاية اليوم "الإرهابي" على منصة المنتصرين.ِ