أسامة مهدي من لندن : توعد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بجلب منفذي الانفجارات في لندن اليوم الى العدالة سريعا وثمن موقف مسلمي بريطانيا ضد الارهابيين الذين قالوا انهم تحركوا باسم الاسلام فيما دعت الشرطة الى الابتعاد عن محطة فيكتوريا الرئيسة التي تربط لندن بمعظم العواصم الاوروبية نتيجة معلومات عن وجود متفجرات .
وفي كلمة وجهها الى الشعب البريطاني فورعودته الى لندن عصر اليوم قاطعا اجتماعاته مع زعماء دول قمة الثماني المنعقدة في اسكتلندا اكد بلير ان الارهابيين لن ينجحوا في ارغام البريطانيين على تغيير قيمهم او تخويفهم وقدم الشكر لمسلمي بريطانيا الذين عبروا عن مشاعر الغضب ضد الارهابيين وحرصهم على التعايش السلمي مع بقية البريطانيين . واشار الى ان الارهابيين وجهوا ضرباتهم باسم الاسلام "لكن المسلمين هنا وفي بقية العالم يقفون ضد الارهاب وسيدينون هذه الاعمال الارهابية" .
وتوعد بلير بالعمل بشكل مكثف لجلب الارهابيين الى العدالة والاقتصاص منهم وقال ان الاجهزة المختصة تعمل على اعادة خدمات القطارات والباصات الى عملها الطبيعي باسرع وقت واشار الى ان هؤلاء الذين يسعون الى ذبح الابرياء يريدون تخويف المواطنين ووقف عجلة الاقتصاد .. لكنهم لن ينجحوا بالتأكيد" . وقال " اذا ارادوا تغيير حياتنا فاننا لن نغيرها .. واذا ارادوا تقسيم ابناء شعبنا فاننا سنتوحد اكثر .. ونبقي قيمنا موحدة .. واذا ارادوا تخويفنا فلن نخاف" قال " هذا يوم حزين للشعب البريطاني الذي يجب ان يعود الى ممارسة حياته بشكل طبيعي باسرع وقت " .

وقد دعا قادة مسلمون ومسيحيون في لندن الى الهدوء وعدم القيام بردود افعال غاضبة للتفجيرات التي وقعت صباح اليوم .
وفي مؤتمر صحافي عقده شرق لندن القس ستانلي سنيت ورئيس الجمعية الاسلامية محمد باري، دعا الاول الى الهدوء وعدم التصرف انطلاقا من ردود افعال غاضبة، مؤكدا وحدة مشاعر المسيحيين والمسلمين واليهود ضد الاعمال الارهابية. وقال انه واثق من ان المسلمين يرفضون هذه التفجيرات التي يذهب ضحيتها العديد من الابرياء، مشيرا الى ان اي تصرفات غير محسوبة ستؤدي الى نتائج سلبية .
ومن جهته اكد باري ادانته للتفجيرات التي قال انها لاتعبرعن مبادئ الاسلام الذي يقف ضد هذه الاعمال المؤذية لارواح الاخرين. واشار الى انه القى كلمة في 900 مسلم بعد صلاة الظهر اليوم دعاهم فيها الى الهدوء وعدم الخوف. وقال ان المسلمين والمسيحيين يعيشون بسلام وامن في لندن ومشاعرهم موحدة ضد الارهاب .
وقال براين روداك قائد شرطة في لندن خلال مؤتمر صحافي انه لايمكن ربط الانفجارات بالمسلمين وقال ان الاسلام والارهاب كلمتان لاتلتقيان لان مبادئ الدين الاسلامي تقف ضد الارهاب وقتل الابرياء واشار الى ان من يؤمن بالاسلام لايؤمن بالارهاب وشدد بالقول "نحن نعتبر هذه الانفجارات ارهابية وليست اسلامية" مشيرا الى ان عدد القتلى وصل الى 33 على الاقل.

وفي وقت عبرت مصادر غير رسمية عن خشيتها من تجاوز عدد القتلى الخمسين اشارت مصادر رسمية الى ان اخر المعلومات تشير الى مقتل 23 شخصا في محطة "كنغزكروس" و9 في محطة "ادجورد رو" التي يسكنها العديد من المسلمين والعرب و7 في "اولد غيت" واثنين في" راسل سكوير" .
وتسود العاصمة البريطانية التي يسكنها 14 مليون نسمة يستخدم ثلاثة ملايين منهم قطارات الانفاق يوميا فوضى مرورية عارمة ويشاهد الالاف من العاملين وسط لندن وهم يعودون الى بيوتهم مشيا على الاقدام متعبين قاطعين اميالا من الطرق نتيجة توقف حركة القطارات والباصات . كما تاثرت حركة الطيران في مطار لندن "هيثرو" الشهير باقسامه الخمسة نتيجة عدم تمكن الالاف من المسافرين من الوصول حيث تشهد الطرق السريعة المؤدية اليه ازدحاما شديدا تصعب معه حركة السيارات لايصال المسافرين حسب المواعيد المقررة . واكدت مصادر وزارة النقل ان جميع المسافرين في القطارات الذين حوصروا في الافاق قد تم انقاذهم واخراجهم منها .
وعصر اليوم دعت الشرطة البريطانية المواطنين الى الابتعاد عن محطة فيكتوريا وسط لندن وهي اكبر محطات القطارات والباصات في العاصمة البريطانية والتي تربطها بعواصم الدول الاوروبية وببقية المدن البريطانية . وقالت مصادر الشرطة ان معلومات قد وصلتها بوجود متفجرات في احد الباصات الموجودة في المحطة التي حاصرتها الشرطة ومنعت المسافرين والباصات من الاقتراب منها واوضحت الشرطة انها مازالت لاتعرف ما اذا كانت الانفجارات التي وقعت اليوم قد توقفت .

ملف صور أحداث لندن