خلية لا تزال ناشطة وراء استمرار حالة القلق
شرطة لندن تبحث عن محمد زيدي

اسامة مهدي من لندن: أكدت الشرطة البريطانية عدم حدوث عمل انتحاري في عمليات التفجير التي شهدتها لندن أمس ، و قالت أن بصمات القاعدة واضحة عليها لكنها لم تؤكد او تنفي معلومات تشير إلى أنها اتصلت بأجهزة الشرطة الأوروبية و الأميركية للبحث عن ارهابي شارك في تنفيذ الانفجارات اسمه محمد زيدي . و اشارت سكوتلانديارد إلى أن العبوات المتفجرة كانت تزن خمسة كيلوغرامات لكل واحدة منها ، و شددت على ملاحقة الفاعلين حتى القبض عليهم ، و قالت أن هناك خلية مازالت ناشطة يجري تعقب افرادها. و قال إيان بلير قائد الشرطة البريطانية في مؤتمر صحافي اليوم أن عدد القتلى في الإنفجارات وصل إلى 50 متوقعا أن يرتفع إلى أرقام أخرى لكنه امتنع عن الإجابة على سؤال حول معلومات تفيد بأن الشرطة البريطانية تبحث عن ارهابي اسمه "محمد زيدي" لم تعرف جنسيته بعد ، و أنها اتصلت بأجهزة الشرطة الأوربية و الأميركية للبحث عنه ، نظرا لاحتمال مغادرته الأراضي البريطانية لكنه أشار إلى أن هناك خلية ارهابية مازالت نشطة على مايبدو، و يجري تعقبها في الوقت الحاضر من دون اعطاء تفصيلات أخرى.

و أضاف أن بصمات منظمة القاعدة واضحة على عمليات تنفيذ التفجيرات، لكنه قال انه لا يمكن القول فيما إذا كانت بياناتها عن الإنفجارات حقيقية أم أنها للتشويش على التحقيق الواسع الذي يشمل جميع الاراض البريطانية. و أكد عدم حصول أي عمل انتحاري ، و ذلك بعد التقارير التي أشارت إلى أن انفجار الباص الذي أدى إلى مقتل شخصين كان بعمل انتحاري ، و أضاف أنه لم يتم بعد معرفة ما إذا كانت المتفجرة فيه وضعت على أحد المقاعد أم على أرض الباص ذو الطابقين و كشف عن تعزيز الأمن في محطات القطارات و الباصات.

و أشاد بمساعدة المواطنين و خاصة قادة الأديان التي يعيش أبناءها في البلاد ، و أوضح أن المئات من الأشخاص بدأوا يدلون بمعلومات عن الحوادث ، و خاصة أولئك الذين كنوا يستقلون القطارات التي جرت التفجيرات فيها.

و من جهته قال الخبير في الإرهاب بالشرطة البريطانية اندي هايمان أن التحقيقات تشير إلى أن كل واحدة من المتفجرات الأربع كانت تزن عشرة باوندات ، أي حوالي خمسة كيلوغرامات ، موضحا انه تم تفجير متفجرتين اخريين من قبل الشرطة قبل انفجارهما ، و قال أن المفجرات وضعت في العربات الثانية من بعض القطارات و في الثالثة من الأخرى. و حول مسؤولية القاعدة اعترف أن الأمر معقد و لا يمكن تأكيده ، و قال أن التحقيق جارٍ للتعرف على مسؤوليتها عن الإنفجارات.

و من جهته قال وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك اليوم أن احتمال أن يكون واحداً أو اكثر من الإعتداءات التي هزت لندن الخميس من فعل انتحاري أمر "وارد" ، شأنه شأن باقي الاحتمالات. و أضاف في تصريح لاذاعة هيئة الإذاعة البريطانية ( بي بي سي ) أنه " من المؤكد أن احتمال الإعتداءات الإنتحارية وارد شأنه شأن باقي الإحتمالات الممكنة لتفجير قنبلة".

و كانت الصحف البريطانية أشارت اليوم إلى احتمال العمل الإنتحاري في الانفجار الذي استهدف حافلة نقل عام بالقرب من ساحة راسل سكوير، التي لا تبعد سوى أمتار عن المتحف البريطاني. و قد أوقع هذا التفجير قتيلين وفقا لآخر حصيلة رسمية. و نقلت صحف "الاندبندنت" و"ذي صن" و"ديلي ميرور" و"ديلي اكسبرس" و"ديلي ميل" خصوصا شهادة أدلى بها ريتشارد جونز (61 عاما) الذي يعمل خبيرا في المعلوماتية.

فقد أوضح جونز الذي كان في الحافلة التي انفجرت في ساحة تافيستوك أنه شاهد رجلا يبلغ طوله حوالى 180 سنتيمترا بدا عصبيا و كان " ينحني باستمرار على حقيبته" و أوضح أنه رأى وجهه بوضوح ثم نزل من الحافلة. و بعد ثوان وقع الانفجار الذي أدى إلى سقوط قتيلين على الاقل. و إذا ما تأكد احتمال العمل الإنتحاري فإن لندن تكون قد تعرضت الخميس لأول عملية انتحارية في أوروبا.