لندن: في أول تحرك ميداني تقوم به الشرطة البريطانية في إطار مكافحة الإرهاب وعلى خلفية التفجيرات الأخيرة ، داهمت الشرطة خمسة مباني سكنية في وست يوركشير شمال شرق انكلترا على خلفية تفجيرات لندن، حسبما أفاد مسؤول في شرطة لندن اليوم الثلاثاء.

و ذكر متحدث باسم الشرطة "هذا الصباح و في عملية معدة مسبقا تستند الى معلومات استخباراتية، نفذ رجال الشرطة عمليات تفتيش بناءً على مذكرات تم اصدارها بموجب قانون مكافحة الإرهاب الصادر عام 2000، في اربعة مساكن في وست يوركشير". و أضاف أن " الشرطة تجري حاليا عملية تفتيش في موقع خامس. و لم يعتقل احد حتى الان. "

و لم يحدد المتحدث بالضبط المناطق التي جرت فيها عمليات المداهمة إلا أن تلك المنطقة تضم منطقتي ليدز و برادفورد اللتين كانتا مراكز صناعية و تسكنهما غالبية من المسلمين من أصول جنوب اسيوية.

و ذكرت وكالة " برس اسوشييشن" البريطانية أن الشرطة أغلقت قسما من شارع في منطقة بيستون في ليدز و وضعت علامة على سيارة فولكسفاغن حمراء أمام أحد المنازل.

على صعيد آخر حث رئيس المجلس البريطاني الإسلامي المسلمين على المساعدة بكل السبل الممكنة لكشف حقيقة التفجيرات الإرهابية، و أرسل توصيات إلى أئمة المساجد المنتشرة في بريطانيا التي بيلغ عددها 1200 مسجد، طالبهم فيها باستنكار التفجيرات وفق ما نشرت صحيفة التايمز اللندنية اليوم.

قال السير إقبال ساكارني: " فليكن واضحا أن منفذي هذه التفجيرات أيا كانوا ولأي دين يزعمون انهم يؤمنون به هم أعداء لنا جميعا". و أضاف " من واجبنا ان نساعد بأي شكل ممكن كي يمثل هؤلاء المجرمون أمام العدالة و بسرعة، لأنه اذا لم يتم اعتقالهم فمن المرجح ان يخططوا و ينفذوا اعتداءات إرهابية مشابهة".

و وجه في رسالته التي وزعت على أئمة لندن أن الشرطة البريطانية متأهبة لأي اعتداء تنفذه عناصر إسلامية تحت عنوان "إسلاموفوبيا"، المصطلح الذي أصبح يتردد بريطانيا بعد موجة الاعتداءات الإرهابية التي شهدها العالم في الثلاث سنوت الأخيرة ، و التي يشتبه أن يكون وراءها عناصر إسلامية و على رأسهم تنظيم القاعدة.

و كانت منظمات إسلامية بريطانية أعلنت عن حوادث اعتداء تعرض لها مسلمون ، و منها اعتداءات على مساجد و أماكن تجمع المسلمين، و قال متحدث باسم منظمة الدفاع عن حقوق المسلمين: إن المسلمين ضحايا مزدوجون ، فمن ناحية هم عرضة لأي اعتداء كأي بريطاني، و من ناحية أخرى أصابع الاتهام توجه لهم مباشرة"، و دعا المسلمين إلى ممارسة حياتهم اليومية بشكل عادي و لكن مع أخذ الاحتياطات اللازمة تخوفا من أي ردات فعل غير مسؤولة".

و ناشد السير إقبال الوسائل الإعلامية عدم الخلط بين الإسلام و بين التطرف، و طالب ابناء الجالية الإسلامية بتقديم أي معلومات و أي إفادات قد تساعد في التحقيقات الجارية.

إقبال ساكارني
قال ساكارني هناك عناصر في بريطانيا وجدت في الاعتداءات فرضة لا تعوض لمهاجمة المسلمين و مؤسساتهم و جوامعهم في بريطانيا .

و قتل في تفجيرات لندن 52 شخصا وأصيب المئات في أربع انفجارات خلال ساعة الازدحام صباح الخميس.

و ربط رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بين الهجمات، الأسوأ التي تتعرض لها بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية، و بين المتطرفين الإسلاميين.

و يعتقد أن المداهمات التي جرت اليوم هي الأولى التي تقوم بها شرطة مكافحة الأرهاب في بريطانيا على خلفية تفجيرات الخميس.

و صرح ايان بلير رئيس شرطة لندن لهيئة الإذاعة البريطانية " بي بي سي" في لندن " لقد جرت سلسلة من عمليات البحث في يوركشير، ولا تزال عمليات البحث مستمرة". و أضاف " ولا أستطيع قول أكثر من ذلك في الوقت الحالي، ولكن هذه الخطوات مرتبطة مباشرة بتفجيرات الخميس".

و تتولى شرطة لندن المعروفة كذلك باسم سكوتلانديارد، مسؤولية الأمن في منطقة لندن الكبرى. كما أنها تقود التحقيقات في عمليات مكافحة الإرهاب في أي مكان في بريطانيا.