لندن: يقول الخبراء ان تنظيم القاعدة يشبه وحش "هيدرا" متعدد الرؤوس الذي تتحدث عنه الاساطير اليونانية، والذي اذا قطعت احد رؤوسه نبت له رأس جديد، وحذروا من ان التفجيرات التي شهدتها لندن الاسبوع الماضي تظهر ان فروع ذلك التنظيم اصبحت اكثر اهمية مما تبقى من قيادته. وينتشر حاليا الرأي بان جيلا جديدا من الجماعات المتفرعة عن تنظيم القاعدة، وليس الاتباع القدامى للتنظيم، هو المسؤول عن تفجيرات لندن وكذلك تفجيرات مدريد الدموية العام الماضي.

ويقول العديدون ان قيادة تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن، اخذت تصبح اكثر عزلة منذ الاطاحة بنظام طالبان الذي كان يؤوي القاعدة، بيد القوات التي تقودها الولايات المتحدة في افغانستان.

ويزيد ذلك من تعقيد جهود الشرطة لوضع نموذج لنهج تفكير التنظيم رغم ان اهداف وطرق هذه الجماعات المتنوعة متشابهة.

وقال البروفسور بول ولكنسون مدير مركز دراسات الارهاب والعنف السياسي في جامعة سانت اندروز في اسكتلندا "لقد مر تنظيم القاعدة بمرحلة تحول الا ان ذلك لا يعني ان اسامة بن لادن اصبح طي النسيان". واضاف "ان القيادة الاساسية تعاني من نكسات بدأت عندما اطيح بنظام طالبان (...) غير ان بن لادن لا يزال يمثل القيادة الايدولوجية" لاتباع التنظيم.

وقال ولكنسون انه من المرجح ان هجمات مثل التفجيرات التي وقعت في لندن يوم الخميس والتي راح ضحيتها حوالى 52 شخصا، وكذلك تفجيرات اذار/مارس 2004 في مدريد، قد نظمت ومولت من فروع محلية ترتبط ارتباطا فضفاضا مع القاعدة، وتعمل تحت شعار ذلك التنظيم فيما تتمتع بسلطات ذاتية كبيرة.

واوضح "ان هذه الجماعات منتشرة على نطاق العالم ولا يقتصر وجودها على بلد واحد" واصفا اياها بانها "نوع جديد من الارهاب". واوضح "هؤلاء الاشخاص يرغبون في اكبر عدد من القتلى واكبر عدد من المتفرجين".

واضاف "يجب ان نقر بالحاجة الى استراتيجية دولية للكشف عن تلك الخلايا". ومن ناحيته قال نديم شحاده رئيس برنامج الشرق الاوسط في مؤسسة تشاثام البريطانية الفكرية ان فتح جبهة ارهابية جديدة في لندن يحمل دلالات كبيرة جدا.

واضاف "لندن تعتبر عاصمة للعالم الاسلامي. وربما تكون المدينة الوحيدة في العالم التي تتفاعل فيها التيارات المختلفة من العالم الاسلامي".

واكد على اهمية التاكد من ان منفذي التفجيرات "هم من بريطانيا" كما يعتقد السير جون ستيفنز رئيس شرطة لندن السابق المتقاعد.
وقال ستيفنز في عطلة نهاية الاسبوع انه يعتقد ان "حوالى 3000 شخص ولدوا في بريطانيا او يتخذونها قاعدة لهم قد مروا بمعسكرات بن لادن التدريبية خلال السنوات التي مضت".

اما شحاده فيقول "لو ان منفذي تفجيرات لندن اتوا من خارج بريطانيا فهذا عيب في اجراءات الهجرة، ولو كانوا اعضاء في خلية نائمة فذلك عيب في الاستخبارات". واضاف "ولكن اذا كانوا ولدوا وتربوا هنا فهذا اذن عيب اجتماعي يضرب في صميم التعايش".

وبشكل عام قال ولكنسون انه من المبكر تحديد ما اذا كان منفذو انفجارات لندن قد عملوا بشكل وثيق مع نظرائهم ممن نفذوا تفجيرات مدريد او ما اذا كانوا يتخذون من بريطانيا مقرا لهم او تدربوا في افغانستان او العراق.

واضاف "اعتقد باحتمال ان يكونوا خليطا من اشخاص ولدوا هنا وخبراء جاءوا من الخارج وجلبوا معهم خبراتهم". واضاف "هؤلاء الاشخاص لم يعتبروا اوروبا مطلقا خارج نطاق عملياتهم. انهم يعارضون بشدة القيم التي نمثلها كحلفاء للولايات المتحدة التي يكرهونها بشدة".