بهية مارديني من دمشق: ناشد أكثر من 1100 ناشط و محامِ سوري الرئيس بشار الأسد الإفراج عن المحامي محمد رعدون رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية المعتقل منذ 22 ايار (مايو) الماضي ، و كافة المعتقلين السياسيين في البلاد، فيما طالب ناشطون سوريون بلجنة دولية للتحقيق في ممارسات التعذيب في السجون السورية، و ايجاد الآلية القانونية الدولية المناسبة لمحاسبة و معاقبة مرتكبي التعذيب.

و اعتبرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية أن اعتقال رعدون جاء على خلفية نشاطه في محاربة الفساد و انتهاكات حقوق الإنسان، و تمنى الدكتور عمار قربي عضو المنظمة في تصريح لـ"إيلاف" من الرئيس السوري الأخذ بالاعتبار مطالب الموقعين ، لافتا إلىأن بينهم بعثيون ، و أنهم يمثلون كافة التيارات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، كما أن من بينهم 120 محام ومحامية ، و أكد قربي ان المنظمة أرسلت الرسالة للرئيس الأسد بواسطة الفاكس أمس، كما أرسلت نسخة إلى اللواء غازي كنعان وزير الداخلية ، و طالبت الرسالة ، التي تلقت ايلاف نسخة منها ، برفع حالة الطوارىء و إلغاء المحاكم الاستثنائية و تنفيذ ما التزمت به سورية من خلال التوقيع على المعاهدات و المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان.

من جانبه أعلن الناشط الحقوقي أنور البني في تصريح لـ"ايلاف" أنه ُمنع من السفر اليوم للمشاركة في جلسات مناقشات اللجنة الدولية لمناهضة التعذيب التابعة للمفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة التي تستمر أسبوعا من 15 حتى 22 هذا الشهر في جنيف، و اكد البني انه أرسل كلمة تتضمن عرض واقع التعذيب في السجون و مراكز الإعتقال في مراكز الشرطة السورية و قسم من شهادات التعذيب ، و عرض موضوع الحماية القانونية التي يعطيها القانون السوري لمرتكبي التعذيب مما يمنع محاكمتهم ، و طالب اللجنة و المفوضية العليا و الأمم المتحدة بالقيام بدورها من أجل ايجاد السبل المناسبة لالزام الدول باحترام الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان و منع التعذيب ، و من أهمها تشكيل لجان تحقيق في الممارسات المرتكبة و ايجاد الالية القانونية الدولية لمحاسبة و معاقبة مرتكبي التعذيب.

و غادر المحامي أكثم نعيسة رئيس لجان الدفاع عن الحريات الديموقراطية و حقوق الإنسان في سورية ، و الذي أسقطت عنه محكمة أمن الدولة العليا في سورية مطلع هذا الشهر التهم الموجهة ضده في نشر الأخبار الكاذبة التي تسيء إلى سمعة و أمن البلاد، للمشاركة في جلسات اللجنة الدولية لمناهضة التعذيب، و يشارك أيضا في جلسات جنيف عضو اللجان نضال درويش ، كما تشهد دمشق الساعة السابعة من مساء اليوم اعتصاما أمام السفارة البريطانية في دمشق تحت شعار " لا للإرهاب ولا للعنف" بمناسبة مرور أسبوع على تفجيرات لندن الخميس الماضي التي أودت بحياة و اصابة مئات الأبرياء، وطالبت المنظمة السورية لحقوق الانسان من كل الفعاليات السورية المشاركة انارة شمعة ضد الظلام .

الى ذلك علمت ايلاف ان ابنة رياض سيف النائب البرلماني السوري المعتقل منذ 2001 زارته أمس ، فيما فشل محامو و عائلة النائب المعتقل مأمون الحمصي في زيارته في سجن عدرا ، و اتصلت ادارة السجن بعائلته لأخذ ممتلكات الحمصي الخاصة من زنزانته الانفرادية ، حيث تم نقله الى زنزانة اخرى في مكان لم يؤكد ، بعد اضرابه عن الطعام الذي يدخل يومه الثامن و إصداره بيانا شديد اللهجة ، و اعتقل النائبان على خلفية ربيع دمشق و حكم عليهما بالسجن 5 سنوات بتهمة تغيير الدستور بطرق غير مشروعة ، و أنهيا ثلاثة أرباع مدة العقوبة إلا أن السلطات السورية لم تقرر بعد الإفراج عنهما، و كانت لجان إحياء المجتمع المدني في سورية اكدت أن صحة أحد مؤسسيها الدكتور و الباحث الاقتصادي عارف دليلة تتدهور بسرعة، بعد أن أضرب عن الطعام منذ أسبوع ، احتجاجا على سوء المعاملة خلال الأعوام الأربعة الماضية في السجن ، و على عدم تلقيه العلاج المناسب ، و طالبت اللجان السلطات السورية بإطلاق سراح المعتقلين، و طيّ ملف الاعتقال السياسي، رافضة ما أسمته السياسات الانتقامية بحق المعتقلين السياسيين ، و دليلة معتقل في زنزانة منفردة منذ 2001 و أصدرت محكمة أمن الدولة العليا قرارا بسجنه 10 سنوات.