إيلاف من بيروت - وكالات: أصيب 12 شخصا في انفجار وقع في منطقة مسيحية مزدحمة في بيروت مساء الجمعة ، و جاء ضمن سلسلة تفجيرات هزت لبنان هذا العام. و قالت مصادر أمنية و شهود عيان أن الانفجار وقع قرب شارع مونو في منطقة الأشرفية التي تقطنها غالبية مسيحية وتزدحم بالمطاعم والنوادي الليلية ما أدى إلى اصابة 12 شخصا. و تسبب الانفجار الذي أحدثته عبوة صغيرة وضعت بمحاذاة سيارة من نوع اوبل زرقاء اللون في شارع فرعي من منطقة مونو قرب الجامعة اليسوعية بتحطيم سيارتين في حين انتشر الزجاج المتساقط من الأبنية والمتاجر والسيارات في محيط المكان.

وقالت المصادر الأمنية إن أربعة من الجرحى نقلوا إلى المستشفى في حين عولج الآخرون من جروح جراء تحطم الزجاج.

واكد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي لمحطة تلفزيون "المستقبل" ان عبوة ناسفة موضوعة تحت سيارة متوقفة انفجرت.
وقال ان السيارة المستهدفة كانت متوقفة في موقف للسيارات في شارع ملاصق لشارع مونو قرب الجامعة اليسوعية (خاصة).
و شارع مونو من الشوارع المكتظة جدا في بيروت ، و يرتاده الشباب خصوصا في نهاية الأسبوع بسبب كثرة انتشار المقاهي والمطاعم والبارات فيه.
وانتشر جنود وعناصر من قوى الأمن الداخلي في الشارع حيث وصل رجال الاطفاء الذين يعملون على اخماد الحريق في السيارة المنفجرة
وأحكمت القوى الأمنية طوقا على المنطقة التي اخلتها بعد الانفجار وكانت تحاول ابعاد الجموع من حول مبنى مؤلف من ثلاث طواق تضرر جراء الانفجار خشية سقوطه.وقال طوني حنا (30 عاما) "كنت اتناول طعام العشاء برفقة بعض الاصدقاء في أحد المطاعم في المكان عندما سمعنا صوتا ضخما تساقط على اثره الزجاج في المطعم الذي اهتز بنا فاندفعنا إلى الخارج لنشاهد الدخان يتصاعد من شارع ضيق بمحاذاة المطعم"

وقال جورج نمور " تعودنا أن ننتظر الانفجار كل أسبوعين ولكن هذا الانفجار جاء باكرا هذه المرة"وهذا أحدث انفجار في سلسلة من التفجيرات والاغتيالات هزت لبنان منذ مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في انفجار سيارة ملغومة ببيروت في 14 فبراير شباط.

وبعد اغتيال الحريري اضطرت سورية إلى سحب قواتها من لبنان في أبريل نيسان تحت ضغط دولي وشعبي بعد أن وجه إليها بعض المسؤولين السياسيين في لبنان أصابع الاتهام في عملية الاغتيال لكن دمشق نفت أي دور لها في ذلك.وانفجار يوم الجمعة كان الاول من نوعه منذ تشكيل أول حكومة لبنانية قبل ثلاثة أيام في غياب الوجود السوري عن لبنان.

وكان اخر انفجار وقع قبل عشرة أيام واستهدف موكب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر الذي أُصيب مع اثنين من مرافقيه في حين قتل مواطن كان مارا في منطقة انطلياس التي وقع فيها الانفجار.وجاء الانفجار في المنطقة التي كانت تعد على خطوط التماس خلال الحرب الاهلية التي اندلعت في لبنان بين عامي 1975 و1990 بعد بضع ساعات من انتهاء زيارة قصيرة قامت بها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لبيروت.

وقالت رايس في مؤتمر صحفي بعد محادثات مع رئيس الوزراء فؤاد السنيورة "لن تجدوا شريكا اكثر دعما من الولايات المتحدة لما يحاول لبنان ان يحققه لان هذه انفراجة رائعة للشعب اللبناني لتكون لهم السيطرة على مستقبلهم."وكررت مطلب واشنطن بنزع سلاح جماعة حزب الله المناهضة لإسرائيل بما يتماشى مع قرار الامم المتحدة 1559 رغم انضمام الجماعة للحكومة الجديدة. ودعت رايس سوريا لإنهاء اغلاق للحدود مع لبنان.ووصلت الوزيرة الاميركية قادمة من إسرائيل جوا وسط اجراءات أمنية مشددة في البلاد التي شهدت ثلاثة اغتيالات ذات دوافع سياسية هذا العام.