مراد عباس من الجزائر -وكالات: دقيقة صمت وإدانات وغدا صلاة الغائب على أرواحهم في جوامع بلد المليون شهيد، الضحايا هذه المرة من الجزائر خطفوا على يد "تنظيم قاعدة الجهاد ببلاد الرافدين" التي نفذت حكم الإعدام بحق علي بلعروسي وعز الدين بلقاضي رغم كل النداءات والمناشدات الملحة لإطلاق سراحهم. الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وصف اغتيالهما بالجريمة الشنعاءوأعرب في برقية إلى اهالي الفقيدين عن مواساته وتضامنه في هذا المصاب الجلل الذي ألم بالشعب الجزائري كافة. بدوره شجب قصر الاليزيه الجريمة في بيان قائلا "ان رئيس الجمهورية يدين بشدة اغتيال الدبلوماسيين الجزائريين بيد خاطفيهما في العراق. ويعبر عن تضامنه مع الجزائر ويقدم تعازيه الحارة الى رئيس الجمهورية الجزائرية وعائلتي واقرباء الضحيتين". واضاف البيان ان الرئيس الفرنسي جاكشيراك "يوجه نداء للافراج عن كل الرهائن ووقف هذه الممارسة الوحشية التي تحط من شأن من يقوم بها".

وكانت الرئاسة الجزائرية أصدرت اليوم بيانا اثر اغتيال للديبلوماسيين علي بلعروسي وعز الدين بلقاضي، على أيدي تنظيم قاعدة الجهاد ببلاد الرافدين، وكانا في عداد المختطفين من قبل هذا التنظيم منذ يوم الخميس الماضي ببغداد.

واضاف البيان :"الجزائر تمر الآن من حالة الروع الذي أثاره اختطافهما إلى حالة من السخط والحزن اثر هذا الإعدام الشائن. فالجميع تنتابه كل هذه المشاعر في آن واحد".

وقدم الرئيس بوتفليقة بهذه المناسبة أخلص تعازيه إلى عائلتي وأقارب الفقيدين وأعرب لهم في ذات البرقية عن مواساته وتضامنه في هذا المصاب الجلل الذي ألم بالشعب الجزائري كافة.

واعتبر الرئيس الجزائري الدبلوماسيين علي بلعروسي وعز الدين بلقاضي شهيدا الواجب المهني باعتبارهما كانا في مهمة كموظفين ديبلوماسيين للدولة.

وذكر بيان الرئاسة الجزائرية بمعاناة الجزائر لأكثر من عشرية من ويلات إرهاب شوه قيم الإسلام فوق هذه
الأرض المسلمة، ومع ذلك فإنها لم تخلط بين الأمور أبدا وبالتالي يحق لها اليوم أكثر من غيرها أن تدين بقوة هذا المساس بحياة اثنين من رعاياها كما يضيف البيان.

وجدد البيان مواقف الجزائر التي مافتئت تدافع دوما عن القضايا العادلة -بل و تؤثر مصالح البلدان الشقيقة على مصالحها الخاصة- لا تستحق أن تعرض إلى مثل هذه الفعلة المخزية الشنعاء.

ويضيف البيان:" ليس لاحد أن يقر لمرتكبي هذه الجريمة انتماء للإسلام أو صيت مقاومين ولا حتى تلك الصفة الإنسانية التي تميز كل شخص إذ أن الجريمة الوحشية التي ارتكبوها تصنفهم في خانة الهمجية الحقيرة. إن مثل هذا العمل الذي يتنافى مع كل القيم الحضارية و الإنسانية إنما يشجع النزعة المشؤومة لأولئك الذين يحاولون نسب الإرهاب للإسلام".

واعلن البيان عن تمسك الجزائر بخياراتها الدبلوماسية وأنها لن تنسى وستتابع بعزمها الصارم اولائك الذين تجرأوا على الاعتداء الفادح و المخزي على أبناء بلد قدم الكثير من اجل الكفاح إلى جانب الشعب العراقي لاسترجاع سيادته و وحدته الوطنية و وحدته الترابية و كذا السلام و العدل.

وستخرج الجزائر من هذه المحنة يختتم البيان من هذا المصاب عازمة اكثر من أي وقت مضى على مواصلة عملها الدولي القائم على احترام الطابع المقدس لحياة الإنسان وسط مجتمع دولي يضطلع كليا بمقتضيات السلم والأمن الدوليين ذلك لصالح الشعوب جمعاء وعلى وجه الخصوص تلك المحرومة من حقوقها الشرعية.

التحالف الرئاسي يستنكر اغتيال الدبلوماسيين الجزائريين بالعراق
هذا واستنكرت أحزاب التحالف الرئاسي في الجزائر بشدة الاغتيال "الغادر" الذي تعرض له الدبلوماسيان.

ونددت أحزاب التحالف المتمثلة في حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم في بيان لها "بقوة بالفاعلين وتشجب ممارات المتعاونين معهم "مؤكدة أن هذا "الفعل الشنيع مناف لكل القوانين والأعراف والقيم الإنسانية".

وذكر نفس البيان بالمواقف المشرفة للدولة الجزائرية والشعب الجزائري تجاه أشقائه في العراق مبرزا أن "تلك المواقف التي كان يفترض أن تتحول إلى شفاعة تجنب فقيدينا كل مكروه بذلنا جميعا في سبيل تحقيقه كل مساعينا".

وسجل التحالف الرئاسي "تعاطفه الكبير مع عائلات الضحايا وتضامنه المبدئي مع الواقفين في وجه الإجرام الدموي الذي كشف هذه المرة كما قال عن ابشع الوجوه التي ظل يخفيها تحت مبررات واهية ".

ومن جهتها أصدرت مصالح رئيس الحكومة اليوم بيانا نددت من خلاله بالعمل الإجرامي الذي أطال الدبلوماسيين العاملين بالعاصمة العراقية بغداد .

دقيقة صمت بالخارجية الجزائرية على أرواح الدبلوماسيين
إلى ذلك تم الوقوف اليوم دقيقة صمت ترحما على الدبلوماسيين الفقيدين علي بلعروسي وعز الدين بلقاضي بفناء وزارة الشؤون الخارجية من قبل كافة الموظفين بحضور محمد بجاوي وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية، وعبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية والأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية وكبار الاطارات بالوزارة.

وتمت تلاوة "الفاتحة" على روح الفقيدين اللذين استذكر زملائهم خصالهما من نزاهة وتواضع وروح المسؤولية والواجب خدمة لمصلحة البلاد. و بعد هذا الترحم توجه السادة بجاوي ومساهل ولعمامرة إلى مسكن علي بلعروسي بأعالي العاصمة، لتقديم التعازي الرسمية والشخصية لعائلة الفقيد. ومن جهة أخرى وجهت للامين العام لولاية بجاية الواقعة على بعد 200 كلم شرق العاصمة، للقيام بنفس المسعى لدى عائلة بلقاضي المقيمة هناك.

دعوة لصلاة الغائب وأحزاب المعارضة تدين الاغتيال
إلى ذلك دعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في الجزائر اليوم كافة أئمة المساجد الى إقامة صلاة الغائب على الروحين الزكيتين للدبلوماسيين الجزائريين المرحومين علي بلعروسي وعز الدين بلقاضي غدا بعد صلاة الجمعة مباشرة.

وأوضح بيان للوزارة أن إقامة هذه الصلاة تأتي "اثر استشهاد أخوينا الدبلوماسيين الجزائريين المرحومين على أيدي الطغمة الفاسدة ممن امتهن قتل الأبرياء و المستأمنين جورا و طغيانا".

وعلى صعيد ردود الأفعال ندد حزب العمال باغتيال الدبلوماسيين الجزائريين علي بلعروسي وعز الدين بلقاضي المختطفيين منذ يوم الخميس الماضي.

واكد جلول جودي المتحدث الرسمي على لسان الحزب في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية ان حزب العمال "تلقى ببالغ الحزن والآسي الخبر الكارثي بالنسبة لعائلات الضحايا والمأساوي بالنسبة للشعب والدولة الجزائرية".

وقال جودي "نحن متيقنون بأن اغتيال الدبلوماسيين له تداعيات اخرى وهو استهداف الدولة الجزائرية"، مضيفا في هذا الاطار "نحن لا نظن بان الشعب العراقي له مصلحة في قتل الدبلوماسيين الجزائريين، والذين اعدموهم يريدون عزل الشعب العراقي من خلال هذه العملية الجبانة".

ومن جهتها أدانت حركة الإصلاح الوطني بزعامة الشيخ عبد الله جاب الله عملية الاغتيال، وعبرت الحركة في بيان تلقى مندوب إيلاف نسخة منه، استياءها من اغتيال الدبلوماسيين الجزائريين اللذين اختطفا مؤخرا في العراق معتبرة ما حصل "سلوك لا تقره أحكام الشرع في قضايا الحرب و الصراع".

وجاء في بيان للحركة ان هذه الأخيرة تلقت نبأ قتل الدبلوماسيين "بكثير من الغضب و الألم" معتبرة ان ذلك "لا يتماشى مع أدبيات المقاومة للاستعمار التي يحرص أصحابها على كسب الأصدقاء و المؤيدين"، و أضافت الحركة انه "ليس من شرع الله قتل البريء".

وتساءلت الحركة "عن السرعة التي تم بها الاختطاف والقتل الذي طال شخصين ينتميان إلى شعب خبر الاستعمار و خبر المقاومة و قدم نموذجا متفردا في نصرة حركات التحرر و المقاومين الشرفاء".

ان الشعب الجزائري كما أضاف البيان "كان دائما بجانب الشعب العراقي فبأي حق أو منطق يبرر هؤلاء قتل الأخوين علي بلعروسي و عز الدين بلقاضي...".
و اختتمت حركة الإصلاح الوطني بيانها بالقول ان هذا "السلوك غير الشرعي يشوش على المقاومة الشرعية و يعمل على تبغيض صورتها و تشويهها لدى الرأي العام في العالم العربي و الإسلامي و العالم اجمع".

ردود فعل
سورية
بدورها أدانت سورية اليوم جريمة قتل الدبلوماسيين الجزائريين ، وأكدت شجبها لكل عمل ارهابي ومساندتها للجهود الذي تبذل للقضاء على الارهاب .

وعبّر مصدر سوري رسمي في وزارة الخارجية السورية عن ادانة سورية باقسى العبارات لجريمة قتل الدبلوماسيين الجزائريين في العراق ، وقال المصدر في تصريح بثته وكالة الانباء السورية الرسمية ان دمشق التي روعتها هذه الجريمة تعرب عن تعاطفها مع حكومة وشعب الجزائر الشقيقة واخلص مواساتها وتعازيها لعائلة وزملاء الفقيدين، وتؤكد مجددا شجبها التام لكل عمل ارهابي ومساندتها للجهود التي تبذل في سبيل القضاء على الارهاب .

انان
بدوره ندد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بالقتل "الوحشي والعبثي" للدبلوماسيين معتبرا انه يعطي المجتمع الدولي مزيدا من الاسباب للاتفاق سريعا على تحديد للارهاب. واضاف انان في تصريح صحافي "سمعت للتو انهما قتلا ولا استطيع الا ان ادين هذه الجريمة الوحشية والعبثية لدبلوماسيين ابرياء".

وتابع انان "ان هذا العمل الوحشي يجب ان يدفعنا الى وضع تحديد للارهاب والوصول الى اتفاقية شاملة" حول هذا الموضوع. واضاف انان "من المهم جدا ان نتوصل الى وضع اتفاقية في اسرع وقت ممكن قبل ايلول/سبتمبر المقبل او في نهاية السنة على ابعد تقدير".