الاسد مستقبلا السنيورة في دمشق اليوم... سانا
بهية مارديني من دمشق: فيما اورد الاعلام السوري الرسمي تفاؤلا ملحوظا بزيارة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الذي التقى الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري اليوم أكد رئيس الوزراء اللبناني في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع نظيره السوري انه أجرى جولتين من المباحثات مع الرئيس الأسد ورئيس الوزراء عطري ، مشيرًا الى عودته للبنان وهو " راض عن خطوات تعزيز العلاقات مع سورية على أساس العلاقات الصحية والمتكافئة" ، لافتا الى انه من خلال البيان الوزاري والذي نالت الحكومة الثقة على أساسه يتبين بوضوح أن لبنان سينفذ الاتفاقات المعقودة بينه وبين سورية وجميع دول العالم، مشددًا على ان لبنان طالما كان يحترم معاهداته بالنسبة الى سورية لكنه سيقوم بعملية تصحيح ثنائية.

واشار السنيورة الى اننا "نعيش حالة متغيرة متطورة وهذا يقتضي أن نعيد النظر بأي أمر نرى أن فيه مصلحة للبلدين"، موضحا"عندما أتيت جئت وكلي امل وهذا الأمل وجدته في دعم الرئيس الاسد والعطري نحن جئنا الى بلد نعرف اننا واياه اشقاء تجمعنا القومية الواحدة التي نؤمن بها ونعمل من اجلها وهذه الامور تدفع بنا جميعا للعمل لمصالح بلدينا الشقيقين وان يجري تصويب أي أمر من الأمور التي مررنا بها واي اشكالات يجب ان تعالج بذهنية الراغب في تحسين هذه العلاقة."

وحول موضوع الحدود قال " هذه الزيارة جاءت للتحدث عن المبادئ والقواعد التي ينبغي ان تسود بين البلدين وجرى التطرق الى المواضيع المتعلقة للمعابر على الحدود وجرى التوصل الى حلول كل القضايا التي كانت معلقة " واضاف السنيورة ان هناك مجالات اخرى للتعاون كالكهرباء والغاز والعلاقات الاقتصادية وهناك امور ستكون محور مجموعة كبيرة من الأنشطة سنقوم بها سويا وبأسرع وقت ممكن ليصار الى وضع هذه العلاقة على قواعدها الصحيحة التي تؤدي الى أن مصلحة الشعبين فوق كل اعتبار.

واكد رئيس الوزراء اللبناني ان "هاجسنا ان نيسر هذه العلاقة مع سورية ونبنيها على قواعد صحيحة " متابعا هناك أمور يحتاجها لبنان اذا زودتنا بها سورية فهذا أمر جيد جدا والعكس صحيح ، معتبرا ان علينا ان نقوم بعملنا بتعزيز هذه العلاقة بين بلدينا وان من يقول ان لديه حساسية من كلمة شقيقة لا يغير شيء من رأينا على الاطلاق فلبنان وسورية بلدان جاران شقيقان تربطهما مصالح قومية مشتركة يجب العمل على تعزيزها ، منوها بان هناك امورا طرأت على العلاقات وعلينا ان نصحح هذه العلاقات وسنعمل على تصحيحها.

وعن لقائه الرئيس السوري بشار الاسد قال السنيورة "تميز بأنه لقاء اخوي سريع لاننا ذهبنا لمناقشة جوهر الأمور ببحث عملي جدا وتوصلنا الى اتفاق حول القواعد التي يجب ان تستند اليها العلاقة السورية اللبنانية وبما يخص موضوع الحدود والخطوات العملية لمعالجة القضايا التي تهم الشعبين والبلدين ، مؤكدا "انا احترم رأي كل انسان وكل جهة ، ومن حق بلدي ان يقول ما يريد وبلدي قال ماذا يريد وبيّنه في البيان الوزاري الذي حصل على ثقة كاسحة من مجلس النواب وهذا هو المهم ، ولفت الى ان هناك قضايا مثل المفقودين سيصار الى بحثها في لجان خاصة ، وقال السنيورة انه خلال لقائه الاسد "اكدنا اهمية القواعد التي تبنى عليها العلاقة بين البلدين والتي نراها بأهمية انتمائنا الى أمة واحدة"، وعن المتعاملين بالنسبة الى جماعة لحد ومطالبة بعض النواب البرلمانيين اللبنانيين اضاف هذا الأمر بحث بشكل مستفيض واكد رئيس الوزراء اللبناني ان القوانين اللبنانية واضحة في ما يخص الذين ادينوا بالتعامل مع اسرائيل ونحن ملتزمون بالقوانين.

وحول التوطين قال رئيس الوزراء اللبناني نرفض التوطين جملة وتفصيلا لأسباب قومية تتجلى في الحفاظ على حق الفلسطينيين ولاسباب لبنانية لانها تتنافى مع الدستور اللبناني ، منوها بأن لبنان وافق على مبادرة السلام في بيروت ولبنان ملتزم بها ويرى ان هذا هو الطريق الصحيح للوصول الى السلام العادل وايصال الحقوق العربية لاصحابها.

ولفت رئيس الوزراء اللبناني ان القرار 1559 ينص على انسحاب القوات السورية العاملة في لبنان والتي دخلت اليه القوات بموجب اتفاقات محددة ، منوها بانه جرى توضيح امور اخرى بشكل جلي وبأن هناك امورا تستدعي ان يصار لبحثها بين اللبنانيين وهو ما ستسعى اليه الحكومة اللبنانية .وشدد السنيورة على ان لبنان لن يكون مقرا لاي عمل عدواني ضد سورية فلبنان دائما حريص ان يكون علاقات جيدة وأخوية مع سورية.

وسأل السنيورة عطري خلال الاجتماع عن مدى صحة الكلام عن حصول اجتماع لـ «الاخوان» في بيروت، فأجاب رئيس الوزراء السوري ان «المعلومات تفيد أن اللقاء حصل في شمال لبنان، وأن لدى دمشق معلومات موثقة عن ذلك سترسل الى الجانب اللبناني عبر الاقنية الرسمية بينهما»، الامر الذي دفع السنيورة الى «التعهد بالتحقق من الموضوع، باعتبار ان ذلك قد يكون حصل» قبل تسلمه رئاسة الحكومة، قبل ان يؤكد ان «لبنان لن يكون ممراً او معبراً لأي تهديد أمني لسورية».

وأجرى السنيورة، فور عودته الى بيروت، اتصالاً برئيس الجمهورية اميل لحود أطلعه فيه على نتائج محادثاته في دمشق التي ستكونيوم الاثنينأحد أبرز البنود على جدول أعمال الجلسة الطارئة لمجلس الوزراء الذي سينظر ايضاً في تشكيل الوفد اللبناني الى القمة العربية الطارئة في شرم الشيخ المقررة الأربعاء.

من جانبه رحب رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري بزيارة السنيورة "انطلاقاً من قدسية العلاقة التي تربط بين سورية ولبنان، هذه العلاقة المتميزة والتي بذلت سورية من طاقاتها وإمكاناتها للحفاظ على لبنان ارضاً وشعباً وقدمت التضحيات العديدة".

وقال عطري انه تم خلال اللقاء الصباحي التباحث في آلية الحفاظ على هذه العلاقات المتميزة وذلك انطلاقاً من رغبة شعبينا في سورية ولبنان وأنه يرسم مستقبلا لهذه العلاقات من خلال معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق والتي سيعمل على ترجمة تفعيل اللجان الرئيسة المشتركة،الدفاع والأمن، الخارجية، الاقتصادية، الاجتماعية.

وشكر عطري السنيورة على التعاون والحرص الذي ترجم من خلال البيان الوزاري وتمنى له كل التوفيق والنجاح في ترجمة ما جاء في البيان الوزاري على أرض الواقع لتجسد بذلك العلاقة الوثيقة في كل المجالات.

واكد رئيس الوزراء السوري انه ليس مطلوباً من الأشقاء اللبنانيين شيء نحن نطلب امنهم واستقرارهم لأنه أمن واستقرار سورية ، معتبرا ان ما يفسر الآن بأن هناك مطلبا يفسر تفسيراً ليس دقيقاً بدليل أن الرئيس السنيورة تحدث عن بعض الأمور التي استطعنا حلها مثل عملية لإعادة انسياب البضائع والأشخاص بشكل طبيعي بين البلدين الشقيقين.

واشار عطري الى ان هناك دراسة حول سوق العمل في سورية ولا تقتصر فقط على اللبنانيين وهم من غير الحاصلين على بطاقات العمل فهم يعملون بدون اذن من السلطات الموجودة هذا الموضوع تمت معالجته وتم اعطاؤهم مهلة لمعالجة اوضاعهم ، ونوه بان هناك لجنة اهلية حول المفقودين اللبنانيين وهذه اللجنة تتابع موضوع المفقودين وعددهم 795 واشار الى انه و"خلال لقائنا ميقاتي عندما بحثنا موضوع المفقودين اللبنانيين في سورية تم الاتفاق على ان نوافي السلطة اللبنانية بمذكرة ليتم من خلال هذه اللجنة التدقيق في المعلومات الواردة الآن اتفقنا على أن تكون لجنة مشتركة تبحث في المفقودين السوريين واللبنانيين "مشددا على ان "كل من يراهن على فصل العلاقة السورية اللبنانية خاسر "وتابع "نبذل كل جهودنا للمحافظة على هذه العلاقة لأن مصلحة شعبينا تقتضي ذلك ومصالحنا المشتركة تحتم علينا ان نلتقي دائما ووضعنا الأسس الموضوعية ليكون لهذه اللقاءات منعكس تنفيذي ايجابي " ، وضرب عطري مثلا بأنه عام 2004 عبر الحدود السورية الى لبنان اكثر من خمسة ملايين سوري ومن لبنان الى سورية اكثر من ثلاثة ملايين واضاف من هنا نجد ان هذا العبور المتبادل والتواصل المتبادل يجسد المصالح المشتركة ونحن حريصون كل الحرص على ان نترجم شعار شعب واحد في بلدين.


وقال رئيس المجلس الاعلى السوري-اللبناني نصري خوري لـصحيفة "الحياة" بعد لقاء الأسد – السنيورة، ان السنيورة «جدد التزام اتفاق الطائف في شأن عدم استخدام لبنان لتهديد الامن القومي لسورية، والتزام ما جاء في البيان الوزاري في شأن مستقبل العلاقات بين البلدين».

هذا وكان السنيورة قد وصل صباح اليوم في زيارة رسمية لسورية بتوقيت دمشق، واستقبله الرئيس السوري عند الواحدة والنصف من بعد ظهر اليوم ، في حضور رئيس الوزراء السوري .