بهية مارديني من دمشق: رأى مراقبون ان العاهل السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز كان صديقا كبيرا لسورية ووقف الى جانبها في الشدائد ،واعطى لها شبكة من الامان العربي والدولي في كثير من الحالات التي اقتضت فيها الضرورة ذلك . ويشير المراقبون الى ان التعاون السوري السعودي بلغ مرحلة عميقة من التفاهم في ظل حكم الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد والعاهل السعودي الامر الذي انعكس استقرارا في العلاقات العربية العربية ومنع الانهيار العربي في كثير من المفاصل ، ولعل من اهم المحطات التي تجلى فيها التعاون السوري السعودي كانت في الملفات العربية الشائكة مثل لبنان والعراق وفلسطين .

ففي الملف اللبناني كان التنسيق السوري السعودي كبيرا جدا وهو الامر الذي افضى على رعاية الجانبين لاتفاق الطائف الذي كان النهاية الرسمية للحرب الاهلية اللبنانية وجعل لبنان يستعيد عافيته واستقراره ووحدته وابعد عنه شبح التقسيم واستمر هذا التنسيق السوري السعودي في هذا الملف حتى الوقت الراهن . اما في الملف العراقي فان العلامة الفارقة بين الطرفين كانت بعد احتلال الجيش العراقي للكويت اذ نسق البلدان مواقفهما مما افضى الى مشاركة سورية في قوات التحالف التي حررت الكويت وهو ما دفع علاقات سورية والسعودية الى افاق جديدة من التعاون في الملفات الاقليمية المختلفة والذي انعكس استقرارا رعاه البلدان في غير اتجاه . اما فيما يخص الملف الفلسطنيي فان الموقف السوري والسعودي يعبر عن الهواجس العربية بشكل عام تجاه هذه القضية حيث نما على الدوام تفاهم بن الرياض ودمشق على ان الحق الفلسطيني يجب ان يعود الى اصحابه الشرعيين وفق مبدأ الارض مقابل السلام واقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف مع الاصرار على عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم وفق قرارات مجلس الامن الدولي.
ويمكن القول باختصار ان وفاة العاهل السعودي فهد بن عبد العزيز تشكل خسارة لسورية بنفس القدر التي هي خسارة للسعودية لانه كان حريصا كل الحرص على موقع سورية ضمن الاسرة العربية وقدّم بمبادرات شخصية منه الكثير من المساعدات للسوريين الذي لايمكن ان ينسوا صديقا لم يقدم لهم يوما الا الخير دائما.