سلطان القحطاني من الرياض: بدا واضحًا حجم التأثر الذي نال نصيبًا وافرًا من قسمات وجه العاهل السعودي الجديد الملك عبدلله بن عبدالعزيز أثناء تأدية صلاة الميت على شقيقه الراحل الملك فهد اليوم في جامع الامام تركي بن عبدالله الجد الخامس للملكين.

وبكى الملك عبدلله بن عبد العزيز بكاءً مؤثراً عصر اليوم امام قبر شقيقه الراحل حينما ووري جثمانه الثرى الذي احتضنته مقبرة العود، كما بدت عيناه متلألئتين بالدمع قبيل الصلاة على الجنازة، وأثناء استقبال المعزين قبل الذهاب إلى دفن الملك.

وشوهد الأمير المحبوب تركي بن عبدالعزيز الذي لم يظهر في الحياة العامة منذ مدة طويلة من الزمن، ما أظهر تلاحم الأسرة السعودية الحاكمة التي لم يغب أحد منها اليوم إلا بدواعي المرض، أو لبقائهم في مناطقهم امتثالاً لتعليمات الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي نصت على بقائهم في مناطقهم لتلقي العزاء والبيعة.

واتحدت العمائم البيضاء السنية والشيعية أثناء دخولهم الإستثنائي إلى جامع الامام تركي بن عبدالله المؤسس الأول للدولة السعودية الثانية، في اتحاد مذهبي مع الحزن، لن يلبث بالتأكيد أن ينفض بعيد أيام قلائل.

وبدأ الزعماء المتوافدون إلى العاصمة الرياض أداء تعازيهم للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في وفاة شقيقه الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز، في ظل انتظار وصول رؤساء وفود آخرين من المُنتظر وصولهم مساء اليوم.

وحتى اللحظة فإن 5 زعماء قد غادروا بينهم الشيخ حمد بن خليفه ال ثاني أمير دولة قطر،و الرئيس عبدالعزيز بوتفليقه رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،كما غادر اميل لحود رئيس الجمهورية اللبنانية، السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، كما غادر الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية . وغادر الأمير رشيد بن الحسن الثاني .ومن المنتظر أن تشهد الساعات المقبلة توافد زعماء آخرين.

واستقبل الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الديوان الملكي في قصر اليمامة اليوم الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية ، رئيس الجمهورية اللبنانية العماد اميل لحود ،والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،والرئيس عبدالله واد رئيس جمهورية السنغال ،والرئيس حامد كرزاي رئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية ،ورئيس وزراء جمهورية العراق إبراهيم الجعفري ودولة نائب رئيس الجمهورية الإندونيسية يوسف كالا ودولة نائب رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية أبو بكر اتيكو ومبعوث الرئيس الليبي أحمد قذاف الدم ،ووزير دفاع جمهورية جنوب أفريقيا ليكوتا ورئيس مجلس الشيوخ في جمهورية إيطاليا بارسلوبييرا ونائب رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية هوي ليانغيوى .

وقدم الجميع مواساتهم وتعازيهم للملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود .ووري جثمان الراحل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز الثرى بعد عصر اليوم (الثلاثاء) في مقبرة العود ،في مراسم تشييع شاركت فيها جموع من المواطنين السعوديين يتقدمهم أخوه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز.وأهال المشيعون التراب على قبر الراحل تحت حرارة الشمس القائظة التي حاولوا إتقاءها بالمظلات ، في الوقت الذي انتهت فيه مراسم الدفن البسيطة دون مناحٍ إستعراضية كالتي تتبع جنازات الحكام الآخرين، وهو تقليد سعودي محافظ تلتزم به الأسرة المالكة منذ اكثر من نصف قرن.

ودفن خامس الملوك السعوديين في مقبرة العود في الجزء المخصص للعائلة السعودية المالكة، سواءً أكانوا ملوكاً أو أفراداً، ولم يحوِ قبره أي مشاهد تختلف عن القبور الأخرى للمواطنين السعوديين.