نصر المجالي من لندن: أعلن في العاصمة البريطانية ليلة الإثنين الثلاثاءأن المتشدد السوري الأصل البريطاني الجنسية عمر بكري، الذي تتهمه السلطات البريطانية بالتآمر والارتباط بالشبكات الإرهابية، فر سرا إلى لبنان، تاركا أسرته وراءه في لندن. ويواجه بكري اتهامات من جانب السلطات القضائية والأمنية البريطانية ، وهي قد تؤدي إلى محاكمته وسجنه أو طرده خارج بريطانيا ونزع الجنسية عنه.

من جهته قال مسؤول في جهاز الامن اللبناني لوكالة فرانس برس اليوم ان بكري الذي يحمل جواز سفر لبنانيا وصل السبت الماضي الى لبنان عن طريق المانيا.

وبكري من الدعاة الاسلاميين الذين قد يطردوا من بريطانيا في اطار الاجراءات الجديدة لمكافحة الارهاب التي اعلن عنها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير.

وقال المسؤول اللبناني ان بكري دخل الى لبنان من المطار بشكل طبيعي من دون توقفه الاجهزة الامنية لانه ليس مطلوبا للسلطات اللبنانية. واضاف ان بكري من اصل سوري ويحمل الجنسية اللبنانية منذ الثمانينات.

وفي تصريح لاذاعة هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) "راديو 5 لايف"، قال بكري انه لا ينوي البقاء في لبنان وسيعود بعد شهر الى بريطانيا. واضاف "ساعود بعد اربعة اسابيع الا اذا قالت لنا الحكومة البريطانية اننا غير مرغوب بنا لان عائلتي موجودة في بريطانيا".

يشار إلى أن إجراءات متشددة اعلن عنها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وذلك في إطار خطط حكومته لمواجهة الإرهاب، ومن بين تلك حظر حزب التحرير الإسلامي وحركة (المهاجرين) المتشددة التي كان يتزعمها عمر بكري.

وأبلغ أحد زملاء بكري، وهو انجيم تشودري هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي الليلة قوله إن المتشدد الإسلامي بكري غادر بريطانيا متوجها إلى لبنان. ويبدو أن مغادرته المفاجئة هي خشيته من ملاحقته قضائيا حسب ما قرره رئيس الوزراء من إجراءات وتستعد السلطات الأمنية والقضائية فتح ملفاتها بما يوجه له من اتهامات. وقال تشودري في تصريحاته إن عمر بكري يعتقد بأن بريطانيا بدأت حربها ضد المسلمين.

وهناك شخصان متشددان آخران ممن يعتقد أنهم سيكونون مع السوري بكري في توجيه الاتهامات والمثول لتحقيقات في وقت قريب، و هما أبو عزير وأبو عزالدين الذي يقود حركة الغرباء المتطرفة، والاتهامات بالتآمر لشخص ما هي الأخطر في كل الاتهامات خاصة وأن المتهم يتآمر على بلده وكانت عقوبتها الإعدام التي كانت ألغيت في بريطانيا العام 1998 واستعيض عنها بالسجن مدى الحياة.

يذكر أن عمر بكري ، كان حل في نهاية العام الماضي حركة المهاجرين/ لكنه ظل على الدوام يدعو المسلمين في بريطانيا إلى الوقوف إلى جانب العمليات الإرهابية التي تفنذها عناصر مرتبطة بشبكة القاعدة، و هو لم يخفِ غبطته علنا بالتفجيرات التـي شهدتها لندن في السابع من الشهر الماضي، كما أنه ظل مؤيدا لتفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في نيويورك معتبرا إنها جهاد ضد أعداء الإسلام.

وكان المتحدث باسم حركة الغرباء المتشددة أبو عزالدين وهو مولود في بريطانيا، رفض التنديد بتفجيرات يوليو (تموز) في العاصمة البريطانية، وهو أبلغ هيئة الإذاعة بريطانية في حينه معلقا على التفجيرات بقوله "هذه التفجيرات ستجعل الناس سعداء وينهضون باكرا ليشتموا رائحة القهوة". وذات المواقف صدرت عن أبوعزير وهو عضو بارز في حركة المهاجرين، ووصف تفجيرات سبتمبر في نيويورك بأنها "عمل رائع". وقال لبي بي سي "المسلمون في بريطانيا لن يتمكنوا من العيش بأمان في بريطانيا".