مفندًا أسباب الأزمة بين لبنان وسورية
حنين: سورية تملك عقلًا توتاليتاريًا


ريما زهار من بيروت: بعد الانسحاب السوري من لبنان في نيسان (ابريل) الماضي ، ظهرت ازمة علاقات بين لبنان وسورية ، وازمة حدود وثقة تظهر فتغيب فتعود فتتجدد فتنفرج.
ولكن الاهم من تلك الازمة اسبابها وابعادها ، فهل هيمحض امنية وسياحية كما يقال ام سياسية بامتياز؟
يقول النائب السابق صلاح حنين لـ"إيلاف" ان ازمة الحدود بين لبنان وسورية سببها الحقيقي عدم الاعتراف من قبل سورية بلبنان ، واليوم يجب ان يكون هناك اعتراف بلبنان وحقوقه وهذا عمق الموضوع والسوريون في الفترة الاخيرة كانوا يملكون وجودًا وهيمنة عسكرية في لبنان وكانت هذه طريقة التعاطي مع اللبنانيين، اليوم يجب ارساء اعتراف كلي بسيادة واستقلال لبنان وكونه حرًا سيدًا ومستقلًا والتعاطي مع هذا البلد على هذا الاساس .
ويضيف حنين :"برأيي يجب ان يعالج هذا الموضوع بشكل جذري وهناك نقطة ثانية تؤثر على سوء العلاقات وهي السعي في لبنان الى ارساء الحضارة الديموقراطية، فلبنان بلد ديموقراطي منذ سنوات عدة وهو يسعى بشكل دؤوب الى ترسيخ هذه الديموقراطية رغم السنوات السوداء التي مرت على لبنان منذ العام 1975 ومن الطائف حتى اليوم.
وهناك مشكلة بالتعاطي بين العقل اللبناني والسوري فالسوريون يملكون عقلًا توتاليتاريًا في التعاطي مع المواضيع يتكلون اكثر على الموضوع الامني والمخابراتي والاجهزة للتعاطي مع لبنان في وقت نتمنى ان يكون التعاطي بين الدولتين على اساس سياسي واعتراف بالآخر.
طريقة تعاطي الحكم السوري في لبنان في الفترة الأخيرة وعدم اعتراف السوريين بحقوق لبنان الاساسية وبالدستور والقوانين اللبنانية وتجاوز موضوع الطائف وعدم احترام الشرعية الدولية في بعض المواضيع كلها ادت الى ازمة الحدود فضلًا عن شق الصراع بين آداءين وعقلين :العقل الديموقراطي الذي نسعى دائمًا لايجاده والعقل الشمولي الذي يتعاطى من خلاله الحكم السوري.
*مع الشعارات التي كنا نسمعها عن وحدة المسار والمصير، اين اصبحت هذه الشعارات وهل عدنا الى الخمسينات مع بدء مشاكل الحدود بين البلدين؟
- اذا اعيد الاعتراف بلبنان وحقوقه بشكل نهائي نصل الى مرحلة الديموقراطية ويصبح هناك امكانية للتعاطي بين البلدين بشكل واضح.
في الخمسينات عندما كانت تغلق الحدود بين لبنان وسورية كان الوضع مختلفًا مع وجود الاتحاد السوفياتي ولم يكن هناك قوانين موجودة اليوم وفي فترة الخمسينات كانت البلاد مغلقة، انما اليوم مع وجود اتفاقيات عدة منها اتفاقية التيسير العربية التي تفتح البلاد العربية فيما بينها.
هذه الاتفاقية سمحت للتنقل بين البلدان وفي ظلها لا افهم كيف يتم اغلاق الحدود.
وهناك موضوع مؤسسة التجارة العالمية التي يسعى الى الدخول اليها لبنان فضلًا عن سورية، ومؤسسة التجارة العربية التي يسعى اليها البلدين كل هذه الامور انفتاحية وتجعل البلد تنفتح فيما بينها، فلا نفهم اليوم في ظل كل هذه المعاهدات اليوم السوريون يغلقون الحدود.
اما فيما يتعلق بالحجج عن المواضيع الامنية فأرى انها تعالج والسوريون كانوا في لبنان وعلينا ان نسألهم اين كان عملكم الامني؟
لذلك لم نعد في اجواء الخمسينات واغلاق الحدود بين البلدين.
واتمنى ان تؤخذ هذه المواضيع بعقلانية ونضع الاسس الجيدة لتعاطي البلدين مع بعضهما ونعرف ان لدينا مصلحة مشتركة واليوم مرور البضاعة من والى سورية يفيدها.
اذاً لا تستطيع سورية ان تغلق على نفسها وعلى لبنان.
وعلينا ان نخرج من التعاطي الفردي.