فض جلسة المحاكمة في قضية طابا بعد دقائق
كشف خلية يشتبه بتورطها بتفجيرات شرم الشيخ


نبيل شرف الدين من القاهرة : في جلسة محاكمة جرت صباح اليوم الأحد ولم تستغرق سوى دقائق فضت بعدها محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بمدينة الإسماعيلية (شرق مصر) الجلسة على نحو مفاجئ، وذلك إثر إصابة أحد الشهود بالإعياء، في إطار نظر قضية تفجيرات طابا ونويبع التي وقعت في شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي 2004 وقتل فيها 34 وأصيب نحو 130 من المصريين والأجانب الذين كان من بينهم إسرائيليون .
على صعيد متصل سربت اليوم الأحد أيضاً أجهزة الأمن المصرية معلومات جديدة عن توصلها إلى خلية يشتبه بتورطها في التفجيرات التي ضربت منتجع "شرم الشيخ" يوم‏23‏ تموز (يوليو) الماضي‏,‏ واستيقاف ثلاثة أشخاص من أعضاء هذه الخلية‏ المشتبه بضلوع أعضائها في تلك التفجيرات .
وكانت محكمة أمن الدولة العليا بمدينة الإسماعيلية قررت في جلستها يوم الرابع والعشرين من تموز (يوليو) تأجيل نظر القضية إلى جلسة اليوم للاستماع إلى الشهود، وسوف تستمع المحكمة في جلستها الثالثة إلى أقوال ثلاثة من رجال الأمن المصريين، بالإضافة إلى شاهدين مدنيين من أقارب المتهمين . من جانبه قال المستشار ماهر عبد الواحد، النائب العام المصري، إنه "حتى هذه اللحظة لم تقدم أجهزة الأمن أي متهمين في هذه القضية للنيابة العامة، وأنه ليس هناك علاقة بين أهالي المتهمين في تفجيرات طابا وتفجيرات شرم الشيخ، وفق ما أشيع من أن لهم دورا، انتقاما من اعتقال أهالي سيناء"، حسب تصريحات صحافية للنائب العام . وأضاف النائب العام المصري أنه لم يتأكد بعد وجود أي علاقة بين المدعو محمد صالح فليفل، المتهم الرئيسي في تفجيرات طابا، الذي لقي مصرعه على يد رجال الأمن أثناء القبض عليه بإحدى مغارات "جبل عتاقة" المتاخم لمدينة السويس (شرق مصر)، في الأسبوع الماضي، والتفجيرات الإرهابية الأخيرة في منتجع شرم الشيخ .

خلية شرم الشيخ

تأتي هذه التطورات في أعقاب إصابة شرطيين يوم الجمعة الماضي خلال اشتباكات مع مجموعة يشتبه بتورطها في الهجمات، وقال مسؤولون إن رجلا من المجموعة المؤلفة من 15 فردا اعتقل بالإضافة إلى امرأة يعتقد أنها زوجة عضو آخر في ذات المجموعة، بينما قالت مصادر أمنية "إن جهود البحث مازالت متواصلة بهدف ملاحقة أشخاص شاركوا في التخطيط والإعداد لتلك التفجيرات‏، كما نقلت صحيفة (الأهرام) المصرية عن مصدر أمني قوله إن الشرطة "داهمت بعض الاوكار وعثرت داخل مزرعة بالعريش على نحو طن من المواد شديدة الانفجار، وتجري مقارنتها بالمواد التي استخدمت في الهجمات الثلاث"، وأضاف ذات المصدر أنه "ثبت بشكل قاطع مقتل ثلاثة من أعضاء هذه الخلية في مواقع التفجيرات، فبينما كان الأول يقود سيارة نصف نقل في عملية انتحارية، وفجر نفسه خلال اقتحامه فندق "غزالة"، وقتل الثاني داخل سيارة‏ (‏ نصف نقل‏)‏ في السوق، أما الثالث فلقي مصرعه عندما فجر الحقيبة التي كان يحملها بموقف سيارات الأجرة‏,‏ وقد أجرت جهات التحقيق معايناتها للأوكار الخاصة بالمشتبه بهم بمنطقتي العريش والقنطرة‏,‏ وضبطت بداخلها المتفجرات وأسلحة آلية‏,‏ كما تشير المعلومات إلى أن خفير المزرعة المملوكة للفلسطيني لعب دورا رئيسيا في إخفاء المتفجرات‏,‏ وعلي علاقة بالمتورطين في تلك الحوادث .

من جانبه قال النائب العام المصري في تصريحات لمجلة (المصور) الحكومية إن النيابة العامة مازالت في انتظار تقرير الطب الشرعي الخاص بفحص أشلاء الجثث الآدمية التي تم رفعها من موقع الحادث، وهي أيضا في انتظار تقرير أجهزة الأمن بشأن كيفية وقوع التفجيرات الثلاثة، وتحرياتهم عن المتهمين فيها.

وأضاف النائب العام المصري قائلاً إن المعاينات والتحقيقات أكدت أن تفجيرات شرم الشيخ تمت باستخدام مجموعة من المتفجرات من المواقع الثلاثة، منها موقعان وهما فندق "غزالة" والسوق التجاري القديم بواسطة سيارتين محملتين بما لا يقل عن طن من المتفجرات، بواقع نصف طن في السيارة الواحدة، بينما تم تفجير الموقع الثالث وهو موقف السيارات بعبوات ناسفة من المتفجرات وضعت داخل كيس بلاستيك .
ومضى النائب العام قائلاً إن تفجيرات طابا تم فيها استخدام أنابيب البوتاجاز المجهزة بجهاز توقيت للتفجير، وهذا هو الفارق الأول الذي توصلت إليه التحقيقات بين العمليتين. أما الفارق الثاني فهو نوعية الضحايا المستهدفين، إذ كان السياح الإسرائيليون هم الهدف الأول لتفجيرات طابا، بينما كان المصريون هم الهدف الرئيسي في تفجيرات "شرم الشيخ"، حيث بلغ عدد الضحايا المصريين في عملية شرم الشيخ 52 قتيلاً .

قضية طابا

وبدأت اليوم الأحد جلسة جديدة لمحاكمة مصريين متهمين بالاشتراك في تنفيذ تفجيرات منتجع طابا (في شبه جزيرة سيناء)، وذلك أمام محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بمدينة الاسماعيلية (شرق مصر) التي يحاكم فيها متهمان هما محمد جايز صباح حسين عبد الله (موظف) ومحمد عبد الله رباع (خراط) ومقيم بمدينة العريش شمال شرق مصر . وفي مستهل شهر آب (أغسطس) الحالي قتلت الشرطة متهما ثالثا هاربا يشتبه ايضا في اشتراكه في تفجيرات شرم الشيخ في 23 تموز (يوليو) الماضي بالقرب من السويس ويدعى محمد احمد صالح فليفل .

وخلال جلسة المحاكمة الأولى التي عقدت في الثاني من تموز (يوليو) الماضي دفع المتهمان محمد جائز حسين الصباح ومحمد عبد الله رباع ببراءتهما مؤكدين ان الاعترافات انتزعت منهما بالإكراه تحت التعذيب، وهما متهمان بالمشاركة في تنفيذ تلك التفجيرات الثلاثة بسيارات مفخخة استهدفت فندق "هيلتون طابا" ومخيمين سياحيين قريبين منه، وأسفرت عن مقتل 34 شخصا في السابع من شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي 2004 .
ووفقا لقرار الاتهام فان الاثنين متهمين "بالقتل العمد بغرض الارهاب وحيازة أسلحة ومواد متفجرة لاستخدامها في أغراض إرهابية" وهي اتهامات تصل عقوبتها الى الاعدام، بالإضافة إلى مقاومة السلطات ممثلة في رجال الأمن لدى القاء القبض عليهما، والشروع في قتل بعضهم .