دونيلي: قال الرئيس جورج بوش يوم الثلاثاء ان السنة في العراق الذين رفضوا قبول مسودة دستور عرضها عليهم الشيعة والاكراد عليهم ان يقرروا هل يريدون ان يعيشوا في مجتمع الحرية أو مجتمع العنف.

واستبعدت الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة والاكراد إدخال أي تعديلات رئيسة على مسودة الدستور التي يستعد البرلمان لاقرارها هذا الاسبوع على الرغم من اعتراضات الاقلية السنية التي تقول ان المسودة ستؤدي الى تفتيت العراق وقد تشعل حربا اهلية.

ويعارض السنة الدستور لانهم يرون انه يعطي قدرا كبيرا من السلطة للغالبية الشيعية التيتسعى الى منطقة تتمتع بقدر اكبر من الحكم الذاتي في الجنوب الغني بالنفط.

وقال بوش للصحافيين "على السنة ان يختاروا.. هل يريدون ان يحيوا في مجتمع حر ام انهم يريدون ان يعيشوا في ظل العنف."

ويسعى بوش الى الرد على محتجين مناهضين للحرب وتراجع في تأييد الرأي العام للحرب في العراق. وقال ان الولايات المتحدة تحتاج لاستكمال هذه المهمة هناك لحماية الامن الاميركي وان الانسحاب سيضعف الولايات المتحدة.

ووصف بوش الدستور العراقي بأنه يضمن "حقوق الاقليات وحقوق المرأة وحرية العبادة."

غير ان الاكراد - الذين شكوا من ان دبلوماسيين اميركيين أصروا على ان تتمتع النساء والاقليات بحقوق متساوية - قدموا تنازلا للاسلاميين من اجل ان تصبح مسودة الدستور جاهزة لتقديمها للبرلمان.

وقلل وزير الدفاع دونالد رامسفيلد من المخاوف من حرب اهلية في العراق قائلا "من الواضح انه امر على المرء ان يوليه اهتماما وان يقلق بشأنه لكن لم أر شيئا يشير الى ان المخاطر اليوم اكبر مما كانت عليه امس او اليوم الذي قبله."

وأعاد رامسفليد الذي كان يتحدث في واشنطن تأكيد موقف ادارة بوش بانها لن تستسلم في العراق.

وشبه منتقدو ادارة بوش وبينهم السناتور الجمهوري تشاك هاجل حرب العراق بحرب فيتنام لكن الادارة الاميركية سعت الى التذكير بنجاح الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية.

وقال رامسفيلد عندما سئل عن المقارنة مع حرب فيتنام "الاختلافات ملحوظة الى حد كبير حتى ان الامر سيستغرق وقتا طويلا لسردها في قائمة."

ويقضى بوش عطلة في تكساس شهدت حملة مظاهرات معادية للحرب بالقرب من مزرعته في كروفورد قادتها سيندي شيهان. والتقت شيهان التي قتل ابنها كيسي (24 عاما) في العراق، بوش العام الماضي بعد فترة قصيرة من مقتل ابنها وطلبت اجتماعا اخر لتسأل عن اسباب ذهاب الولايات المتحدة الى الحرب في العراق. وقتل اكثر من 1870 اميركيا في الحرب.

وقال بوش "انني اقدر حقها (شيهان) في الاحتجاج واتفهم حزنها والتقيت كثيرا من الاسر. وهي لا تمثل وجهة نظر كثير من الاسر التي التقيتها."

وتسعى الجماعات المعارضة للحرب الى ابقاء الضغوط على بوش اثناء وجوده خارج تكساس هذا الاسبوع.

وفي بويز على بعد 144 كيلومترا من المكان الذي يقيم فيه بوش احتشد عشرات المحتجين في مسيرة بينهم ميلاني هاوس (27 عاما) التي كانت تحمل رضيعا. وقتل زوج المرأة التي تقيم في كاليفورنيا في العراق عندما كان عمر ابنها لا يتجاوز اربعة اسابيع. وقالت ميلاني وهي تدعو الى سحب القوات من العراق "أنا لا اريد اخرين ان يعيشوا نوع الحياة التي احياها."

وقال بوش مرارا ان القوات العراقية يجب ان تكون قادرة على تولي مسؤولية الامن في البلاد قبل ان تنسحب القوات الاميركية.

وقال "اعتقد ان الانسحاب الفوري من العراق سيكون خطأ. اعتقد ان الذين يدعون لانسحاب فوري ليس من العراق فقط وانما من الشرق الاوسط ... انما يدعون الى سياسة ستضعف الولايات المتحدة."

ويزمع بوش الاجتماع مع مجموعة من اسر العسكريين يوم الاربعاء في ايداهو قبل ان يلقي كلمة بشأن الحرب على الارهاب لكنه لا يعتزم الالتقاء بشيهان.