محمد الخامري من صنعاء : علمت "إيلاف" من مصادر مقربة أن الرئيس علي عبدالله صالح يقوم شخصياً بكتابة أغلب المقالات التي تنشر في صحيفة الثورة تحت اسم المحرر السياسي والتي عادة ما تظهر في بعض المناسبات المتعلقة بقضايا الرأي العام ذات الحساسية في الشارع اليمني.
وقالت المصادر أن الرئيس صالح كان والى عهد قريب يوجه من يكتب تلك المقالات بطرق عدة كالإيحاء لسكرتيره الصحافي أثناء جلسة قات بالمحور الذي يجب تناوله إزاء قضية ما مطروحة وتشغل الرأي العام ، أو تكليف احد الكتاب الكبار دون ذكر أسماء معينة أو الاتصالات الهاتفية لرؤساء تحرير الصحف الرسمية ، و خصوصاً صحيفة الثورة التي تصدر في صنعاء والتي تعد الصحيفة الرسمية الأولى في اليمن والتي اشتهرت كثيراً بالاتصالات الرئاسية لها خصوصاً بعد الساعة التاسعة ليلاً.

وقالت المصادر ذاتها أن الأسلوب الذي انتهجه رئيس الجمهورية مؤخراً في كتابة مقالاته وتوجيه الرأي العام بقلم المحرر السياسي يكشف مهارة أخرى من المهارات المتعددة التي يجيدها الرئيس علي عبدالله صالح ، بعد أن عُرف عنه انه شاعر لا يشق له غبار ونشرت بعض أشعاره في الملحق الثقافي لصحيفة الثورة وبأسماء غير معروفة أحياناً أو بدون أسماء في أحايين أخرى ، إضافة إلى المهارات السياسية والاجتماعية وحفظ التوازنات والتعامل مع المواقف الصعبة والاحتواء والمرونة الفائقة وكسب ود الآخرين والخطابة وغيرها من المهارات التي عُرف بها.

وكان المحرر السياسي بصحيفة الثورة قد شكك أمس الأول بصحة حادثة الاختطاف التي تعرض لها الصحافي جمال عامر رئيس تحرير صحيفة الوسط قائلاً إن عامر يدعي ذلك لتحقيق "الأهداف السيئة ومقاصدها الشريرة" لعدة جهات. وتساءل المحرر السياسي في مقاله تحت عنوان (النافخون في كير الفتن) لماذا إذن هذا الاستعجال لدى هؤلاء في استباق الأحداث ؟ ولماذا الإصرار على إلقاء التهم جزافاً ومحاولة الزج بأسماء أو جهات بعينها وتحميلها مسؤولية ما حدث إن كان قد حدث فعلاً؟ مع أن الواجب يقتضي التريث قليلاً لمعرفة الحقيقة كما هي؟ وهل فعلاً رواية "عامر" عن الحادث الذي يقول بأنه تعرض له رواية صحيحة وبأي نسبة من الصحة؟.. أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد مسرحية مدبرة من شخص أو جهة ما لتحقيق أهداف ذاتية أو سياسية أو حزبية أو دعائية وغيرها؟".

وتابعت الصحيفة "ولماذا لا تكون الرواية الخاصة باللوحة المرورية مفبركة من أساسها لاسيما وأن مصدر الرواية حتى الآن هو (جمال عامر) ومع افتراض أن الرقم المزعوم صحيحاً ؟ فما هي حقيقته؟". ودعا المحرر السياسي جهات التحقيق في وزارة الداخلية للإجابة على مثل تلك التساؤلات وتقديم إجابات شافية عليها.. بدلا مما أسماه الشطط والتشنج الذي نراه ويستغله أولئك المتربصون بالوطن. وقال المحرر السياسي إن الحادثة أعادت إلى ذهنه "الحوادث التي تعرض لها كل من المرحوم عمر الجاوي والشهيد حسن الحريبي والدكتور ياسين سعيد نعمان وعبد الواسع سلام ومصطفى نعمان وكيل وزارة الخارجية , واتهم المحرر من أسماها بتلك العناصر وذات الوجوه التي قال أنها "تتحلق" حول أي رائحة كريهة لإيذاء الوطن بالسعي "لاستغلال موضوع الحادث الذي يدعي جمال عامر بأنه تعرض له لتحقيق أهدافها السيئة ومقاصدها الشريرة, وحتى قبل أن تتكشف الحقائق أو تقول جهات التحقيق كلمتها".