بهية مارديني من دمشق: استقبلت الاوساط السورية بارتياح اعلان رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري عن عدم وجود مشتبه بهم سوريين في التحقيقات باغتيال الحريري وان اردفها بكلمة "حتى الان ".

كما كان للمؤتمر الصحافي بعض الوقع في تخفيف التشنج في الشارع السوري بعد ارتفاع الكلام عن تورط سورية خصوصا على لسان بعض المسؤولين اللبنانيين المعارضين لسورية ولعل من اهم ما تمخص عنه كلام ميليس هو اعادة تذكير الجميع بان التحقيق مايزال جاريا وبان المتهم بريء حتى تثبت ادانته .

ولكن ميليس بالمقابل اعاد التذكير بان سورية لم تتعاون كما ينبغي حتى الان وانه يجب ان وينبغي ان تتعاون مع التحقيقات رافضا الرسائل والاسئلة المكتوبة التي تم الحديث عنها كحل لاستجواب الضباط السوريين الاربعة الذين كانوا يعملون في لبنان ضمن عداد القوات السورية عندما اغتيل الحريري .

وشدد رئيس لجنة التحقيق الدولي اكثر من مرة على ان عدم التعاون السوري ابطأ التحقيقات رغم انه لوح بان المعلومات التي قد يحصل عليها من السوريين قد يحصل عليها من غيرهم في نهاية الامر الا انه اكد على انه جاهز لزيارة دمشق .

واذا كان لدى السوريين من قلق فيجب ان يكون على وجه الخصوص مما قاله ميليس من انه جرى استجواب بعض الاشخاص حول ما قيل انه تهديدات نسبت الى الرئيس السوري ووجهها الى الحريري ليرغمه على التمديد للرئيس اللبناني الحالي اميل لحود رغم انه تحدث عن ان الصورة لم تتضح بعد بشأن هذه الامر .

حتى الان ومن تصريحات ميليس تبدو دمشق ليست في قبل المعمعة كما يقال كما انه يستشف من كلامه انه ربما لايتوقع ان تكون الامور كما يجب ان تكون وبالتالي فان التسويات السياسية الخارجية على حساب التحقيق ربما يكون مفتوحا .

كثير من الاشارات ارسلها ميليس ولابد وان القادة في دمشق سيعكفون على دراستها بتمحيص وتدقيق شديدين وبالانتظار فان عمل اللجنة مستمر والحقيقة باتت قريبة نوعا ما وان حاول ميليس اعادة الامور الى نصابها محاولا التأكيد على نزاهة لجنته وحياديتها واستقلالها.