بالتزامن مع إعلان دمشق استعدادها لاستقبال ميليس
خمسة قتلى باشتباك مسلحين وقوى أمن في حماة

بهية مارديني من دمشق:بهية مارديني من دمشق: أعلن مصدر رسمي في وزارة الداخلية السورية اليوم ان خمسة من عناصر "مجموعة ارهابية" تابعة لتنظيم "جند الشام" قتلوا مساء الجمعة في اشتباك مع قوات الامن السورية التي دهمت بمداهمة لهم في قرية في محافظة حماة. وقال المصدر في تصريحات بثتها وكالة الانباء السورية (سانا) ان "قوات مكافحة الارهاب دهمت مساء امس الجمعة مخبأ لمجموعة ارهابية تابعة لتنظيم جند الشام في محافظة حماة". واوضح ان "اشتباكا جرى واسفر عن مقتل عناصر المجموعة الارهابية وعددهم خمسة". وقال مصدر لـ "ايلاف" ان الاشتباكات وقعت بين اصوليين واجهزة الامن السورية واسفرت عن قتلى ومعتقلين لم يتم معرفة عددهم حتى الان ، واكد المصدر ان الاصوليين من حاملي الجنسية السورية ولاوجود لعرب بينهم وان التحقيقات وملاحقة العديد من المطلوبين مازالت مستمرة . واضاف المصدر ان المجموعة الارهابية كانت قد اتخذت منزلا منعزلا في قرية جبرين في محافظة حماة كقاعدة لتحركاتها وعملياتها وضبطت قوات مكافحة الارهاب فيه اسلحة وقنابل ومتفجرات تابعة للمجموعة ، مؤكدا انه نتيجة المتابعة تبين ان المجموعة تابعة لتنظيم جند الشام وكانت على وشك تنفيذ عمليات ارهابية لزعزعة امن واستقرار المجتمع ، واوضح المصدر انه نتيجة الاشتباك قتل جميع عناصر المجموعة الارهابية. وجرح اثنان من قوات مكافحة الارهاب ، وهذه ليست المرة الاولى التي تعلن فيها عن اشتباكات مع جماعة جند الشام .

وقال عمار القربي الناطق الاعلامي باسم المنظمة العربية لحقوق الانسان ان "اشتباكات تدور منذ امس (الجمعة) ومستمرة حتى الآن في وسط مدينة حماة بين عناصر من جند الشام والامن العسكري السوري". واكدت المنظمة ان "هناك قتلى من الطرفين"، بدون ان تتمكن من تحديد عددهم. واضافت ان "الامن العسكري السوري اعتقل عددا كبيرا من المواطنين الذين لجأ اليهم عناصر جند الشام في الابنية". الجدير بالذكر ان محافظة حماة وسط سورية شهدت في الثمانينات معارك طاحنة بين السلطات والاخوان المسلمين اسفرت عن خروج جماعة الاخوان المسلمين من البلاد واعتقال المئات من الجماعة.

وباتت دمشق تعلن في الفترة الاخيرة عن تصديها للارهاب وعن تصديها لمجموعة جند الشام في دمشق والمحافظات السورية ولكن هذه اول مرة تعلن عن عملية في مدينة حماة المعروفة انها مدينة سنية محافظة يبلغ عددها سكانها حوالي 300 الف نسمة تبعد عن دمشق 230 كم يحيط بها ريف بعض سكانه من الطائفة الاسماعيلية يتركزون في منطقة السلمية وهناك بعض القرى من الطائفة العلوية وقد حدث في الستينات انتفاضة قادها الاسلاميين وهي معروفة بانتفاضة حماة وتم قمعها على يد محافظ حماة عبد الحليم خدام انذاك ، كما شهدت في الثمانينات معارك طاحنة بين السلطات والاخوان المسلمين اسفرت عن خروج جماعة الاخوان المسلمين من البلاد واعتقال المئات من الجماعة اذ خاض الاخوان المسلمين منذ 1979 معركة كسر عظم مع حزب البعث وجرت اشتباكات مسلحة في معظم المدن السورية لم توفر لا العسكريين ولا المثقفين ، كما قاموا بعدة محاولات لاغتيال الراحل حافظ الاسد وعدة اغتيالات اخرى لشخصيات باء بعضها بالنجاح وهو الامر الذي دفع الحكومة السورية الى سن القانون 49 الذي يعتبر عضوية الاخوان جريمة عقوبتها الاعدام ، كما جرت مواجهة طاحنة عام 1982 كانت نهاية تمرد الاخوان المسلمين في الداخل . وتشتهر حماة بجوامعها الكثيرة وقلاعها وحماماتها وتسمى بمدينة ابي الفداء ومدينة النواعير.

ميليس

في هذا الوقت وقت قال مصدر رسمي ان سوريا مستعدة لاستقبال رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري، القاضي الإلماني ديتليف ميليس، ولكن لم يتحدد موعد للزيارة. وقال المصدر ان سوريا مستعدة للتعاون بصورة كاملة مع تحقيق الامم المتحدة الذي يقوده ميليس الذي طلب مقابلة مسؤولين سوريين في ما يتعلق باغتيال الحريري. ولم يتضح من سيقابل في دمشق.

ويسافر ميليس خلال ساعات إلى نيويورك لعقد جلسة مع أعضاء مجلس الأمن الدولي ومع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، قبل أن يعود الى المنطقة . وذكرت صحيفة "السفير" البيروتية ان دمشق كانت قد ردت قبل يومين على طلب ميليس مقابلة مسؤولين امنيين سوريين بأن اقترحت ان يجري اللقاء في جنيف، لكن ميليس ابلغ سوريا انه يفضل ان تتم اللقاءات في العاصمة السورية وانه اقترح 12 ايلول(سبتمبر) المقبل موعدا لذلك بحيث يعود من نيويورك مباشرة الى دمشق، وانه ينتظر الجواب النهائي لتثبيت الموعد الذي يصادف انه يسبق بيوم سفر الرئيس السوري بشار الأسد الى الأمم المتحدة.

وقد تولت جهات دبلوماسية غربية في بيروت وباريس نشر المزيد من الاخبار عن مهمة ميليس وانه انتهى عمليا من التحقيقات وينتظر بعض النتائج الخاصة بأعمال مهنية وتقنية وبعض المقابلات وانه يحتاج إلى اجتماعات دمشق للتثبت من بعض المسائل ولكن يمكنه القيام بكامل مهمته اذا ما رفضت سوريا التعاون معه. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية ذكرت في وقت سابق أن الدبلوماسيين الاميركيين يرون أن الاهتمام الدولي بملف سوريا ولبنان دخل مرحلة جدية عنوانها الضغط الدولي غير المسبوق على النظام السوري . ويعتقد مسؤولون في الإدارة الاميركية، بحسب الصحيفة، أن الرئيس الاميركي جورج بوش يسعى جاهدا لتجنيد الأمم المتحدة للضغط على سوريا، من اجل مساعدة لبنان على إعادة بناء مؤسساته السياسية.
وقال مسؤول أميركي للصحيفة "لو كنت مكان الأسد، لفكرت مليا قبل السفر إلى نيويورك، فالأضواء لن تسلط عليه بالشكل الذي يريده".

من ناحية أخرى، ذكرت الصحيفة أن المسؤولين الاميركيين والأوروبيين عبّروا عن إعجابهم بجرأة القاضي ميليس، وتحدث مصدر قريب من التحقيق عن التوصل إلى "أدلة دامغة". ويدرس هؤلاء المسؤولون، بحسب الصحيفة، الخطوات التالية التي تتمحور حول محاكمة محتملة، وإمكان إجرائها في لبنان، في حين يشكك البعض في حرية القضاء اللبناني واستقلاليته الكاملة عن السيطرة السورية.