عاهل الأردن التقى الحسني وغدا في أنقرة
أول قمة بين الملك عبد الله وعبد الله الثاني

نصر المجالي من لندن: عقدت في الرياض اليوم أول قمة بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي وصل إلى جدة فجأة ظهر اليوم، وقال مصدر في الديوان الملكي الأردني في حديث عبر الهاتف مع "إيلاف" إن الملك عبد الله الثاني حريص دائما على التشاور مع القيادة السعودية حول كل المستجدات والظروف القائمة على الساحة عربيا ودوليا. وأشار إلى أن تطورات الوضع في العراق تحتل أولوية قصوى في محادثات الملك مع خادم الحرمين الشريفين، إضافة إلى الوضع في المناطق الفلسطينية المحتلة من بعد القرار الإسرائيلي بالانسحاب من قطاع غزة ومناطق في شمالي الضفة الغربية.

وقبل توجهه إلى جدة، بقليل، فإن العاهل الأردني التقى رئيس البرلمان العراقي المؤقت (الجمعية الوطنية) جاسم الحسني الذي أطلع الملك على نتائج المداولات العراقية على كل الصعد في شأن مسودة الدستور، وقال المتحدث الأردني أن الملك عبد الله الثاني أكد للمسؤول العراقي البرلماني على ضرورة مشاركة جميع مكونات الشعب العراقي في العملية السياسية وفي جهود بناء العراق وتأمين المستقبل الذي ينعم فيه العراقيون جميعا بالأمن والاستقرار.

وقال المسؤول لـ "إيلاف" في حديث عبر الهاتف من لندن إلى عمان إن الملك عبد الله الثاني أكد للحسني دعم الأردن ومساندته لكافة الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية ليكون العراق متماسكا وليستأنف دوره الحيوي في محيطه العربي والإقليمي.

وأضاف القول إن الملك أكد خلال اللقاء الذي حضره رئيس الديوان الملكي الهاشمي فيصل الفايز على أن الأردن حريص على تطوير علاقات تعاون ثنائي قوية مع العراق في مختلف المجالات وبما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.

وتأتي زيارة العاهل الأردني الخاطفة للقاء خادم الحرمين الشريفين في مدينة جدة الساحلية على البحر الأحمر، قبل أربع وعشرين ساعة من زيارة ستكون خاطفة أيضا له لأنقرة، حيث سيتحادث مع كبار القادة الأتراك حول قضايا كثيرة متعلقة بمستقبل المنطقة، يذكر أن الأردن وتركيا من حلفاء الولايات المتحدة في الحرب ضد الإرهاب.

وتأتي محادثات الملك الأردني مع القادة الأتراك، غداة استضافة اسطنبول للقاء بين وزيي خارجيتي إسرائيل وباكستان وهو لقاء يمهد لإعلان علاقات دبلوماسية بين إسلام اباد وتل أبيب، حيث ظلت جمهورية باكستان الإسلامية تمتنع عن إقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي الذي تزامن قيامه مع قيام باكستان في العامين 1947 و1948 وكذلك إعلان الأردن مملكة هاشمية مستقلة. والجميع كان يخضع للانتداب البريطاني في تلك الفترة الزمنية.

وإلى هذا، فإن عاهل الأردن سيشارك في القمة الأممية في نيويورك التي ستنعقد في الذكرى الستين لتأسيس
الأمم المتحدة، وسيشارك في تلك القمة حوالي 176 ملك ورئيس دولة، حيث هنالك مئات من الاقتراحات حول إصلاحات جذرية في أداء الأمم المتحدة، ولعل أهمها 750 اقتراح تقدم بها المندوب الأميركي الجديد لدى المنظمة الدولية جون بولتون المحسوب على التيار اليميني المحافظ الذي حدد سياسات الولايات المتحدة خارجيا للسنوات الست الماضية، بدءا من الحرب ضد الإرهاب في أفغانستان وصولا إلى إسقاط حكم صدام حسين في العراق.