نبيل شرف الدين من القاهرة: وسط أجواء من الحزن والغضب تسود الأوساط الثقافية في مصر إثر حادث محرقة مسرح قصر الثقافة في مدينة بني سويف، قالت مصادر مطلعة في القاهرة إن فاروق حسني وزير الثقافة المصري، بادر اليوم بوضع استقالته تحت تصرف الرئيس حسني مبارك، اعترافاً منه بمسؤوليته السياسية عن هذا الحادث الذي هز الشارع المصري بعنف، بينما تنظم الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) مظاهرة حاشدة، تضامناً مع ضحايا حادث المحرقة، وتطالب بإقالة كل من حبيب العادلي وزير الداخلية، وعوض تاج الدين وزير الصحة، ومحافظ بني سويف، وعدد آخر ممن تحملهم الحركة المسؤولية عن الحادث.

ويشارك في مظاهرة (كفاية) عدد كبير من الأدباء والفنانين يحملون الشموع ـ التي قيل رسمياً إنها كانت سبب محرقة المسرح ـ ويتجهون في مسيرة حاشدة من ميدان الدقي حتى ميدان الجيزة، قبل أن يتجمعوا ثانية أمام نقابة الصحافيين وسط القاهرة لتأبين ضحايا الحادث من أساتذة ونقاد وطلاب المسرح في مصر.

في غضون ذلك أعلن المستشار ماهر عبد الواحد النائب العام المصري ارتفاع ضحايا المسرح إلى 46 حالة وفاة، و22 مصاباً، موضحا أن التحقيقات مازالت جارية وانه سوف يتم الإعلان عن كافة الحقائق التي ستسفر عنها التحقيقات عقب الانتهاء منها، مؤكدا انه لا أحد فوق القانون وان التحقيقات سوف تتناول كل كبيرة وصغيرة لتحديد مسئولية مرتكبي الحادث .وفي مؤتمره الصحافي الذي عقده اليوم الأربعاء لهذا الغرض، قال النائب العام المصري إن النيابة العامة طعنت على قرار إخلاء سبيل عدد من المتهمين في القضية الذي أصدرته غرفة المشورة حيث طلبت النيابة استمرار حبس المتهمين لحين انتهاء التحقيقات الجارية .

بلاغات وتحقيقات

ومضى النائب العام مؤتمره الصحافي قائلاً إنه تلقى بلاغات من عدد كبير من الكتاب والفنانين، ورئيس اتحاد الكتاب، ونقيب الصحافيين، ونقيب المهن الفنية، مطالبين باجراء التحقيق في ملابسات الحادث وأسبابه ومحاسبة المسئولين عنه، مشيرا إلى النيابة العامة تلقت نسخة من شريط فيديو من القناة السابعة المحلية خاص بتسجيل حلقة عن حادث الحريق، وقد أرسلت البلاغات وشريط الفيديو إلى نيابة بني سويف لاتخاذ اللازم بشأن ما ورد بها .

وتابع النائب العام قائلاً إن عدد المتوفين ارتفع حتى اليوم إلى 46 شخصاً، وأن النيابة ناظرتهم، وسألت من كانت حالته الصحية تسمح من المصابين، موضحا انه تم نقل 25 مصابا بمعرفة وزارة الصحة إلى مستشفيات القاهرة والفيوم وأم المصريين والهرم وأحمد ماهر والمنيرة والقصر العيني والحلمية العسكري، وتم سؤال من سمحت حالتهم بمعرفة وكلاء النيابة التي تقع هذه المستشفيات بدوائر اختصاصهم وذكر النائب العام إن النيابة تلقت تباعا إخطارات بوفاة هؤلاء المصابين إذ توفي من بينهم في الأيام التالية ليوم الحادث عدد 14 مصابا فأصبح جملة المتوفين في الحادث عدد 46 متوفٍ وعدد المصابين 22 مصابا حتى اليوم، بينما خرج منهم اثنان بعد تحسن حالتهما .

وأوضح النائب العام أن النيابة استمعت عقب الحادث إلى أقوال حسين الدسوقي الصحافي بجريدة "الجمهورية"، في بلاغه الذي ضمنه من أن شقيقه إبراهيم الصحافي بذات الجريدة كان متواجدا بالعرض الذي حدث خلاله الحريق وانه بعد علمه بوقوع الحادث توجه إلى مستشفيات القاهرة وبني سويف فلم يتعرف على شقيقه ضمن ضحايا الحادث، وأمرت النيابة بندب الطب الشرعي بأخذ عينة من الجثة المجهولة وجثة من تم دفنها في مدينة السنبلاوين في دلتا مصر .

واختتم النائب العام المصري بقوله إن المواطن شوقي محمد الغريب مصطفى حضر إلى النيابة وابلغ انه تسلم جثة بطريق الخطأ معتقدا بأنها جثة أبنه ويرجح أن الجثة المجهولة الباقية هي لنجله المدعو محمد وأخذت عينة منهما لمقارنتها بالبصمة الوراثية للجثتين لتحديد شخصية كل منهما، مشيرا إلى أن تحقيقات النيابة تستهدف كشف ملابسات الحادث وأسبابه وتحديد المسئولين عن الحادث، وقد شملت الاستماع إلى أقوال عدد كبير من المختصين والمسؤولين والمعنيين بظروف الحادث لتحديد مسئولية الحادث.