غزاله يقفل بابه في وجه اللبنانيين ودمشق لا تسامح جنبلاط
ميليس: لا أحب الأبيض والأسود


إيلاف من بيروت: نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري ، القاضي الألماني ديتليف ميليس، أنه يعرف جيداً التأثير النفسي على الشعب والمشتبه بهم معاً، بفعل توقيف الجنرالات اللبنانيين الأربعة الذين اعتُقد في ما مضى أنهم "لا يمسون". ومع تأكيده على أن المزيد من المشتبه بهم "سيفهمون الرسالة بعمق أكبر"، أوضح ميليس أنه يعرف "أكثر بكثير مما يُظهر" وأن هذا كافٍ لجعل سوريا وحلفائها في غاية القلق.

وأضاف في المقابلة التي أجرتها معه الصحيفة الاميركية في العاشر من ايلول/سبتمبر الحالي إن المسألة برمتها هي "رمادية. ليس هناك أسود وأبيض" . وفيما يطور ميليس علاقته بالمشتبه بهم ليفهم دوافعهم، مما يساعده في كشفهم خلال الاستجواب، يعلق على أسلوبه هذا بالقول "أحاول دائماً أن أعرف ما فعل (المشتبه به) ولماذا فعله، وأنا بالطبع لا أحب مسألة الأبيض والأسود هذه".

ومن المقرر أن ينتقل ميليس الى دمشق نهاية الاسبوع حاملاً اسئلة لطرحها على عدد من المسؤولين السوريين بصفة شهود في القضية، ولا سيما رئيس جهاز الاستخبارات السورية السابق في لبنان العميد رستم غزاله الذي يتردد في بيروت أنه في المدة الاخيرة لم يعد يستقبل كما كان يفعل في السابق زوارا لبنانيين، ولا سيما من الاعلاميين في مكتبه المستحدث في ريف دمشق القريب من الحدود اللبنانية. ويقال أن الرجل الذي أوصد بابه في وجه الزوار انتقل، أو نقل الى دمشق استعدادا للحظة المواجهة مع ميليس.

في هذا الوقت نقلت صحف لبنانية عن مصدر سوري رفيع قوله ان الأيام العشرة المقبلة ستحدد صورة كل شيء في قضية اغتيال الحريري، في اشارة الى توجهات المرحلة المقبلة دوليا وداخليا، واعتبر أن القرارالدولي رقم ١٥٩٥ الذي شكلت بموجبه لجنة التحقيق الدولية يوكل مهمة المحاكمة الى القضاء اللبناني. وقال ان دمشق "لم تسمع من ميليس اي اتهام لسوريا"، وان القاضي الالماني "لا يزال يتعامل بمهنية وموضوعية" في التحقيق، وان قول مصدر في لجنة التحقيق في بيروت ان "الحديث عن التسييس حماقة هو دليل اضافي على تمسك ميليس بالمهنية".

حملة سورية على جنبلاط
وفي دمشق أيضاً ، شنت مجلة "الاقتصادية" السورية هجوما لاذعا على رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، واعتبرت انه "أول من خان سورية" مؤكدة انه "شخص غير مرحب به" في دمشق. وكتبت ان "مشكلة وليد جنبلاط هي تحديدا مع الشعب السوري الذي لا يتسامح مع كل من حرض وشجع على قتل مواطن سوري واحد".

واضافت: "الشعب كان يراقب ويشاهد ويتابع تصريحات "وليد بك" ليكتشف في ما بعد النتائج الكارثية لتلك التصريحات التي ادت الى اغتيال عشرات العمال السوريين على الاراضي اللبنانية"، عقب التفجير الذي اودى بالرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط. وتقول دمشق ان 37 عاملا سوريا قتلوا "عمدا" في لبنان واصيب 280 آخرون بجروح بعد اغتيال الحريري.

واتهمت المجلة جنبلاط بانه أطلق "الشتائم في حق سورية والشعب السوري"، مذكرة بان "القيادة السورية تعاملت لعقود معه ومنحته ما يكفي من الحصانة والحضانة في اطار سياسة التسامح والبناء التي مارستها في لبنان. وتابعت: "مشكلتك "وليد بك" انك كنت أول من خان سوريا والسوريين في لبنان وكنت انت وازلامك الرأس المدبر لكل ما حصل ويحصل وكنت المستفيد الوحيد من اغتيال الرئيس رفيق الحريري".

وخلصت الى القول ان جنبلاط "غير مرحب به في سوريا" مؤكدة ان السوريين لن ينسوا "الدماء السورية التي سالت في لبنان نتيجة تصريحاتك (جنبلاط) العنصرية وشتائمك الحاقدة وتحريضك المعلن على كل من هو سوري في لبنان".