مهمة التحقيق الدولي في سورية مفتوحة زمنياً
بندر بن سلطان زار دمشق سراً حاملاً مبادرة

في قسم جريدة الجرائد:
بندر بن سلطان زار دمشق سرا؟

وإقرأ أيضا
السنيورة: لن نسمح بأن نعامل كما عومل الحريري

تحذير من عبوة يقلق الأشرفية

أنان: مزارع شبعا شوكة بحاجة لنزعها

بيروت: زار السفير السعودي السابق لدى واشنطن الأمير بندر بن سلطان العاصمة السورية في مهمة خاصة أول من أمس حاملا مبادرة الى القيادة السورية ساهمت القاهرة في صياغتها، على ما ذكرت صحيفة "صدى البلد" اللبنانية اليوم. وأضافت أنه التقى "القيادة السورية" خلال الزيارة التي استغرقت 7 ساعات، وبحث معها "آخر التطورات في الملفات الساخنة وابرزها الوضع اللبناني وقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري والعلاقات السورية - الأميركية والوضع في العراق".

وتابعت أن الأمير بندر الذي أدى دورا اساسيا في ضم سورية الى التحالف الدولي لتحرير الكويت عام 1991، خلص الى "نتائج ايجابية في الكثير من القضايا العالقة التي تهم سورية بالدرجة الاولى والمنطقة عموما" وأشارت الى ان الأمير السعودي غادر دمشق بعد انتهاء محادثاته فورا .لكن مصادر رسمية سورية رفضت تأكيد هذا الخبر او نفيه.


وسربت مصادر دبلوماسية غربية في دمشق أن حركة نشطة سجلت في الاتصالات بين كل من العاصمتين المصرية والسعودية مع دمشق للتوصل الى صيغة تخفف الضغوط الأميركية والدولية عن سورية لإعطاء مزيد من الفرص لسيادة لغة الحوار والنقاش والوصول الى نتائج مفيدة بدل تجاهل الدور السوري والقفز فوق مصالحه.

وأكد راديو "سوا" الأميركي وجود مبادرة مصرية - سعودية تواكب عمل لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري. وقال ان وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط سيلتقي خلال زيارته الحالية للولايات المتحدة والتي حضر خلالها اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عدداً من المسؤولين الأميركيين أبرزهم وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ومستشار الأمن القومي ستيفين هادل ، وإن مصر والسعودية ستطرحان مبادرة مشتركة لاحتواء الضغوط على سورية التي تعهدت في المبادرة باجراء إصلاحات سياسية والتعاون في ضبط الحدود العراقية والضغط على "حزب الله" وحظر أنشطة الفصائل الفلسطينية في دمشق.

وتبين في هذا الوقت أن مهمة فريق لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري مستمرة في سورية ، بدليل استمرار حجز فندق "مونتي روزا" القريب من الحدود اللبنانية حيث تستجوب اللجنة الشهود السوريين لمدة غير محددة ، وكذلك تتواصل التدابير الأمنية المتخذة في محيط الفندق على حالها.

"أيام ساخنة لميليس"
وحرصت مصادر سورية على تأكيد حضور ميليس على رأس فريقه في سورية، معتبرة ان ما نشر عن بقائه في لبنان هو مجرد "تشويش على سير العملية مع الجانب السوري" الا ان مصدراً في الأمم المتحدة في دمشق قال أمس ان "ميليس لم يحضر الى سورية منذ يومين وان فريق عمله هو الذي يتولى توجيه الأسئلة الى الشهود".

وفي دمشق ذكر مصدر سوري رسمي أن "الجولة الأولى" من الاجتماعات التي عقدتها لجنة التحقيق الدولية مع الشهود السوريين كانت شاملة واحتوت على تفاصيل عامة مرتبطة بعمل الأجهزة الأمنية السورية في لبنان قبل الانسحاب في 26 نيسان/أبريل الماضي، وتناولت أدوار كل من الشهود الأمنيين وآليات عملهم وطبيعة علاقاتهم بالمسؤولين اللبنانيين. وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته أن الأجواء العامة كانت "تميل" الى الراحة باعتبار أن تفاهماً تم الاتفاق عليه مسبقاً بين الجانب السوري ورئيس لجنة التحقيق ديتليف ميليس بخصوص آلية سماع الشهود، خصوصاً أن الجانب السوري طلب مرافقة خبراء قانونيين كبار لهؤلاء الشهود.

وفيما رفض نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم الخوض في أي تفاصيل تخص عمل اللجنة مع الشهود السوريين أو التعليق على أنه كان من بين الشهود الذين قابلهم ميليس وقال في اتصال هاتفي معه "انني غير مخول الحديث في هذا المجال" ، وصفت مصادر دبلوماسية غربية أيام ميليس في دمشق "بالأيام السورية الساخنة التي تستبق فصلي الخريف والشتاء" على حد تعبيرها.

إلا أن مصادر سورية وثيقة الاطلاع رأت أن الضغوط الدولية على سورية تتهاوى وأن "الحوار" سيكون لغة الأيام المقبلة، وقالت أن "الجولة الأولى" لميليس انتهت لكن بعض أعضاء فريق عمله قد يبقى لأيام في منتجع "مونتي روزا" الذي تحوّل محط استقطاب أنظار السوريين سلطة وشعباً. وأكد موظفون في المنتجع المحاط بحراسة أمنية وتكتم شديد ان "الحجوزات لإقامة فريق ميليس مستمرة مع نهاية الأسبوع السوري"، باعتبار ان نهاية الأسبوع في سورية هي يوم الخميس.

وكشفت مصادر غربية ان فريق التحقيق "اعتمد في جزء من عمله مع الشهود السوريين على الحجج والبراهين وقابله الشهود السوريون ومحاموهم بالاقناع والأدلة الواقعية التي تستند الى طبيعة ومهام وعمل الشهود".

وأضافت المصادر الغربية ان "فريق ميليس استمع مطولاً الى شخصيات سورية لم يكشف النقاب عنها لكن المصادر قالت انها من الفريق الأمني السياسي الذي كان عاملاً في لبنان سابقاً".

ولاحظت المصادر غياب الإعلام السوري عن نشاط فريق التحقيق فلم يُعلن عن مجيء ميليس أو عدم مجيئه وما إذا كانت هناك أسماء جديدة طرحت لتدلي بشهادتها غير الأسماء الأمنية وبعض السياسيين السوريين ومنهم دبلوماسيون أيضاً. وجددت مصادر سورية رسمية قولها ان كل شيء يتم تحت سقف القانون والسيادة وإن الشهود يذهبون الى منتجع "مونتي روزا" بصفتهم "السيد فلان" وبصفتهم المواطنية وليس الرسمية.

ورجحت مصادر مطلعة أن يكون فريق التحقيق التقى في اليوم الثالث من جولته الأولى بعض ضباط الاستخبارات السورية الذين كانوا يقومون بدورة تدريبية في لبنان في الفترة التي سبقت الانسحاب من لبنان.

وذكر مصدر مطلع في دمشق أن لجنة التحقيق تركز على شهادة محمد زهير الصديق الذي تشكك دمشق في صدقية كلامه. وكان الصديق المتزوج من لبنانية قد أكد للجنة التحقيق أنه كان مساعداً لرئيس جهاز المخابرات العسكرية السورية السابق حسن خليل.

من جهته قال وزير الاعلام السوري مهدي دخل الله في حوار أجرته معه فضائية "المنار"ان السيادة السورية والاستقلال السوري "هما خط احمر"، مشيرا الى ان تمسك سورية باستقلالها "هو السبب الحقيقي خلف الضغوط التي تتعرض لها"، وأكد ان دمشق تتعاون مع لجنة التحقيق الدولية ما لم يكن هناك تسييس، وأبدى استعداد سورية لتقديم كل التسهيلات لميليس "إذا التزم المهنية والحرفية في التحقيق".

رؤية دخل الله
واعتبر دخل الله ان التحقيقات "إنما تتم في اطار قرار سيادي سوري"، وأضاف ان ميليس قال انه ليس هناك من مشتبه بهم في سورية وان المسألة تتعلق بمقابلات يود ان يجريها من اجل الحصول على بعض المعلومات التي قد تساعد التحقيق "ولكن من حيث المنطق معلوم ان من يقفون خلف الجريمة هم أعداء لبنان وسورية".
وردا على سؤال عما اذا كان ميليس قد طلب الدخول إلى اماكن محددة في سورية او ان يكون طلب لقاء غير الشخصيات الامنية التي كانت تخدم في لبنان أجاب دخل الله: "الآن يدور الحديث حول هذا الموضوع وسورية مستعدة للتعاون بشكل مطلق مع اية جهود مهنية صادقة ونقية من اجل التوصل الى الحقيقة التي تصب في مصلحة لبنان وسوريا"، ونفى ان تكون سورية طرحت الاستعانة بقضاة من السعودية ومصر للتدقيق في الأدلة".