سيف الصانع من دبي وسلطان القحطاني من الرياض :خرجت قمة جدة في بيان تقليدي لايتفق مع السرعة الضوئية للاتصالات السعودية التي بداها وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل بزيارة مفاجئة لدمشق وماكادت طائرته تقلع من مطار دمشق حتى لحقه على وجه السرعة الرئيس السوري بشار الاسد وبعد هذه الاتصالات المحمومة طالبت القمة بعودة مزارع شبعا وركزت على الثوابت التي اعتادت عليها القمم العربية. ويقول مصدر مطلع ان البيان لايعكس ماجرى بين الزعيمين من نقاشات خطيرة تتعلق بمستقبل النظام السوري المهدد دوليًا إثر تسريبه رفض الامتثال للطلب الدولي وان السعودية تحاول ان تستبق الاحداث كي لاتقع الواقعة غير ان مجال مناورتها محدود فالمسالة دخلت نطاق المسؤولية الدولية.

وعلى هذا السياق فان ماجرى في جدة وفق البيانات الرسمية كان مايلي. فقد أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حرص المملكة العربية السعودية على ضرورة تعزيز العلاقات السورية - اللبنانية وتقويتها في جميع المجالات وبما يحفظ مصالح البلدين الشقيقين وأمن المنطقة. واجرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود و الرئيس السوري بشار الأسد في قصر خادم الحرمين الشريفين بجدة مباحثات مستفيضة تتعلق بآخر المستجدات في المنطقة والأوضاع العربية الراهنة والعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. وصدر بيانٌ مشترك بعيد القمة لم يتم التطرق فيه من قريب ولا من بعيد إلى مستجدات الأحداث التي حدثت خلال الأيام الأخيرة، وأهمها مطالبة لجنة التحقيق الدولية في حادثة اغتيال الحريري باستجواب الأسد،وأيضاً تصريحات نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام حول تورط سوري في الحادثة.

و جاء في البيان ان الجانبين بحثا الأوضاع في الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة وأكدا دعوتهما للانسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني من بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف كما أكدا على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي التام من الجولان السوري المحتل إلى خط الرابع من يونيو ( حزيران1967) ومن مزارع شبعا اللبنانية وفق مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت عام 2002.

و عبر الجانبان عن حرصهما على وحدة العراق واستعادة أمنه واستقراره وترحيبهما بمضمون البيان الختامي الذي صدر عن مؤتمر الوفاق الوطني العراقي الذي عقد في مقر الجامعة العربية في نوفمبر ( تشرين الثاني ) 2005.

وفي ختام اللقاءات التي عقدت في أجواء ودية وإيجابية اتفق الزعيمان على تفعيل اللجنة السعودية - السورية المشتركة وتكثيف الاتصالات بين الجانبين في كل ما من شأنه خدمة القضايا العربية والإسلامية . ووجه الرئيس بشار الأسد دعوة إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز فقبلها شاكرا .

و كانت المحادثات السياسية بدات ما بين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الأسد في مدينة جدة المطلة على ساحل البحر الأحمر،بعد أن وصل إليها الأسد في وقت لاحق من نهار اليوم،تناول بعدها وجبة الغداء مع الملك عبدالله في قصره،فيما عاد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل من زيارته المفاجئة إلى دمشق التي قام بها صباح اليوم.ولم تعلن أي مصادر رسمية في كلا البلدين عن فحوى المباحثات التي ذكرت مصادر أنها لن تخرج عن إطار الأزمة السورية مع المجتمع الدولي بعد التصريحات التي أطلقها نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام،وحمل فيها الرئيس الأسد مسؤولية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

وكان في استقبال الاسد بمطارالملك عبدالعزيزالدولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة ورئيس المراسم الملكية الأستاذ محمد بن عبدالرحمن الطبيشي وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى سوريا أحمد القحطاني وسفير سوريا لدى المملكة الدكتور أحمد نظام الدين .

وقد جرى للاسد استقبال رسمي على أرض المطار حيث عزف السلامان الوطنيان للبلدين ثم استعرضا حرس الشرف. ووعقب ذلك صافح الاسد مستقبليه الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة والأمير فهد بن عبدالله بن محمد آل سعود مساعد وزير الدفاع والطيران لشؤون الطيران المدني والأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية والأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود مساعد رئيس الاستخبارات العامة و الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز الأمين العام لمجلس الأمن الوطني والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية و الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين و الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين و الرائد طيار تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز و الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء و الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وأعضاء السفارة السورية لدى المملكة.

وبعد استراحة قصيرة في صالة التشريفات بالمطار صحب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الرئيس الأسد في موكب رسمي إلى قصر خادم الحرمين الشريفين بجدة حيث أقام مأدبة غداء تكريما للأسد والوفد المرافق له .

و حضر مأدبة الغداء الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية والأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية و الأمير عبدالاله بن عبدالعزيز والأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة و الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.

وتأتي هذه المباحثات بعد تحرك قادته الرياض والقاهرة لاحتواء الموقف على أثر مطالبة لجنة التحقيق الدولية المكلفة بالتحقيق في حادثة اغتيال الحريري باستجواب الرئيس السوري ووزير خارجيته فاروق الشرع،وأعلن الأسد في تصريحات صحافية بأنه يمتلك حصانة دولية تمنع استجوابه لدى أي لجنة كانت.

وتوقع مراقبون بأن تكون مبادرة عربية تقدمها الرياض والقاهرة لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هيبة النظام السوري،وهي مبادرة تحظى بقبول فرنسي بعد أن أطلع الرئيس المصري حسني مبارك الرئيس الفرنسي شيراك على محاورها،بعد أن عقد مباحثات استمرت ساعة ونصف الساعة في مطار مدينة جدة مع الملك السعودي.

وتترافق هذه الزيارة مع طلب لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري لقاء الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته فاروق الشرع. كما أنها تأتي بعد تصريحات أدلى بها الجمعة الماضية نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام عززت الشبهات حول دور لدمشق في اغتيال الحريري.

وأكد خدام في حديث إلى قناة quot;العربيةquot; التلفزيونية الفضائية إن بشار الأسد وجه تهديدات إلى الحريري قبل اغتياله. وقال ردا على سؤال عن احتمال معرفة الرئيس السوري مسبقا بعملية الاغتيال، quot;من حيث المبدأ لا يستطيع أي جهاز امني أو غير امني في الدولة السورية أن يتخذ مثل هذا القرار وحيداquot;.

وكانت السعودية ومصر عملتا في نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي على حث سوريا على إبداء تعاون عملي مع اللجنة الدولية وزار الرئيس المصري حسني مبارك في هذا الإطار سوريا في 28 تشرين الأول/اكتوبر.
وكان هدف المساعي المصرية السعودية بحسب المصادر المتطابقة، تجنيب سوريا السيناريو ذاته الذي حصل في العراق خلال عهد الرئيس السابق صدام حسين بعد فرض العقوبات على بلاده،وهو طريق يخشى العديد من القادة العرب أن دمشق سائرة عليه حتى النهاية طالما لا توجد quot;عملية دبلوماسية ذكيةquot; للتعامل مع الضغوط كما يرى المراقبون .