واشنطن تهدد وبريطانيا تستبعد الحل العسكري:
إيران ترفع الأختام عن مراكز البحث النووي


إيلاف، فيننا، واشنطن، لندن، وكالات: أثار القرار الإيراني برفع الأختام عن ثلاثة مراكز للبحث النووي إدانات غربية، واستياء لدى العديد من العواصم بما في ذلك روسيا التي دعت إيران إلى عدم القيام بهذه الخطوة.

ويسير الملف النووي الإيراني نحو تصعيد من الجهة الأميركية على الأقل، اذ قالت الولايات المتحدة إن اي تخصيب نووي ايراني سيكون quot;تصعيدا خطيراquot;، واعتبرت أن إيران تخاطر بالإحالة الى مجلس الامن الدولي الذي يمكن ان يفرض عقوبات اذا هي استمرت في مسارها النووي الحالي. بريطانيا بدورها كان لها موقفا أقل حدّة، إذ استبعدت العمل العسكري، فيما وجهت ألمانيا تحذيرا سريعا من quot;العواقبquot;. واعتبر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من ان صبر العالم بدأ ينفد تجاه طهران.


رفع الأختام
وقال دبلوماسي غربي وهو يقرأ من تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي quot;إيران تخطط للقيام بتركيب معدات طرد مركزي للغاز فائقة السرعة في محطتها التجريبية لتخصيب الوقود في نطنزquot;.

البرادعي
واكد البرادعي ما سبق واعلنته السلطات الايرانية، وجاء في بيان له ان quot;مفتشي الوكالة اكدوا ان ايران بدأت برفع اختام الوكالة الدولية الموضوعة على الاجهزة والمعدات المرتبطة بالتخصيب في ناتانزquot; وانهم سينتهون من ذلك الاربعاء في موقعين آخرين هما فارس تراش وفراياند تكنيك.

وفي وقت سابق نقل البرادعي التقرير الكترونيا الى الدول الـ 35 الاعضاء في مجلس الحكام، الهيئة التنفيذية السياسية للوكالة الدولية، موضحا ان طهران ترغب في تخصيب اليورانيوم quot;على نطاق ضيقquot; في مركز ابحاث ناتانز.

وتأتي هذه الخطوة التي اعلنتها ايران قبل اسبوع، رغم المعارضة الشديدة للدول الغربية التي تعتبر ذلك quot;خطا احمرquot; يهدد تجاوزه برفع الامر الى مجلس الامن الدولي. ووفقا للبيان اعرب مدير الوكالة عن quot;قلقه العميق اثر قرار ايران (...) وقف العمل بقرار تعليق النشاطات المرتبطة بتخصيب اليورانيوم، قبل ان تتاكد الوكالة من طبيعة البرنامج النووي لايرانquot; في الوقت الذي طالب فيه مجلس الحكام بالابقاء على هذا التعليق الذي بدأ في خريف 2003.

محمد سعيدي
وكان محمد سعيدي نائب مدير المنظمة الايرانية للطاقة الذرية اعلن انه quot;تم رفع بعض الاختام من عدد من مراكز البحث وستستأنف هذه المراكز نشاطاتها اليومquot;. وقال سعيدي ان quot;انتاج الوقود النووي ما زال معلقاquot; ملمحا الى ان ايران لن تغذي في هذه المرحلة آلات الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم.

قرار ايران يثير موجة من ردود الفعل
البيت الأبيض

وحذر البيت الابيض الجمهورية الاسلامية الايرانية من مخاطر حصول quot;تصعيد خطيرquot; مشيرا الى انه في حال استمر الايرانيون في عدم احترام التزاماتهم الدولية quot;فلن يكون هناك خيار آخر سوى احالة المسألةquot; الى مجلس الامن الدولي واحتمال فرض عقوبات على ايران. وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان للصحافيين ان quot;اي استئناف لنشاط التخصيب او التحويل سيشكل خرقا جديدا من قبل ايران لاتفاقاتها مع الاوروبيينquot;.


بريطانيا
بدوره، اعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان quot;مسألة معرفة ما اذا كنا سنقترح رسميا رفع الملف الى مجلس الامن ستكون محورية في المحادثات التي سأجريها مع نظرائي الاوروبيينquot; مستبعدا العمل العسكري. ولم يحدد المكان الذي سيعقد فيه الاجتماع ويشارك فيه الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا لكن يرجح ان يعقد في برلين.

روسيا
وقالت روسيا التي تساعد ايران على بناء محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالطاقة النووية ان طهران يجب ان تفي بالتزاماتها الدولية وأن قرارها استئناف الابحاث أثار القلق. وانتقدت روسيا هذا الاجراء ونقلت وكالات الانباء الروسية عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله ان quot;احدث معلومات بأن ايران اعلنت نيتها في المستقبل القريب لاستئناف اعمال مرتبطة بتخصيب اليورانيوم تثير القلقquot;. واشار الى هذا التحرك quot;رغم الوقف الذي تم الاتفاق عليه بين ايران والدول الاوروبية ورغم حقيقة ان هذا الاتفاق مسجل لدى الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;. وقالت وزارة الخارجية في بيان quot;مجلس (محافظي) الوكالة الدولية للطاقة الذرية يرى ان مثل هذا الوقف حيوي لحل المسائل الباقية بشأن البرنامج النووي لإيرانquot;.

الدنمارك
واسف وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر لقرار ايران استئناف ابحاثها في مجال تخصيب اليورانيوم، مؤكدا ان طهران ترتكب quot;خطأ كبيراquot;. وقال مولر في بيان ان الحكومة الدنماركية quot;تراقب بقلق كبير تطور قضية البرنامج النووي الايرانيquot;، مشيرا الى ان ايران وجهت الثلاثاء quot;اشارة سيئة جدا الى المجتمع الدوليquot;.

واعتبر ان قرار ايران استئناف ابحاثها النووية في مرحلة تشهد اصلا quot;ثقة محدودة في البرنامج الذري الايرانيquot; يشكل انتهاكا للاتفاق الايراني مع الاتحاد الاوروبي ممثلا ببريطانيا والمانيا وفرنسا. واعرب مولر عن امله quot;الكبير بان يتغلب العقل على الموقف الايراني وان تعلق طهران هذا الجزء الحساس جدا من برنامجها النوويquot;. وقال quot;اذا لم تفعل ذلك، فيمكن لهذه القضية ان تنتهي امام مجلس الامن الدوليquot;، مشيرا الى ان quot;الدنمارك بالتنسيق مع الدول الاوروبية الثلاث ستعمل للتاكد من ان ايران تتعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;.
وقال وزير الخارجية الدنماركي quot;من الضروري ان يحصل اشراف ومراقبة دوليان للتاكد من ان البرنامج النووي الايراني يستخدم فقط لاهداف مدنيةquot;.

وتم استدعاء السفير الايراني في كوبنهاغن الثلاثاء الى وزارة الخارجية التي ابلغته موقفها لجهة اعتبار الخطوة الايرانية خطا كبيرا يمكن ان يؤدي الى عزلة متزايدة لطهران، بحسب ما جاء في بيان مولر.

فرنسا
و
اعتبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان ايران وكوريا الشمالية quot;ترتكبان خطأ فادحا بعدم الامساك باليد التي نمدها اليهماquot;. وقال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي quot;ندعو ايران الى التراجع عن هذا القرار دون ابطاء ودون شروطquot;.

وصرح وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي بان قرار ايران quot;يؤثر بشكل خطيرquot; على الجهود الاوروبية من اجل التوصل الى اتفاق. وقال بلازي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته النمساوية اورسولا بلاسنيك التي تزور باريس ان quot;قرار ايران يؤثر بشكل خطير على الجهود الاوروبية والمضي في المفاوضات التي بدأت في 21 كانون الاول/ديسمبر في فيينا ويفترض ان تستانف في 18 كانون الثاني/يناير.

واشار وزير الخارجية الفرنسي الى ان لقاء بينه وبين نظيريه البريطاني والالماني بالاضافة الى الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، سيعقد quot;قريباquot; من اجل quot;البحث في الوضع واتخاذ قرارات في الخطوات التي يجب القيام بهاquot;. وسيزور دوست بلازي الخميس برلين حيث يلتقي نظيره الالماني فرنك وولتر شتنماير.

النمسا
وصرح المستشار النمساوي فولفغانغ شوسل الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي، يوم الثلاثاء ان استئناف ايران لانشطتها النووية quot;يضر بالسلام في العالمquot;. وراى ان هذه الازمة تعطي الاتحاد الاوروبي فرصة اثبات فاعليته. وقال شوسل في حديث للاذاعة الوطنية النمساوية quot;اذا اضرت ايران بالسلام في العالم ببرنامجها النووي، فاوروبا وحدها يمكنها التوصل الى شيء ما بالتنسيق مع الامم المتحدةquot;. وكان شوسل اعرب خلال مؤتمر صحافي عقده الاثنين مع المفوضية الاوروبية في فيينا عن الامل، بان تكون quot;قوى العقلquot; لا تزال موجودة في ايران.

واعلن بيان صدر الثلاثاء عن الرئاسة النمساوية للاتحاد الاوروبي بان الاعمال التي تقوم بها ايران تقضي على الثقة المحتملة quot;بالطبيعة السلمية لبرنامجها النوويquot; وتشكل quot;مصدر قلق جدي لمجمل المجتمع الدوليquot;.

ألمانيا
وقال وزير الخارجية الالماني فرانك والتر شتاينماير ان الدول الثلاث من الاتحاد الاوروبي التي تفاوضت مع ايران حول القضية النووية ستقرر ان كان هناك اي اساس الان للمزيد من المفاوضات.

الصين
وقالت الصين انها مازالت تأمل في أن يحل الخلاف داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال كونج كوان المتحدث باسم وزارة الخارجية ان بكين تؤيد استئناف المحادثات المتوقفة بين ايران والاتحاد الاوروبي.

تركيا واليابان
وعبر رئيسا الوزراء التركي والياباني عن القلق ازاء استئناف ايران لبرنامجها النووي، مشددتين على ضرورة ان تحل طهران مشكلتها عن طريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال مسؤول ياباني شارك في لقاء ضم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الياباني جونيشيرو كويزومي في انقرة، ان الرجلين عبرا عن قلق مشترك ازاء استئناف البرنامج النووي الايراني.

وقال المسؤول الياباني ان كويزومي ابلغ اردوغان انه دعا المسؤولين في طهران الى الاستماع الى بريطانيا والمانيا وفرنسا التي تفاوض ايران حول ملفها النووي. واعلن اردوغان من جهته ان تركيا تشارك اليابان والمجتمع الدولي مخاوفهما، وانه لا بد من quot;حل المشكلة مع الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;.

وقال دبلوماسيون ان وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والمانيا ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا يعتزمون الاجتماع في برلين يوم الخميس لمناقشة ما يمكن ان يفعلوه حيال ايران.

وكانت الترويكا الاوروبية توقعت اجراء اتصالات جديدة مع ايران في 18 من الجاري في فيينا. واجرت الترويكا مفاوضات مع ايران بين تشرين الثاني/نوفمبر 2004 واب/اغسطس 2005 للتوصل الى اتفاق عام مشروط بتجميد الجمهورية الاسلامية لنشاطات التخصيب.

ويثير البرنامج النووي الايراني قلق الاميركيين والاوروبيين الذين يخشون من ان يخفي شقا عسكريا لامتلاك القنبلة الذرية. وتخصيب اليورانيوم مرحلة حاسمة في المجال النووي وهو يسمح، بحسب درجة التخصيب، بانتاج وقود لمحطة ذرية وشحنة قنبلة.

وكانت ايران اعلنت في تشرين الاول/اكتوبر 2003 quot;تعليقا طوعياquot; لنشاطات التخصيب. وكان مصنع ناتانز يشمل في حينه عدة منشآت بينها مركز لتجميع آلات الطرد المركزي ومصنع للتخصيب مع 164 آلة طرد مركزي ومصنع للتخصيب قيد البناء.

تسلسل زمني للبرنامج النووي
وفيما يلي الاحداث الرئيسية منذ تسليط الضوء لاول مرة على البرنامج النووي الذي تقول ايران انه سلمي..
- أغسطس اب 2002. ذكر مجلس المقاومة الوطني الايراني (مجاهدي خلق) وهي جماعة ايرانية معارضة تقيم خارج البلاد ان هناك منشأة كبيرة لتخصيب اليورانيوم في نطنز ومحطة نووية تعمل بالماء الثقيل في اراك.

- ديسمبر كانون الاول 2002. بمساعدة صور التقطتها أقمار صناعية لنطنز وأراك اتهمت الولايات المتحدة ايران quot;بالسعي الكامل لامتلاك أسلحة دمار شامل.quot;

- يونيو حزيران 2003. أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أول تقرير بعد عملية تفتيش لنطنز واراك في فبراير شباط قائلة ان طهران لم تنفذ التزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي.

- اكتوبر تشرين الاول 2003. أبلغت ايران وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا الذين يتفاوضون نيابة عن الاتحاد الاوروبي بأنها ستعلق كل الانشطة المتعلقة بالتخصيب.

- ديسمبر كانون الاول 2003. وقعت ايران على بروتوكول يسمح بعمليات تفتيش مفاجئة لمنشاتها النووية.

- يونيو حزيران 2004. قال مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تعاون ايران مع الوكالة لم يكن كاملا وفوريا واستباقيا. وردا على ذلك قالت ايران انها ستستأنف الانتاج واختبار وحدات الطرد المركزي.

- نوفمبر تشرين الثاني 2004. وعدت ايران فرنسا وبريطانيا والمانيا بأنها ستعلق كل عمليات معالجة الوقوود النووي واعادة المعالجة.

- فبراير شباط 2005. قال الرئيس محمد خاتمي انه لن تتخلى أي حكومة ايرانية سواء حالية أو في المستقبل عن البرامج التكنولوجية بما في ذلك تخصيب اليورانيوم. ووقعت ايران مع روسيا معاهدة لامدادها بالوقود وعارضتها الولايات المتحدة لتشغيل أول محطة طاقة نووية في ايران بحلول عام 2006.

- 2 سبتمبر أيلول.. أكد تقرير من محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن ايران استأنفت تحويل اليورانيوم في منشأة اصفهان.

- 15 سبتمبر ايلول.. قال الرئيس الايراني الجديد محمود أحمدي نجاد في نيويورك ان طهران مستعدة لنقل المعرفة النووية لدول اسلامية أخرى. وبعد يومين أبلغ أحمدي نجاد الامم المتحدة بأن ايران لن تتخلى أبدا عن تخصيب اليورانيوم ودعا الدول لتكون شريكة في برنامج التخصيب.

- 6 نوفمبر تشرين الثاني.. أكدت ايران أنها سمحت للمفتشين النوويين الدوليين بزيارة منشأة بارشين العسكرية الى الجنوب الشرقي من طهران بعد أيام من اعلان دبلوماسيين أن ايران ستعالج دفعة جديدة من اليورانيوم في منشأة أصفهان النووية.

- الاول من يناير كانون الثاني ر2006. ذكرت ايران انها طورت المعدات اللازمة لفصل اليورانيوم من خاماته في اطار سعي طهران المتواصل لتحقيق الاكتفاء الذاتي في التكنولوجيا النووية.

- 5 يناير.. ذكر أحمدي نجاد أن ايران ستستأنف العمل البحثي عن الوقود النووي بعد توقف عامين بالرغم من تحذيرات غربية من أن هذا سيضر بمساعي التوصل الى تسوية دبلوماسية لخططها النووية.

- 7-8 يناير.. أجرت روسيا وايران محادثات حول اقتراح روسي بتخصيب اليورانيوم لحساب ايران. انتهت المحادثات دون تقدم ومن المقرر استئنافها يوم 16 فبراير شباط.

- 9 يناير.. أكدت ايران أنها ستستأنف البحوث حول الوقود النووي وستفض أختام الامم المتحدة الموضوعة في مواقع نووية منذ عامين لتجميد الانشطة.

- قال الاتحاد الاوروبي ان استئناف ايران لبحوث الوقود النووي يمثل انتهاكا لاتفاق مع دول بالاتحاد للاحجام عن الانشطة النووية الحساسة.