كلام خدام عزز خلفياته الدولية
خلاف فرنسي أميركي ساحته لبنان

ريما زهار من بيروت: هل يدخل كلام نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام المتكرر، في إطار الصراع القائم بين الدبلوماسية الفرنسة والاميركية وما هو السر الذي يجمع القواسم المشتركة بين كل الشهداء الذين سقطوا في معركة الاستقلال بدءًا بالرئيس الشهيد رفيق الحريري وانتهاءً بالتويني، وهم في غالبيتهم من الرموز الفرنسية او الفرانكوفونية، وفي الوقت عينه رموزًا سنية او ارثوذكسية بيروتية، فهل المستهدف هو العاصمة السياسية للبنان بيروت وهي معروفة بأنها تحمل الطابع السني - الارثوذكسي، وهذا معروف تاريخيًا ويؤشر الى محاولة اسقاط العاصمة السياسية من خلال اسقاط وجهها السياسي التاريخي، والمستهدف الثاني هو الرمز الفرنسي الذي طبع لبنان منذ عهد الاستقلال حتى اليوم؟

يقول المحلل السياسي جان متى لquot;إيلافquot; ان الاختلاف بين الدولة الفرنسية والاميركية عائد إلى جملة معطيات وتراكمات منذ احداث ايلول(سبتمبر) في الولايات المتحدة، حيث قامت الاخيرة باحتلال افغانستان، ومن ثم العراق، وتوغلت في الدول المحيطة بهما، علمًا بأن هذه الدول جميعها تشكل العصب الاساس للنفط، أو لمعابره الطبيعية بأقل تقدير، وكل ذلك بمعزل عن فرنسا والمجموعة الاوروبية، باستثناء بريطانيا التي احتفظت بحصة لها من عائدات نفط العراق، وهذا يعني ايضًا ، اخراج المجموعة الاوروبية وعلى رأسها فرنسا من المعادلة الشرق اوسطية الجغرافية ومن المعادلة النفطية مع ما يعني ذلك من اقتصاد وطاقة، بحيث لم يبقَ لها اي موطئ قدم سوى في سورية ولبنان، وفي حال سرى التفاهم الاميركي - السوري فإنها ستخرج ايضًا من المعادلة السورية - الشرق اوسطية صفر اليدين، وهذا ما يدفعها الى مزيد من التشدد للحفاظ على ما تبقى لها من منجزات ومصالح، في المنطقة، مع الإشارة الى أن الدبلوماسية الفرنسية ماضية وحدها في مشروع تطبيق عقوبات على سورية، بعدما اقفل الاميركيون الباب موقتًا على مثل هذا التدبير.

وعما اذا كانت تسمية الكباش غير المعلن بين الدبلوماسيين تصح كتسمية، عن الدور اللبناني فيه والتداعيات المفترضة على مواقف السياسيين فيه، يؤكد أن لبنان يقع في عين العاصفة الدولية والاقليمية، فكل ما يحصل من شأنه ان يحمل جملة تداعيات على الواقع اللبناني، لا سيما اذا صحّت المعلومات عن التفاهمات الاميركية - السورية من جهة والاميركية - الايرانية من جهة ثانية، علمًا بأن هناك العديد من الاشارات تصب في خانة هذه الفرضية، ويصح في هذا السياق القول ان من مصلحة فرنسا الخارجية العليا ان تسقط كل هذه التفاهمات التي اقيمت بمعزل عنها ولم تأخذ مصالحها الاستراتيجية بالاعتبار، وهذا ما يفسره ايضًا قيام بعض الرموز الفرنسية بتلقف قنبلة خدام الآتية من العاصمة الفرنسية وتوجيهها الى كل من النظام السوري ورئيس الجمهورية العماد اميل لحود، وذلك قبل ان يجف حبر تصريحات خدام او حتى إجراء قراءة هادئة لمثل هذه المواقف الخطيرة التي اقل ما يقال فيها انها سيف ذو حدين، خصوصًا ان مطلق القنبلة هو احد ابرز اللاعبين في المنطقة وأحد الممسكين بالملف اللبناني طيلة ثلاثة عقود وهي عمر الازمة اللبنانية - السورية، حتى يصح القول في هذا السياق، انه اي خدام كان ولوقت قصير صانع الاحداث السياسية والامنية في لبنان.

واعتبر بأن لبنان دخل فعليًا في مدار تداعيات العلاقات الدولية بعد استئثار الولايات المتحدة نفسها بالسياسة العالمية، وبعد خروج الاتحاد الاوروبي من المعادلة الشرق اوسطية وهي النقطة الاكثر سخونة وغنى في العالم وفي الوقت نفسه، الاكثر توترًا بين الدول وكذلك مدعاة للتقرب منها على هذه الخلفيات، بحيث يصح القول ان لبنان ما زال الارض الاكثر قابلية لترجمة الحروب الباردة نظرًا لبواباته المفتوحة ولموقعه السياسي والاستراتيجي المميز.
ويضيف بان الكلام على تنافس اميركي - فرنسي حقيقة لا rlm;يمكن انكارها، لكن الذهاب بعيدا في المبالغة يجافي الحقيقة. وما يحصل ان كلا من الجانبين يعمل rlm;على استقطاب او احتواء القوى اللاعبة الاساسية سواء في لبنان او على الصعيد الاقليمي، rlm;اذ يبدو ان التداخل بين العناوين الخلافية الداخلية في لبنان، وبين بعض الاعتبارات rlm;الاقليمية والدولية بات عضويا، وهذا يعني ضرورة العمل على خطوط عدة من نيويورك مرورا rlm;بواشنطن ولندن وباريس مرورا بالرياض والقاهرة وطهران وعمان وصولا الى دمشق وبيروت، على rlm;ان المساعي الاميركية والفرنسية، تلتقي كلًا من زاويتها على تفريغ لبنان قدر الامكان من rlm;المؤثرات الاقليمية والتي يتفق الطرفان على اعتبارها تهدد مصالحها في لبنان والمنطقة في آن، rlm;كون لبنان يشكل متنفسا للسعودية وايران وسوريا واسرائيل والفلسطينيين وبنسبة معينة rlm;لمصر.rlm;

ومن الواضح ان الفرنسيين خسروا بعض النقاط المهمة، لكنهم كما يبدو يعتمدون على دور rlm;محوري للسعودية من خلال الملك عبد الله لاعادة نوع من التوازن، خصوصا وان الاخير على علاقة rlm;جيدة بالرئيس شيراك ويوحي في الوقت نفسه بالثقة لواشنطن واثبت قدرته على ان يكون حاجة rlm;تتمثل في جمعه بين الالتزامات الدولية الاستراتيجية وبين تفهم المتطلبات السعودية والعربية.rlm; rlm;ولعل ما رافق تقرير ديتليف ميليس الاخير من التباسات وصولا الى رفض ميليس التمديد rlm;لمهمته، ثم التمديد للجنة التحقيق الدولية ستة اشهر، كل ذلك التقى مع الجو الاميركي ليريح rlm;القيادة السورية وان موقتا، وليجعل لبنان في دائرة الستاتيكو عمليًا حتى بوابات الصيف rlm;المقبل.rlm;