يحمي آمر كلية ساندهيرست حيث يتدرب أنجاله
ولي عهد بريطانيا يتدخل بما لا يعنيه

كتب نصر المجالي: وجد ولي عهد بريطانيا الامير تشارلز في حلبة جدل عسكري وحكومي حين تدخل علنا لحماية آمر كلية ساندهيرست العسكرية العريقة الميجور جنرال اندرو ريتشي من الطرد حيث تتخذ وزارة الدفاع اجراءات صارمة لمعاقبة الجنرال لفشله في توفير الحماية الامنية الكاملة لطلاب الكلية ومنسوبيها ومن بينهم النجل الثاني لولي العهد البريطاني الامير هاري. وكان صحافي بريطاني استطاع في حزيران (يونيو) الماضي اختراق الاجراءات الامنية المفروضة في الكلية العسكرية التي يؤمها امراء بريطانيون وعرب واجانب ومتفوقون للدراسة لقيادة جيوش بلادهم. وفي تقريره الذي كشف فيه ضعف الاجراءات الامنية في الكلية التي تعتبر من اهم الاكاديميات العسكرية في العالم، فان الصحافي البريطاني الذي كان حاز إذنا رسميا بدخول الاكاديمية التي تتربع على مساحة قدرها حوالي 2500 هكتار من الارض في منطقة كيمبرلي في مقاطعة ساري في غرب لندن وذلك بادخال قنبلة مزيفة من دون ان يكتشف ذلك حرس الكلية.

وقال التقرير ان الصحافي استطاع الاقتراب من الامير هاري لمسافة قريبة حيث تمكن من التقاط صور له خلال طابور التدريب العسكري ولم يحاول اي من الحرس منعه من ذلك، وكانت هذه الحادثة اثارت ضجة كبيرة عن المسؤوليات الامنية في المؤسسات العسكرية وخلافها ممن يتواجد فيها ابناء الاسرة الملكية وغيرهم من المواطنين.

واعتبر اختراق الصحافي لكلية ساندهيرست في هذا الشكل مؤشرا على عدم حزم الجهات الامنية البريطانية في مواجهة الارهاب، إذ ان ادخال قنبلة مزيفة لحرم الكلية قد يقود الى ان يبادر الارهابيون الى تنفيذ اي عملية انتحارية بسهولة في اي مكان يخططون لضربه على الساحة البريطانية سواء كانت عسكرية او مدنية وأشارت صحيفة (صنداي تلغراف) البريطانية اليوم الى ان الامير تشارلز بعث برسالة دعم وتاييد خطية للميجور جنرال ريتشي اعرب فيها عن دعمه وحمايته له امام الضغوط الحكومية والاجراءات المحتملة التي قد تؤدي الى طرده من منصبه.

ونبه تقرير الصحيفة الى ان الوزير البريطاني جون ريد يستعد لاتخاذ قرار حازم ضد آمر الكلية الذي اثنى على جهوده الامير تشارلز في تلك الرسالة الأمر الذي يعتبره السياسيون البريطانيون تدخلا من الامير تشارلز في شؤون حساسة لا تعنيه مطلقا.

وكان الامير تشارلز زار كلية ساندهيرست العسكرية يوم الاحد الماضي للمشاركة في حفل انضمام نجله الاكبر وليام للتدريب لمدة عام في الكلية، وكان الامير الصغير الذي ترشحه الاوساط البريطانية كمفضل لاعتلاء عرش بريطانيا خلفا لجدته الملكة انهى دراسته الجامعيةفي جامعة سانت اندروز الاسكوتلندية في الصيف الماضي.

وهو بذلك ينضم لشقيقه الصغير هاري في التدريب في الكلية العسكرية، وسيتحرج الامير هاري في نهاية الشهر الحالي، ولا يعرف بعد ما اذا كان سيلتحق باحدى الوحدات العسكرية البريطانية المنتشرة في مناطق ساخنة في العالم ومن بينها العراق.

ويشار في الختام الى ان ضابطا ليبيا سيشارك الامير وليام في الدورة التدريبية في ساندهيرست حيث كانت وزارة الدفاع البريطانية وافقت على تدريب ذلك الضابط في بادرة لمزيد من الانفتاح على الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي الذي هو الآخر كان تلقى تدريبا عسكريا في كلية عسكرية بريطانية العام 1965 وذلك قبل انقلابه العسكري العام 1969 ضد الحكم الملكي الشرعي بقيادة الاسرة السنوسية.