أنباء عن إصابة 14 شخصاً بإحدى قرى الأقصر
اشتباكات طائفية بين مسلمين وأقباط بصعيد مصر


نبيل شرف الدين من القاهرة :شهدت قرية quot;العديساتquot; التابعة لمدينة الأقصر في أقصى جنوب مصر مواجهات طائفية جديدة بين مسلمين ومسيحيين، ترتب عليها إصابة نحو 14 شخصاً من بينهم اثنان من قوات الشرطة التي تدخلت لفض تلك المواجهة الأحدث من نوعها، على خلفية قيام العشرات من مسلمين في القرية بإشعال النيران في مواد البناء، قال شهود عيان محليون اتصلت بهم (إيلاف)، إنها كانت معدة لبناء كنيسة دون الحصول على ترخيص بذلك، وألقت قوات الأمن القبض على عشرة من المسلمين، كما أوقفت أيضاً مالكي المنزل الذي قيل إنه كان بصدد الهدم لبناء كنيسة في محله .
وخلال شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي شهدت مدينة الإسكندرية، صداماً كان الأحدث من نوعه في سلسلة احتقانات طائفية شهدها مصر، حين تظاهر آلاف من المسلمين أمام كنيسة ماري جرجس، بحي محرم بك في الإسكندرية، احتجاجا على قيام الكنيسة بعرض مسرحية قيل إنها تحمل إساءات للإسلام والمسلمين .
وكانت أولى وأخطر المصادمات الطائفية قد جرت في مطلع السبعينات من القرن المنصرم، حين تعرضت كنيسة في منطقة الخانكة شرق القاهرة للحريق، واعتبرت القيادة السياسية وقتئذ ان هذا الحادث شأن سياسي يعالج سياسيا، وبالفعل شكلت لجنة تقصي حقائق برئاسة القانوني البارز جمال العطيفي، وأعدت اللجنة تقريرا مهما عن المسألة القبطية بكافة أبعادها، غير أن التقرير لم تجري مناقشته ولم يؤخذ بأي من التوصيات الواردة فيه، بل سلم الملف القبطي لوزارة الداخلية أسوة بملف الاصولية الاسلامية التي خاضت مواجهات دامية ضد السلطة خلال العقود الثلاثة الماضية .
وسبق أن تظاهر حشد من الشباب الأقباط في مدينة الفيوم جنوب القاهرة يوم السابع والعشرين من شباط (فبراير) من العام الماضي، احتجاجًا على ملابسات أحاطت واقعة اختفاء فتاتين قبطيتين تدعيان ماريان مكرم وتيريزا عياد، يعتقد أنهما اعتنقتا الإسلام، غير أن قضية الفتاتين انتهت وفقًا لبيان أصدرته حينئذ وزارة الداخلية عند حد quot;جلسة النصح والإرشادquot; التي جرى خلالها إقناع الفتاتين بعدم المضي قدمًا في إجراءات إشهار إسلامهما .
كما شهدت القاهرة مظاهرات حاشدة نظمها الأقباط في كانون الأول (ديسمبر) 2004 احتجاجًا على ما اشتهر بقضية quot;زوجة الكاهن قبطيquot;، المدعوة وفاء قسطنطين، وطالبوا سلطات الأمن بإعادة الزوجة إلى الكنيسة مما تسبب في أزمة بين الكنيسة والسلطات، خاصة بعد اعتقال عدد من المتظاهرين واعتكاف البابا شنودة في الدير احتجاجا على اعتقالهم، لكن الأزمة انتهت بعد أمر النائب العام بالإفراج عن المحتجزين، وعودة السيدة إلى الكنيسة وإنهاء البابا اعتكافه .
وسبق أن أثارت عدة توترات طائفية بين المسلمين والمسيحيين الذين يشكلون ـ وفقاً لتقديرات رسمية ـ نحو عشرة في المائة من سكان مصر الذين يزيد عددهم على 73 مليون نسمة، في حين تؤكد الكنيسة القبطية ان عدد يصل الى قرابة عشرة ملايين نسمة على الأقل، أثارت عدة مصادمات دامية حينئذ ، ففي عام 1999 قتل 19 قبطيا ومسلمان، وأصيب 33 آخرون كما دمرت عشرات المحال التجارية خلال اشتباكات استمرت لعدة أيام في قرية الكشح في محافظة سوهاج على بعد نحو 400 كيلومتر جنوبي القاهرة، فضلاً عن أحداث أخرى أقل خطورة جرت في أماكن متفرقة من البلاد .