مبايعة صباح الأحمد خطوة فيها حكمة ورشد
دوائر صنع القرار الخليجي ترحب بالتغيير في الكويت

نصر المجالي من المنامة: سارعت دوائر صنع القرار في دول الخليج العربي الست الى الترحيب بالانباء التي اوردتها (إيلاف) من الكويت حول مبايعة أسرة الصباح الحاكمة للشيخ صباح الاحمد الصباح اميرا لدولة الكويت ليصبح بذلك الامير الخامس عشر لهذه الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالنفط منذ 250 عاما والرابع منذؤ الاستقلال العام 1960 ، وهو الثاني من فرع الأحمد يتولى هذا المنصب بعد أخيه الراحل الشيخ جابر الأحمد.

واستذكرت تلك المصادر التي تحدثت مع (إيلاف) عبر الهاتف عصر اليوم المناقب الكبيرة التي يحظى بها الشيخ صباح الذي ظل يعتبر عميدا للعمل الدبلوماسي الخليجي والعربي لأربعة عقود متتالية حتى تسلمه منصب رئاسة الحكومة في يوليو (تموز) 2003 بعد فصلها عن ولاية العهد.

كما اثنت عاليا على القرار الصائب الذي اتخذه ابناء أسرة الصباح الحاكمة في مبايعة الشيخ صباح (74 عاما) لقيادة البلاد في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة راهنا حيث تقف الكويت على مثلث جيوبوليتكي مهم يجعل منها عمل حسم في قرارات كثيرة تتعلق بتطورات الأوضاع quot;إذا ما أخذ بعين الاعتبار التداعيات العراقية والموقف الدولي من ايران لتعنتها في شأن ملفها النووي وما قد يقود الى مجابهة عسكرية جديدة وذلك الآثار التي قد تنجم عنها اقتصاديا لجهة اسعار النفط وأمن المنطقة برمتهاquot;.

وعبرت مصادر القرار الخليجية عن كامل تأييدها للشيخ صباح ودعمها له، مشيرة في هذا المجال الى قيامه باعباء المسؤولية الكاملة خلال السنوات الأربع الماضية نتيجة لمرض امير البلاد الراحل الشيخ جابر وولي عهده الأمير المتنحي الشيخ سعد العبدالله ، واستذكرت ايضا المهمات التي قام بها على صغيد بناء اللحمة الاولى لمنظومة مجلس التعاون الخليجي.

واعادت الى الاذهان في هذا المجال الى ان الكويت كانت هي الدولة المضيفة في مطلع العام 1981 لاجتماع وزراء الخارجية الخليجيين حيث الخذ القرار المبدئي الذ اتفق لاحقا عليه على هامش مؤتمر القمة الاسلامي الذي عقد في الطائف وصولا الى انعقاد اول قمة لمجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية في 25 مايو (أيار) في مدينة أبو ظبي عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة.

ومع مبايعته سيكون الشيخ صباح احدث زعيم خليجي بعد مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملكا للمملكة العربية السعودية خلفا لأخيه العاهل الراحل الملك فهد بن عبد العزيز وسبق ذلك مبايعة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيسا لدولة الامارات وذلك في نوفمبر 2004 خلفا لوالده الراحل الشيخ زايد بن سلطان، ومن قبل ذلك خسرت البحرين اميرها الشيخ عيسلى بن سلمان آل خليفة العام 1999 ليؤول الحكم لنجله الملك حمد بن عيسلى الذي اعلن عن تحويل الامارة الى مملكة العام 2002 وشرع باصلاحات واسعة جاءت ببرلمان منتخب جديد.

يشار أخيرا، إلى أن التغيير الذي جرى عبر انقلاب سلمي كان في دولة قطر حين انقلب الامير الحالي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على والده الشيخ خليفة بن حمد، وهنا يلاحظ أن الزعيم الخليجي الوحيد الباقي على قيد الحياة من الزعماء المؤسسين لمجلس التعاون الخليجي هو السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان (68 عاما)، ويلاحظ أن جميع الزعماء الراحلين تم توارث السلطة وانتقالهم عبر طرق هادئة سلمية وسلسة جريا على العادات والتقاليد المتوارثة تاريخيا في هذه المنطقة من العالم.