الياس توما من براغ، هلسنكي: أعلناليوم في عاصمة إقليم كوسوفو برشتيناأن رئيس الإقليم إبراهيم روغوفا قد فارق الحياة بعد صراعمع سرطان الرئةالذي ظهر لديهمنذ أيلول سبتمبر من العام الماضي .
وقد جاء رحيل روغوفا قبل أيام قليلة من انطلاق المحادثات الخاصة بالتوصل إلى تسوية نهائية للترتيب السياسي الدستوري للإقليم الواقع جنوب صربيا لكنه يخضع للإدارة المدنية الدولية ولقوات حلف الأطلسي منذ عام 1999 الأمر الذي قد يؤجل الإقلاع بهذه المحدثات لبعض الوقت .
ويتخوف بعض المراقبين من أنتتعمقبرحيلهالخلافات بين الجناح الذيكان يتزعمه روغوفا والملتف حول حزب الاتحاد الديموقراطي لكوسوفو وبين الجناح الذي يتزعمه القائد السياسي السابق لجيش تحرير كوسوفو هاشم تاجي وحزبه الديموقراطي خاصة وان هذه الخلافات قد ظهرت بوادرها في الأسابيع الأخيرة ولاسيما بشانتولي رئاسة الوفد الألبانيالذي سيجري المحادثات مع مفوض الأمم المتحدة مارتي اهتساري وحولاستراتيجية التفاوض .
وكان روغوفا قد ولد في عام 1944 ودرس الأدب الألباني في جامعه بريشينيا ثم درس الأدب فيجامعة السوربون بفرنسا .
دخل عالم السياسة عام 1989 عندما أقدم الرئيس اليوغسلافي السابقسلوبودان ميلوشوفيتش عام 1989على إلغاء الحكم الذاتي للإقليم حيث أسس أول حزب سياسي للألبان هو الاتحاد الديموقراطي لكوسوفو وقد تبنى روغوفا طوال حياته السياسيةالمقاومة السلمية لتحقيق هدف الألبان بالاستقلال التام عن صربيا ولذلك أطلق عليه لقب غاندي البلقان .
تزعم حركة العصيان المدني في الإقليم ثم أعلن في عام 1990 استقلال جمهورية كوسوفو عن الاتحاد اليوغسلافيغير انه لم يتم لاعتراف بهذه الجمهورية من قبل أي دولة حتى الآن
وقد أدت مراهنته على الخيار السلمي للنضال من اجل تحقيق الاستقلال إلى تراجع شعبيته في الإقليملاحقا لاسيما أنتمسكه بهذا الخيار قد رافقه تصعيدبارتكاب العنف وأعمال القتل من قبل الجيش اليوغسلافي والميلشيات الصربية بحق الألبان.
وبالتوازي مع هذا التراجع في شعبيته تصاعدت شعبية جيش تحرير كوسوفوبعد أن بدا يقود حرب عصابات قوية وبعدأن نجح من خلال تحالفهمعقوات حلف الأطلسي في عام 1999على إجبار الجيش اليوغسلافي على الخروج من الإقليم .
وقد عاد ت شعبية روغوفاإلى التصاعد من جديدفي الإقليم مدعومه من قبل الدول الغربيةالتي رأت فيه شخصية معتدلة وحكيمةيمكن الاعتماد عليها في تغيير الأوضاع في الإقليم من دون هزاتوفي بناء مجتمع مدنييتم فيه الالتزام بالمعايير الديموقراطية والإنسانيةكما انه وعلى خلاف غيره من قيادات جيشتحرير كوسوفو لم تكنيديه ملوثة بالدماءأو بعمليات الجريمة المنظمة وممارسات غير قانونية عديدة وقدانعكس تصاعد شعبيته في فوز حزبه الاتحاد الديموقراطي لكوسوفو بجميع الانتخابات التي جرت في الإقليم منذ وضعه تحت الإدارة المدنية الدولية وقوات حلف الناتو في عام 1989 .
رحيل روغوفا في هذا الوقت بالذات يمثلخسارة كبيرةلألبانكوسوفووللقوى المحلية والدوليةالتي تعمل بشكل سلمي على إيجاد تسوية نهائية للإقليم غير أن روغوفاسيظل رمزا وطنيا كبيرا للألبان في كفاحهملتحقيق حلمهم بالاستقلال وتقرير المصير.

أهتيساري يدعو الى الهدوء في كوسوفو بعد وفاة روغوفا

وجه الموفد الخاص للأمم المتحدة الى كوسوفو مارتي اهتيساري اليوم نداء دعا فيه الى الحفاظ على الهدوء في كوسوفو ومواصلة المفاوضات في هذا الاقليم اثر وفاة رئيسه ابراهيم روغوفا (61 عاما). وقال اهتيساري في مؤتمر صحافي quot;اني على ثقة ان الرئيس روغوفا كان يرغب ان يرانا نواصل المفاوضات حول وضع (كوسوفو) بهدف التوصل الى نتائجquot;. واضاف quot;اعرب ايضا عن الامل في ان يبقى الوضع هادئا وان يتم احترام الدستورquot;.

ومارتي اهتيساري، الرئيس الفنلندي السابق الملتزم بمفاوضات سلام في البوسنة والهرسك، عينه الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في نهاية 2005 ممثلا خاصا للمنظمة الدولية مكلفا مفاوضات الوضع المستقبلي لاقليم كوسوفو. وابراهيم روغوفا مدافع كبير عن استقلال هذا الاقليم الصربي. وكان يفترض ان يكون على رأس وفد كوسوفو التفاوضي خلال هذه المحادثات المتوقعة الاسبوع المقبل حول وضع الاقليم والتي سيقودها اهتيساري.