حساسية العلاقة تجاه باكستان لا تمنع التقارب
السعودية نحو علاقات جيدة مع الهند

سلطان القحطاني من الرياض: لاحظ محللون سياسيون لما دار خلال الحديث التلفزيوني الذي أدلى به العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوم أمس لشبكة التلفزيون الهندية quot;إن.دي.تي فيquot; أن الحكومة السعودية تخلت عن فكرة ان تكون العلاقات الجيدة مع الحكومة الباكستانية عقبة تحول دون نشوء علاقات مماثلة مع العملاق الهندي،وذلك بعد أن كانت السعودية تتقدم بخطوات حذرة تجاه تطبيع العلاقات بشكل أوسع لعدم إثارة الحساسية مع الحليف الوثيق باكستان. ونتيجة لهذا التناغم السياسي مابين حكومة الرياض وإسلام أباد فإن السعودية استطاعت غير مرة استخدام نفوذها للضغط لصالح الحكومة الباكستانية في كافة المحافل السياسية التي كان فيها الصوت السياسي السعودي مؤثراً،وعلى الأخص في منظمة المؤتمر الإسلامي حيث تم رفض طلب تقدمت به الحكومة الهندية لتكون عضواً مراقباً في المنظمة،كونها تضم في جوفها أكثر من مئة مليون مسلم.

وفي الحديث التلفزيوني أبدى الملك السعودي موافقته على الرأيالقائل بأن العلاقات مع الهند ليست على ما يرام نتيجة لأطراف أخرى،في أشارة إلى العلاقات مع باكستان.وقال:quot; هذا صحيح انه لا يوجد شك في أن العلاقة مع الباكستان لها تأثير، ولكن أتمنى أنه يكون ما بين باكستان والهند صداقة ويزول التوتر الموجود الآن لأنه ليس من مصلحة الهند ولا الباكستانquot;.

وتساءل الملك عبدالله :quot; ما هي مصلحة الهند أو باكستان من التنافس والتناحر.. ليس من مصلحة الهند ولا من مصلحة باكستان أن تكونا في تناحر وقتل وخسارة وسمعة ليست طيبة لأنهما جارتان ولغتهما واحدة فلماذا التناحر على شيء ممكن أن يعمل بالتحاور فيما بينهما ويحقنوا الأرواح والدماء المسفوكة وفي نفس الوقت الخسائر الاقتصادية.. وسمعة البلدين فوق كل شيquot;.

وظلت العلاقات السعودية الباكستانية في تنامٍ مضطرد منذ أن بدأت قبل نحو نصف قرن مكللة بالسياسة الباكستانية الحازمة تجاه الصراع في الشرق الأوسط التي صاغها مؤسسها الأول محمد علي جناح،مروراً بالتعاون العسكري مابين حكومتي البلدين عبر المناورات العسكرية المستمرة،وانتهاء بالتوافقية السياسية والإستخباراتية في الحرب ضد الإرهاب.

إلا أن الجنوح الباكستاني نحو إقامة علاقات مع الحكومة الإسرائيلية أثار الدهشة في مختلف الأوساط السياسية السعودية،رغم تصريحات للرئيس الباكستاني برويز مشرف نُشرت في صحف بلاده ذكر فيها أنه استشار الفلسطينيين كما استشار الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل الإقدام على هذه الخطوة،وهو الأمر الذي لم تؤكده الحكومة السعودية عبر أي من قنواتها الرسمية أو ماعداها.

وقال الملك في حديثه التلفزيوني معلقا على علاقات بلاده مع باكستان:quot;صحيح.. الباكستان ما فيه شك بلد صديق وشقيق والهند بلد صديق وتلك العلاقات لا تحول بيننا وبين الهند من أجل باكستان أبداً. يوجد مصالح.. كلاهما بلدان صديقان وما نتمناه نحن ويتمناه كل إنسان أن تعود الصداقة الحقيقية بين الهند وباكستان وهذا إن شاء الله سيكونquot;.

ومع ذلك فإن العاهل السعودي أبقى الباب موارباً تجاه الحديث عن انضمام الهند إلى منظمة المؤتمر الإسلامي،إذ أشار إلى أن الرغبة الهندية في الانضمام إلى المنظمة التي تجمع شؤون أكثر من ثلاثين دولة إسلامية لابد أن تتم عقب اتفاق مع الحكومة الباكستانية لتقوم هي بطرح هذا الطلب.