توقع لعدة اتفاقيات وتعاون نفطي بين البلدين
الملك عبدالله في محطته الثانية للهند

إيلاف خاص ndash; نيودلهي- الرياض: في محطته الثانية خلال جولته الآسيوية يزور الملك عبدالله بن عبد العزيز الهند والتي من المتوقع ان يتم خلالها التوقيع على عدة اتفاقيات ثنائية على غرار ما حصل في المحطة الصينية الاولى وذلك ضمن خطة سعودية لفتح اكبر عدد من الاسواق امام المنتجات السعودية المتنوعة وخاصة النفطية منها بالاضافة الى الاستفادة من الخبرات المتنوعة، ومما لا شك فيه ان الاتفاقيات السعودية ndash; الهندية ستتركز على قطاعي الغاز والنفط وهذا الاخير بسبب اهميته للبلدين خاصة بعد ان اصبحت الهند رابع اكبر مستورد وثالث اكبر مستهلك في اسيا رغم الاسعار العالية عالميا، وقدر الطلب الهندي على البترول ومنتجاته خلال العام المنصرم بحوالى 2.5 مليون برميل يوميا، كما قدر طلبها على البترول وحده بحوالى 1.9 مليون برميل يوميا .

وبسبب التنوع الاقتصادي الحاصل في الهند ظل معدل الواردات الهندية من النفط ومشتقاته على حاله في السنتين الماضيتين ولم تتأثر بالاسعار، وتشكل دول الخليج المورد الاول للبترول (حوالى 70%) وتأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة الاولى بين الدول المصدرة للنفط الى الهند وقدرت الصادرات عام 2005 بحوالى 430 الف برميل يوميا وما يعادل 23% من اجمالي الواردات النفطية الهندية يوميا .

خطط هندية للشراكة
ويشكل البترول الخام والغاز الطبيعي حوالى 44% من جملة الاستهلاك الهندي للطاقة، ويفيد المحللون ان الهند ستصبح احد اهم محركي النمو في الطلب العالمي على الطاقة وبخاصة الغاز والبترول، خصوصا في ظل الخطة التي وضعتها الحكومة الهندية الحالية، اذ انها بصدد الاعتماد المتزايد على المصادر الخارجية، وتم تشكيل لجنة هندية خاصة برئاسة احد سفراء الصين السابقين في السعودية لبحث سبل زيادة الاعتماد السياسي والاقتصادي المتبادل مع الدول المنتجة للغاز والبترول وبنوع خاص الخليجية منها .

وتعتمد السياسة الهندية في هذا الاطار على مبدأ الشركة والتنقيب في اراضي الدول المنتجة مع عقود طويلة الاجل للامدادات النفطية، وذلك بهدف تأمين مصادر امنة لاحتياجاتها البترولية، وقد حققت فعلا بعض الشركات الهندية نجاحات محلية ما مهد لها الطريق للحصول على مشاريع مشتركة خارج الهند .

مباحثات المائدة المستديرة

الملك عبد الله يصل الى نبيودلهي
حرصت الهند على توثيق علاقتها مع الدول المنتجة وذلك من خلال مؤتمر المائدة المستديرة للتعاون الاقليمي في اقتصاديات البترول الاسيوية وذلك تحت شعار استقرار وامن واستمرارية الطاقة من خلال الاعتماد المشترك ، وتمت الاجتماعات على المستوى الوزاري لكل من اليابان وكوريا الجنوبية والصين والهند والسعودية والامارات وعمان والكويت وقطر وايران وماليزيا واندونيسيا، بالاضافة الى كل من المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية ، والامين العام لمنتدى الطاقة الدولي، والامين العام لمنظمة الاوبك بالنيابة، ولمتابعة جهود المؤتمر وجهت السعودية الدعوة للدول المشاركة لاستضافة الاجتماع الثاني، وتم الاتفاق على ان تقوم باقي الدول باستضافته كل عامين .

التعدين
اشارت التقارير الى ان استهلاك الهند من الاسمدة الفوسفاتية في ازدياد مستمر على الرغم من انها لا تملك الخامات الاساسية لإنتاجها وبالتالي ستتجه لاستيرادها باعتبارها سلعة استراتيجية لأمنها الغذائي، ومن هنا يعتبر المشروع السعودي للفوسفات استراتيجيا للهند من حيث الموقع وكميات الانتاج وتوفر المواد الخام للمشروع محليا وبكميات ضخمة، ومن المتوقع ان يتم التوقيع خلال الزيارة الحالية للملك السعودي على اتفاقية بين شركة معادن والهند لفتح الطريق امام الاقتراض من البنوك العالمية لتنفيذ المشروع ، وقد قامت شركة معادن بالتفاوض مع المؤسسات الهندية للاستثمار في مشروع فوسفات الجلاميد، بالاضافة الى اتفاق متوقع مع شركة سعودية لانتاج الاسمدة النيتروجينية لدعم المشروع .

رئيس الوزراء الدكتور مانموهان سنغ يستقبل الملك عبدالله
وقد حددت دراسة تسويقية لشركة معادن الطاقة الانتاجية لمشروع اسمدة فوسفات الجلاميد بـ 3 ملايين طن سنويا وتم تحديد الهند كسوق رئيسة واستراتيجية اذ يبلغ استهلاك الهند السنوي 6 ملايين طن من الاسمدة الفوسفاتية تستورد منها 1.5 طن سنويا ويعتمد الانتاج الهندي للاسمدة الفوسفاتية على 95% من المواد الاولية المستوردة في صورة حامض الفوسفوريك او خامات الصخر الفوسفاتي .

الغاز
يشهد استهلاك الهند للغاز الطبيعي ازديادا مطردا منذ سنة 1995 حيث من المتوقع ان يبلغ 1.4 تريليون قدم مكعب عام 2010، وكانت شركة ريلايانس قد اعلنت عام 2002 عن اكتشافها كميات كبيرة من الغاز الطبيعي في حوض كريشنا جودافاري على طول سواحل الهند الجنوب الشرقية مما يشكل 14 تريليون قدم مكعب من الاحتياطي، كما جاء في تقرير شركة كايرن انيرجي عن اكتشافات جديدة بالقرب من اندهرا بريديش وجوجارات والتي تحتوي احتياطات تقدر بـ 2 تريليون قدم مكعب، وعلى الرغم من كل هذه الاحتياطات فانها لا تفي بحاجة السوق مما دفع الهند الى استيراد كميات ضخمة من الغاز عن طريق خطوط الانابيب او كغاز طبيعي مسال .


الفحم
يعتبر الفحم الوقود التجاري الاساسي والهند ثالث اكبر دولة في انتاجه بعد الصين والولايات المتحدة، وقد غطى اكثر من نصف احتياجاتها من الطاقة ويستهلك توليد الطاقة حوالى 70% من استهلاك الهند للفحم، وتوقعت انترناشيونال انيرجي اوتلوك بان استهلاك الفحم سوف يبلغ عام 2010 544 مليون طن .