أسامة العيسة من القدس : في صباح أول من أمس الأربعاء، توجه احمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المعتقل في سجن أريحا، إلى صندوق الاقتراع الذي خصصته لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية للمعتقلين السياسيين في السجن، كي يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم.
وخرج سعدات من غرفته مع زميله في السجن اللواء فؤاد الشوبكي، المسؤول المالي السابق في حركة فتح، متجهين للإدلاء بصوتيهما، وفي حين توشح سعدات بالكوفية الفلسطينية الحمراء رمزا لتبني الجبهة للفكر الماركسي، توشح الشوبكي، بالكوفية الفلسطينية السمراء كالتي عرفها العالم من خلال ياسر عرفات مؤسس حركة فتح.

وعندما وضع سعدات ورقة الاقتراع في الصندوق المخصص ابتسم، وتذكر أنها المرة الثانية التي تجري فيها الانتخابات التشريعية الفلسطينية وهو في السجن الفلسطيني، وان اختلفت الظروف، فعندما جرت الانتخابات الأولى للمجلس التشريعي عام 1996، اعتقلت سعدات الذي كان وجبهته معارضين لتلك الانتخابات. وتتذكر عبلة سعدات زوجة الأمين العام للجبهة تلك الأيام quot;اعتقلت السلطة زوجي وتم وضعه في سجن رام الله باعتباره يشكل خطرا على الانتخابات التي جرت آنذاكquot;. واجل ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية، إجراء الانتخابات مرة أخرى، حتى جرت يوم الأربعاء الماضي ، وشارك فيها سعدات وهو في السجن أيضا، ولكن مع اختلاف كبير، فجبهته غيرت رأيها في الانتخابات وشاركت فيها، ودعت الجماهير للمشاركة الفعالة وانتخاب قائمة الجبهة التي يترأسها سعدات نفسه. وبين الانتخابات الأولى التي جرت 1996، والانتخابات الأخيرة، اعتقل عرفات، سعدات بعد أن استدرجه قائد المخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية توفيق الطيراوي إلى أحد فنادق مدينة رام الله، ونقل سعدات إلى سجن رام الله مرة أخرى ووجد نفسه في نيسان (أبريل) 2002 محاصرا مع عرفات في مقر الأخير، حتى نقل ضمن صفقة إلى سجن أريحا بحراسة بريطانية وأميركية.

وعندما رشح سعدات نفسه وهو في السجن طالب بتمكينه من الخروج لممارسة الدعاية الانتخابية، خصوصا وان قرارا أصدرته محكمة العدل العليا الإسرائيلية يقضي بإطلاق سراحه، ولكن ذلك لم يتم . ورفعت قائمة أبو علي مصطفى التي يترأسها سعدات شكوى لمحكمة الانتخابات ضد لجنة الانتخابات المركزية بعد أن رفضت الأخيرة السماح للمعتقلين السياسيين بالتصويت في الدوائر الخاصة بهم، مطالبة بان يصوت رئيسها سعدات في رام الله وعاهد أبو غلمة في دائرة نابلس التي ترشح فيها، ولكن مسعى القائمة لم ينجح، رغم إقرار لجنة الانتخابات بعدالة المطلب، وقالت بان القانون لا يسمح لها بنقل المعتقلين من السجن، وقررت بدلا من ذلك وضع صندوق اقتراع في السجن، هو الذي وضع فيه سعدات ورقة اقتراعه، متمنيا أن تأتى الانتخابات المقبلة وهو خارج السجن قائلا quot;امل أن أصوت المرة المقبلة في دائرتي وليس في السجنquot;. وتواجه الحكومة الفلسطينية المقبلة، أي كان شكل تشكيها أمام استحقاق إطلاق سراح سعدات من السجن، بعد أن اصبح عضوا في المجلس التشريعي، مع عدم وجود أي مسوغ قانوني لاحتجازه. وردا على سؤال لايلاف حول المخاطر التي قد تواجهه بعد إطلاق سراجه كاحتمال إقدام إسرائيل على اغتياله قال سعدات بأنه كفيل بحماية نفسه.