إيلاف من بيروت: نشرت صحيفة quot;لو فيغاروquot; الفرنسية تحقيقاً تحدث عن مخاوف الطائفة العلوية من فقدان السلطة في سورية، وعن انقسامات في داخلها وخشية بعض شخصياتها من ان يؤدي السقوط المحتمل للنظام الذي يترأسه الرئيس بشارالأسد الى انتقامات. ولاحظت الصحيفة أن الأقلية العلوية تنتقد السلطة بحدة أحياناً، رغم أنها لا تزال تقدم لها الدعم في شكل أساسي من بين بقية السوريين ، وذلك لأن هذه السلطة تبدو عليها علامات الضعف.

وتطرح شخصيات في الطائفة أسئلة عن مستقبل النظام الحالي في ظل التحديات والصعوبات العديدة التي تواجهه، ولا سيما منها الاتهامات الدولية الموجهة إلى أركانه بالتورط في جريمة اغتيال الرئيس السابق لحكومة لبنان رفيق الحريري. ويقول بعض المراقبين في مدينة اللاذقية إن العلويين كانوا محميين من رجل قوي عندما كان الرئيس
حافظ الاسد على قيد الحياة ، أما اليوم فالانطباع السائد في أوساطهم أن نجله الرئيس الحالي بشار لا يستطيع حمل إرث والده ، ولذلك يخشى أبناء طائفته فقدانهم السلطة و التعرض لحملة انتقام تالياً.

ويلفت المراقبون أنفسهم إلى النفوذ القوي لشقيق رئيس الجمهورية ، قائد الحرس الجمهوري ماهر الاسد، وكذلك إلى قوة صهرهما آصف شوكت الذي يتولى رئاسة شعبة الاستخبارات العسكرية والى نفوذ أبناء خال بشار من عائلة مخلوف.

وقال للصحيفة الفرنسية أحد المتحدثين باسم المعارضة في دمشق، الكاتب ميشيل كيلو، ان الرئيس بشار الاسد لا يخشى على نظامه من ثورة شعبية ولا من المعارضة، بل يرى أن مصدر الخطر موجود في قلب مركز السلطة العلوية الذي أصبح أشبه بحقل مقفل للمناورات.

وأضافت quot; لوفيغاروquot; أن التوتريسود العلاقات بين أعضاء عائلة الاسد والمسؤولين الذين أبعدهم بشار خلال السنوات الاخيرة. وتنسب إلى وزير الاعلام السوري السابق محمد سلمان، ، أن أركان النظام الأمني ، على غرار القائد السابق للاستخبارات العسكرية علي دوبا والجنرالين علي حيدر وشفيق فياض وغيرهم من العلويين، مستاؤون جدا من الوضع، إلى درجة أنهم يلتقون أعضاء في المعارضة.

ولاحظت الصحيفة أن شقيق الرئيس الراحل حافظ الاسد ، رفعت المقيم في المنفى في إسبانيا يحاول ان يطيح ابن شقيقه بشار ويحظى بتأييد من quot;علويي الجبلquot;، بفضل الاعاشات التي يوزعها عليهم . ويمكن في ضوء عذه الأوضاع أن يفسر المراقب أبعاد خطوة اقصاء قائد جهاز الامن السياسي بهجت سليمان القريب من بشار قبل ستة أشهر، والذي شك بعضهم بأن له علاقة ما برفعت، والأمر نفسه ينطبق على quot;انتحارquot; وزير الداخلية السابق غازي كنعان الضابط العلوي الكبير الذي كان بعضهم يعتقد بقدرته على قيادة نظام بديل من النظام الحالي الذي يقوده بشار الاسد.

ويكشف الوزير سلمان الذي كان يعد قريباً من الرئيس الراحل حافظ الاسد أن ثمة معارضة داخل النظام، وحتى داخل حزب البعث الذي يتسم بعض اجتماعاته القيادية بالحدة، إلا أنه يشير في الوقت نفسه إلى محدودية وضعف قدرة المنشقين العلويين على التحرك. ويضيف أن على الرئيس بشار الاسد احداث تغييرات سياسية، تتمثل خصوصا في تغيير الدستور ووضع قانون يسمح بالتعددية السياسية . ويتابع في حديثه إلى الصحيفة : quot;عندما وصل بشار الى السلطة كانت لديه على ما يبدو رؤية اصلاحية إلى مستقبل البلاد، ولكنه حتى الآن لم ينجح في وضع آليات لتطبيق هذه الاصلاحات، وعلى الرئيس ان يكون قادرا على تحقيق سياسته. وهذا يعني ضمنا أن عليه التنحي في حال كان عاجزاً عن الوفاء بما وعد به شعبهquot; .

وفي مجال آخر كتبت مجلة quot;إكسبرسquot; الفرنسية ان نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام يفكر في الانتقال من فرنسا الى إحدى دول الخليج، والى قطر بالتحديد.وأضافت ان خدام يتخذ احتياطات وتدابير أمنية مشددة في تنقلاته، منذ أن تلقى تحذيرات من جهات أمنية فرنسية من احتمال تعرضه لمحاولة اغتيال.