أسامة العيسة من القدس: لم يتخل جبريل الرجوب، الشخصية المتنفذة في السلطة الفلسطينية،عن أسلوبه الذي عرف به ويصفه كثير من الفلسطينيين بالتعالي، بعد أن اصبح أحد ابرز الخاسرين في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي جرت أول من أمس الأربعاء.

وظهر الرجوب، بعد أن هدأت قليلا العواصف التي سببها فوز حماس، ليبرر خسارة فتح الانتخابية، بعدة عوامل وليشن هجوما على قيادات في الحركة، رافضا الإقرار بالهزيمة.

وهاجم الرجوب زملاءه في حركة فتح الذين خاضوا الانتخابات كمستقلين، وكذلك أعضاء من اللجنة المركزية أصروا على خوض الانتخابات على قائمة الحركة، وفي حين امتنع الرجوب عن تسمية من يقصد، فانه على الأغلب قصد الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الذي ترشح على قائمة الحركة، وأيضا عضو اللجنة الاخر حكم بلعاوي.

وقبل الانتخابات خاض الرجوب صراعا مريرا داخل حركة فتح، عندما بينت الانتخابات التمهيدية (البرايمرز) لاختيار مرشحي الحركة التي جرت في الخليل، بان الأسير أبا علي يطا هو الذي تصدر قائمة الفائزين، وهي نتيجة لم تعجب الرجوب، الذي اتهم بتزوير النتيجة ليكون هو الأول، وسبب ذلك مواجهات اندلعت داخل حركة فتح، وتم حرق صناديق الاقتراع في مدينة حلحول شمال الخليل آنذاك.

في مثل هذه الأجواء دخل الرجوب الانتخابات التشريعية مرشحا عن دائرة الخليل، ولكنه مني بخسارة أمام مرشحي حماس ومن بينهم شقيقه الشيخ نايف.

ولم يكن الرجوب الوحيد من حركة فتح الذي هزم في دائرة الخليل، فجميع مرشحي الحركة في هذه الدائرة فشلوا أمام مرشحي حماس، ومن أبرزهم رفيق النتشة (أبو شاكر) القيادي البارز في الحركة ورئيس المجلس التشريعي الأسبق.

وحسب متابعين فان النتشة أصيب بصدمة كبيرة نتيجة خسارته، وهو من الرعيل الأول المؤسس لحركة فتح، واخر ما كان يتوقعه أن يهزم في مدينة الخليل ووسط quot;ناسهquot; في المدينة ذات التقاليد العائلية الراسخة.

ومن ابرز الخاسرين وفي دائرة الخليل أيضا، نبيل عمرو، وزهير مناصرة الذي تولى قيادة جهاز الأمن الوقائي بعد تنحية الرجوب في أيار (مايو) 2002، وجمال الشوبكي الذي تولى وزارة الحكم المحلي، واخرين مثل موسى أبو صبحة وسليمان أبو سنينة وزهران أبو قبيطة من أعضاء المجلس التشريعي السابق.

وشهدت دائرة القدس ما يمكن وصفه بالمجزرة لقادة بارزين في حركة فتح والسلطة الفلسطينية، مثل احمد عبد الرحمن، المستشار في ديوان الرئاسة الفلسطينية، والذي كان مقربا من ياسر عرفات ثم من محمود عباس (أبو مازن)، وزياد أبو زياد النائب في المجلس التشريعي السابق، وخليل أبو زياد القائد الفتحاوي، وعثمان أبو غربية الذي كان يتولى منصبا مهما في السلطة الفلسطينية هو المفوض العام للتوجيه السياسي، وحاتم عبد القادر عضو المجلس التشريعي السابق، واحمد غنيم القائد البارز في الحركة والذي اعتبر أحد مهندسي قائمتها الانتخابية، وصلاح الزحيكة أمين سر فتح بالقدس والنائب السابق احمد البطش، وحنا السنيورة.

وتمكنت حركة حماس بمرشحيها الجدد من حصد المقاعد المخصصة للقدس، ولم ينقذ فتح سوى الكوتا المسيحية، حيث نجح مرشحيها الدكتور برنارد سابيلا والدكتور اميل جرجوعي عن المقعدين المخصصين للمسيحيين في القدس، والأول هو أكاديمي ذو توجهات ليبرالية ولم يعرف عنه انخراطه في حركة فتح وكان اقرب للتنظيمات اليسارية، والثاني مقرب من حركة فتح.

وفي جنين خرج حكمت زيد الوزير السابق وعضو المجلس الثوري لحركة فتح من المشهد وكذلك الدكتور حسين الأعرج وكيل وزارة الحكم المحلي، والنائب السابق برهان جرار الذي يفخر بلقبه (رشاد الكاسر)، والدكتور ذياب عيوش رئيس جامعة القدس المفتوحة السابق.

ومثلما حدث في الخليل، منيت فتح بخسارة كبيرة في دائرة نابلس المهمة، وفشلت دلال سلامة عضو المجلس الحالي، وكذلك فشل غسان الشكعة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس بلدية نابلس السابق وعضو المجلس التشريعي السابق، وعصام أبو بكر أمين سر فتح المعتقل في سجن إسرائيلي، ولم يتمكن من تحقيق اختراق بين مرشحي حماس سوى محمود العالول محافظ نابلس السابق والذي يتمتع بسمعة حسنة خصوصا وان ابنه استشهد في مواجهات مع قوات الاحتلال في بداية انتفاضة الأقصى.

وفي رام الله خسر قدورة فارس عضو المجلس السابق والذي تولى حقائب وزارية، السباق ليعود مرة جديدة للمجلس، ومثله عبد الفتاح حمايل الوزير السابق والقائد الفتحاوي البارز محمد لطفي، واخرين من الذين ترشحوا كمستقلين مثل جميل الطريفي وزير الشؤون المدنية السابق.

وسيجد المتابعون للشان الفلسطيني، أنفسهم على موعد مع وجوه جديدة غير تلك التي تعودوا عليها، على شاشات الفضائيات، بينما سيتوارى الكثيرون منهم إلا إذا كانوا مثل الرجوب لم يعترفوا حتى الان بالهزيمة.