عامر الحنتولي من عمان: لليوم الثاني على التوالي أحجمت الحكومة الأردنية عن ارسال رسالة تهنئة غالبا ماتكون بروتوكولية في هذه الظروف لتهنئة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بفوزها الساحق في انتخابات المجلس التشريعي التي أعلنت نتائجها في وقت متأخر من ليل الخميس، وسط صدمة للمراقبين والمحللين اللذين كانوا يعتقدون انتصار حركة حماس في الإنتخابات ضربا من ضروب الخيال، إلا انه لايعرف بعد عما اذا كانت عمان قد بادرت للتهنئة عبر قنوات خاصو رغم القطيعة بين الطرفين التي نشبت عام 2000 بإصرار الأردن على علق مكاتب الحركة في عمان وتخيير قادتها الأردنيين بين الجنسية الأردنية والعمل لحماس انطلاقا من الأراضي الأردنية.

وخلال شهور مضت كانت حركة حماس تستغل أي مناسبة في الأردن لإعادة الوئام على حاله السابق، حيث بادر قادتها الى تنهئة رؤساء الحكومات المعينين في الأردن، وادانة الهجمات الإرهابية التي تعرض لها الأردن مؤخرا، وارسال برقيات التهنئة في المناسبات والأعياد الوطنية للأردن، إلا ان مبادرات حماس ظلت تواجه بصدر أردني متكرر، لأن العرف الأردني كان يحلل مبادرات حماس تلك بسعي الحركة الإسلامية للعودة الى الأردن للعمل فوق أراضية على اعتبار انها الأرض الأقرب لفلسطين حيث تتخندق الحركة وولدت وتأسست من قبل.

وفور اعلان فوز حركة حماس في الإنتخابات قال الناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية ناصر جودة بأن بلاده تحترم خيارات الفلسطينيين، وتنتظر خارطة التحالفات وولادة الحكومة الفلسطينية الجديدة للتعامل والتعاون معها، بيد ان الناطق الأردني الذي شغل حقيبة الإعلام في العقد الماضي ظل حريصا على انتقاء المفردات السياسية في تصريحه ولم يأت على أي سيرة لحماس أو تنهئتها بالإنتصار الكاسح، الذي وصفته وسائل اعلام أردنية اليوم بأنه quot;تسونامي فلسطيني على الضفة الغربية لنهر الأردنquot;.