سمية درويش من غزة: يبدو للمشهد السائد في قطاع غزة ، بان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ستواجه ثورة فتحاوية كبيرة جدا ، يصعب عليها سحب بساط السلطة بسهولة .

وعقب الإعلان رسميا عن فوز حماس بأغلبية كبيرة بالبرلمان الفلسطيني الجديد ، انطلقت الثورة الفتحاوية في كافة أرجاء قطاع غزة ، والتي تطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، واللجنة المركزية لحركة فتح والمجلس الثوري ، واللجنة الحركية العليا بتقديم الاستقالة والاعتذار لحركة فتح .

هذا وقد أضرم المئات من أنصار حركة فتح النار في سيارات كان تصطف داخل باحة المجلس التشريعي بقلب مدينة غزة ، بعد ان اقتحم أنصار الحركة الغاضبين من قيادتهم للنتائج السيئة التي أحرزتها الحركة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني.

واعتلى الشبان أسطح المباني التابعة للمجلس وقاموا بتدمير أجهزة تبريد الهواء كما حطموا زجاج نوافذ المجلس وأطلقوا النار في الهواء تعبيرا عن غضبهم.

كما وقعت اليوم عدة إصابات في صفوف أنصار حركتي فتح وحماس عقب الاشتباكات التي وقعت بين الجانبين.

وتؤكد الثورة الفتحاوية في شعاراتها بان قاعدة فتح انتصرت في الانتخابات التشريعية في وقت منيت فيه قيادتها بالهزيمة ، وذلك بعد أن نجحت القيادات الشابة بالوصول لمقاعد البرلمان الجديد ، والتي تطالب منذ زمن بالإصلاح ومحاربة الفاسدين في السلطة .

وكان محمد دحلان الفتحاوي الوحيد الذي اكتسح أصوات دائرته في جنوب القطاع ، بينما مني المرشحين الآخرين بالخسارة ، وذلك لمطالبته المستمرة بالإصلاح ومكافحة الفساد بالسلطة ، كما استطاع تقديم نتائج ملموسة على ارض الواقع خلال فترة وزارته.

وأكد دحلان بان حركة فتح ستستمر في رحلة الإصلاح ، مشددا على ضرورة استقالة أعضاء اللجنة المركزية كما تطالب به القاعدة الفتحاوية.
وهدد دحلان كل من يقف في وجه الإصلاح الذي سيطال الحركة ، داعيا في الوقت ذاته عناصر حركة فتح إلى ضبط النفس.