سمية درويش من غزة: تسونامي الأخضر يضرب حركة فتح ... شعب المفاجآت ... انقلاب تاريخي ... تسونامي الأخضر قد وصل ... صدمة ... زلزال.. ثورة.. مصطلحات كثيرة وكبيرة تداولها الإعلام الفلسطيني عقب النتائج المثيرة وغير المتوقعة لانتخابات المجلس التشريعي . يقول الكاتب اشرف أبو خصيوان ، كانت كالصعقة بل العاصفة ولكنه التسونامي الأخضر الذي ضرب حركة فتح وجعل منها فريسة سهلة أمام الزحف الأخضر إلى مقاعد المجلس التشريعي.

ويشير أبو خصيوان ، إلى أن قراءة واقع فتح في هذه الأيام يجب أن تتجه إلى تحديد مناطق الخلل فيها ومعالجتها حتى تصمد أمام موجات المد والجزر الأخضر التي عصفت الأصفر واليابس ، لافتا إلى ان الكرة الآن في معلب حركة فتح بكوادرها العملاقة القادرة على التغيير في أي وقت رغم الفشل في الانتخابات التشريعية .

وأكد الكاتب أنها تمتلك مقومات قوية لحركة التغيير في الشارع الفلسطيني باستغلال الطاقات الشابة التي همشت على مدار عشرة أعوام سابقة ، فالوطن والانتماء ليس عبارة عن جدران ومؤسسات بل هو الإنسان والمواطن فهو من عبر عن آرائه بكل صدق وموضوعية أمام صناديق الاقتراع وأعطى من يستحق من وجهة نظر الشارع الفلسطيني.

هزيمة مريرة

بدوره الكاتب باسم أبو سمية قال ، هزيمة مريرة غير متوقعة لفتح ، وانتصار مر لحماس لم تكن تتوقعه ، والسبب الأصابع السوداء التي أدلى أصحابها بأصواتهم في صناديق الاقتراع ، فالفاجعة التي أصابت حركة فتح لا تعكس هبوط شعبيتها ولا ارتفاع أسهم حماس في الشارع ، وإنما لكون نسبة كبيرة من الذين انتخبوا الأخيرة أرادوا معاقبة فتح ودفعها للصحوة ومراجعة الذات واستخلاص العبر، فكان لا بد مما كان ، ولا بد من احترام إرادة الشعب المغلوب على أمره.

ولفت إلى أن الهزيمة المريرة تتجلى في خسارة التنظيم الجماهيري والحركة ذات القاعدة الشعبية العريضة والواسعة التي قادت العمل الوطني لأربعة عقود وحققت الكثير من الإنجازات واجتازت الكثير من الإخفاقات والمصاعب والانقسامات الداخلية لتتحول بين ليلة وضحاها ولأول مرة في تاريخها إلى معارضة هامشية ضعيفة عددا 43 مقعدا وقوية في العدة ان أرادت ذلك ، وبات لا بد لها من تجرع كأس الهزيمة الذي شربته بيديها .

تسونامي وزلزال

د. نشأت الاقطش ، والذي قيل إنه تولى الدعاية الانتخابية لحماس ، وصف فوز الحركة بأنه تسونامي وزلزال ، وقد أصاب الجميع في وصفه ، متسائلا هل هو تسونامي ضد الفساد الذي استشرى في أوصال مؤسسات السلطة الوطنية ؟ ، أم هو زلزال ضد المفاهيم والقيم السياسية والاجتماعية؟. ونوه إلى أن الشعب الفلسطيني كان بحاجة إلى هذا التغيير بعد سنوات طويلة من العبث الإسرائيلي في مصير الناس، والفوضى الداخلية التي خلقها الاحتلال.

حافظ البرغوثي من المحللين القلائل الذين لم يفاجأوا كثيرا بالفوز الساحق لحركة حماس في الانتخابات ، وكانت الانتخابات المحلية مؤشرا مهما على ذلك .

وأوضح البرغوثي ، بان بارونات فتح لم يقرأوا الانتخابات المحلية ولم يحاولوا الاستفادة منها ، وأقام بعضهم احتفالات في المقاطعة بعد فوز فتح في قرية المغير ونسي فوز حماس في مدينة قلقيلية ولم يصلحوا حالهم وظلوا في غيهم يعمهون . وبين ان مجموعة من الأشخاص لمآربهم الخاصة دمروا حركة فتح، مؤكدا على أن هذه الوجوه الكريهة يجب أن تختفي كما اختفى بعض المتسلقين الوزاريين .

الشعب سيلقن نفسه الدرس

الكاتب حسن البطل يقول ، بأنه بقي أن يلقن الشعب الفلسطيني نفسه درسا، ويستعيد توازنه بعد مفاجأة كبيرة صنعها بنفسه وإرادته ، موضحا بان هذه مفاجأة ديمقراطية انقلابية لا سابق لها في البلاد العربية والإسلامية.
من ناحيته أكد المحلل السياسي عبد الناصر النجار بان حركة فتح اليوم القوة الثانية حسب نتائج التشريعي ، ولكنها القوة الأولى القادرة على مواصلة حمل القضية والسير بالمركب في ظل الأجواء السياسية العاصفة التي تمر بها القضية الفلسطينية.

ولفت إلى أن مأزق فتح لا يمكن الخروج منه بسياسة الانتقام ، وكيل الاتهامات للذات وإنما بدراسة واعية ، ولتحديد الأسباب التي ربما كان يتحدث الشارع عنها منذ سنوات . وحسب الكاتب فان حماس مأزقها بلا حدود ، ولكن ليست هذه الحقيقة كاملة ، لأن التغيرات التي حصلت في فكر الحركة السياسي خلال السنة الماضية على الأقل ، وفي الأسابيع العشرة الماضية ، تؤكد إنها ليست كما كانت تدعي سابقا ، وان السياسة ليست معادلة رياضية ثابتة.