قوى عراقية: متطرفون وقتلة وراء تفجيرات الكنائس
الشيعي لم يتفق على مرشحه لرئاسة الحكومة

أسامة مهدي من لندن: لم تتوصل قيادة الائتلاف العراقي الشيعي الموحد الفائز في الانتخابات النيابية الاخيرة بعد نقاشات مطولة خاضتها اليوم الى اتفاق على مرشحها لرئاسة الحكومة الجديدة من بين اربع شخصيات رشحت نفسها للمنصب في وقت اعتبرت هيئات دينية وسياسية ان متطرفين و ارهابيين قتلة يقفون وراء تفجيرات شهدتها خمس كنائس عراقية في بغداد وكركوك مستغلين الفراغ السياسي والامني الذي تعيشه البلاد .

فقد بدأ قادة القوى المنضوية تحت لواء الائتلاف الشيعي الحاصل على 128 مقعدا في مجلس النواب الجديد البالغة مقاعده 275مناقشات صباح اليوم في منزل قائد الائتلاف رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية عبد العزيز الحكيم في بغداد لاختيار واحد من اربعة مرشحين لمنصب رئيس الحكومة الجديدة هم رئيس الحكومة الحالي إبراهيم الجعفري ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي والامين العام لحزب الفضيلة الاسلامية نديم الجابري اضافة الى حسين الشهرستاني نائب رئيس الجمعية الوطنية فيما يعتقد ان التنافس سينحصر في النهاية بين الجعفري زعيم حزب الدعوة وعبد المهدي عضو قيادة المجلس الاعلى الامر الذي قد يضطر المجتمعين في النهاية إلى تصويت الهيئة العامة للائتلاف بنوابها الفائزين ال128 لاختيار احدهما. واشارت المصادر الى ان الاجتماع قد انتهى الليلة من دون التوصل الى اتفاق على الشخصية التي ستشكل الحكومة الجديدة الامر الذي قد يستغرق عدة ايام فيما راجت توقعات بان ينتهي الائتلاف من انجاز هذه المهمة الخميس المقبل وسط مخاوف من تصدع قد يصيب الائتلاف نتيجة اصرار المجلس الاعلى والدعوة على مرشحيهما . واوضحت ان الاجتماع ناقش كذلك النظام الداخلي للائتلاف وبعض اوراق العمل المهمة المتعلقة بكيفية وضع الية لعقد التحالفات مع باقي القوى السياسية الاخرى الفائزة في الانتخابات النيابية التي جرت منتصف الشهر الماضي .

وعلى الصعيد نفسه أشار الأمين العام للحزب الاسلامي العراقي ومرشح جبهة التوافق العراقية طارق الهاشمي إلى ان المشروع الوطني الذي طرحته الجبهة على القوى البرلمانية والمتمثلة بالقائمة العراقية وجبهة الحوار الوطني سيتم التوقيع عليه قريبا .

واشار الى انه سيتم بعد ذلك دعوة القوى البرلمانية الأخرى للانضمام إلى هذه القوى بهدف تشكيل تجمع للقوى البرلمانية ذات التوجه الوطني والتي ستعمل على تكوين حكومة وحدة وطنية. ومن جهته قال ظافر العاني الناطق الرسمي باسم جبهة التوافق العراقية ان الأيام القادمة ستشهد تغييرا كبيرا في خريطة التحالفات السياسية . وأشار الى أن الكتلة التي ضمت جبهة التوافق العراقية والقائمة العراقية وجبهة الحوار الوطني قد تكون في الأيام القادمة اكبرَ من أي قائمة انتخابية في البرلمان من خلال انضمام كتل نيابية أخرى إليها حيث تسعى هذه القوى إلى أن يتجاوز عدد مقاعدها في مجلس النواب التسعين مقعدا .

ومن جهة اخرى أكد محمود عثمان عضو قائمة التحالف الكردستاني اليوم أن التحالف يسعى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل مكونات الشعب العراقي دون اقصاء أو تهميش أحد.

وقال إن مباحثات تشكيل الحكومة العراقية المقبلة بدأت فعلا غير أن الأطراف السياسية كافة تنتظر المصادقة على نتائج الانتخابات النهائية من قبل مفوضية الانتخابات لتكون المشاورات جادة وفعلية. وأضاف فى تصريحات لوكالة أنباء(أصوات العراق) أن التحالف الكردستاني اخذ على عاتقه دور تقريب وجهات النظر مع كافة الاطراف وذلك بحكم علاقة الاكراد الجيدة مع كافة القوى السياسية الاخرى وعبر عن اعتقاده بأن النشاطات ستكون مكثفة خلال الاسبوع المقبل اي بعد التصديق على نتائج الانتخابات.

وردا على سؤال حول موقف الاكراد من مطالب بعض الأطراف السياسية بأن تكون عملية تشكيل الحكومة على أساس الاستحقاق الوطني لا الاستحقاق الانتخابي اكد عثمان انه quot;لايمكن تجاهل نتائج الانتخابات ولابد من اخذهافي الاعتبار.quot;.. لكنه قال quot;اننا بحاجة الى اشراك جميع المكونات في الحكومة المقبلة ولابد من وجود مرونة تبديها القوائم الفائزة ازاء القوائم غير الحاصلة على اصوات في الانتخابات لكي تكون بالتالي حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع.quot;وعن ما يطالب به الاكراد من مناصب او حقائب وزارية في الحكومة المقبلة اوضح عثمان إن quot;التحالف الكردستاني لم يناقش هذا الامر الان ولكن أولى الخطوات هي ترشيح الرئيس جلال الطالباني لولاية رئاسية ثانية.quot;


قوى تحذر من اهداف تفجيرات ضد الكنائس
في وقت أدانت هيئات وقوى دينية وسياسية عراقية تفجير كنائس في بغداد وكركوك امس فانها اعتبرت ان هذه الاعمال تستهدف وحدة العراقيين بدفع من المتطرفين والقتلة رافضة استهداف مراكز العبادة المسيحية بذريعة التعبير عن رفض نشر صحف دنماركية صورا كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد (ص) .

... واستنكرت هيئة علماء المسلمين السنية الاعتداءات وقالت ان الجهات التي تقف وراء هذه العمليات تستهدف وحدة العراق ارضاً وشعبا.

وقالت الهيئة في بيان لها اليوم ان هذه الاعمال الاجرامية تؤكد خطأ من كان يظن ان هذا هو الرد المناسب على ما ارتكبته الصحافة الدنماركية من اساءة بحق رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم quot;. واضافت quot; ان هذه الخطايا يمارسها في العادة متطرفون، وتقف وراءها دوائر صهيونية معروفة غرضها تعميق الهوة بين الاديان وايقاد نار الفتنة بين معتنقيها وان هذه الاساءة لاتمثل الرأي العام المسيحي في العالمquot;. واشارت الى quot;ان لدى العالم الاسلامي النظم الاخلاقية والتجربة التأريخية والحكمة التي تؤهله للرد على هذه الخطايا وامثالها ردا مناسبا بعيدا عن اراقة الدماء والاعتداء على دور تمارس فيها العبادة ليس الاquot;. وحملت الهيئة القوات الاميركية والحكومة العراقية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم لانها المسؤولة عن الملف الامني في البلاد .

... كما اعتبرت الحوزة العلمية الشيعية في مدينة النجف ان التفجيرات تستهدف تفريق صفوف الشعب العراقي .

وقالت الحوزة في بيان صحافي لها اليوم ان علماءها تلقوا باستنكار وشجب خبر تعرض عدد من الكنائس في العراق في بغداد السلام وكركوك لعمليات تفجير سيارات مفخخة واعتداءات طالت المدنيين أيضا فقد سقط جراء هذه العمليات المسلحة العديد من القتلى والجرحى الأبرياء العزل الآمنين . واكدت تنديدها quot;بهذه الاعتداءات الظالمة التي سبق لمرجعنا العظام في النجف الأشرف وعلى راسهم سماحة المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله ) إدانة أمثالها مما سبق واستنكارها والتنديد بها والتي لا تؤدي إلاّ الى مزيد من تفريق صفوف الشعب العراقي الواحد وإثارة الأحقاد والكراهية بينهم والإساءة الى سمعة الإسلام والمسلمينquot; . واكدت من جديد حرصها الشديد على أن ينعم الشعب العراقي بقومياته وأديانه ومذاهبه وطوائفه ومكوناته كافة بالأمن والسلام والوئام في ظل عراق آمن مسالم محب للخير والعدل والسلام.

.. . واستنكر الدكتور اياد علاوي رئيس الكتلة العراقية والامين العام لحركة الوفاق الوطني العراقي quot;الحوادث الاجرامية والتفجيرات التي استهدفت المواطنين الابرياء في عدد من الكنائس في بغداد وكركوكquot; .

وقال علاوي في بيان صحافي وجهه الى الشعب العراقي quot; لقد بليتم بالامس بحكم جائر استنزف ارواحكم واموالكم لاكثر من ثلاثة عقود لتبدأ حقبة جديدة من المؤامرات على هذا الشعب العريق الذي يحلم بالامن والاستقرار حيث لم يتوان الارهابيون القتلة عن زرع الدمار والخراب في ارجاء الوطن كافة ولم يردعهم اي رادع اخلاقي، مستغلين الفراغ السياسي والامني الذي يعانيه العراق ليسقط جراء ذلك العشرات من الضحايا كل يوم في هجمة شرسة تستهدف العراقيين والعراق. ولم تنجوا من جرائمهم النكراء حتى دور العبادةquot; . . واضاف ان هذه الهجمة الشرسة الجبانة على عدد من الكنائس في بغداد وكركوك دليل واضح على جبنهم وفقدانهم لانسانيتهم . وقال quot;لذلك اذ نستنكر ونشجب بشدة استهداف الابرياء ودور العبادة الآمنة في كل مكان ونتقدم لذوي الضحايا ببالغ الحزن والاسى راجين من الباري عز وجل ان يلهمهم الصبر والسلوان، ولشهدائنا الابرار جنات النعيم ولجرحانا الشفاء العاجل quot; .

ودعا علاوي كل القوى السياسية لتكثيف الجهود من اجل الاسراع في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية quot;التي تمثل طموحات وآمال شعبنا بكل اطيافه لبسط الامن والاستقرار في كل ربوع العراق ولينعم اهله الصابرون الخيرون بالامن والازدهار ولتفعيل دور اجهزة الدولة لا سيما الامنية منها بعيدا عن الطائفية والحزبية والجهويةquot; .