محمد الخامري من صنعاء : نددت الجمهورية اليمنية ممثلة بجمعية علماء اليمن التي يترأسها القاضي محمد إسماعيل الحجي نائب الرئيس علي عبد الله صالح في مجلس القضاء الأعلى واستنكرت بشدة العمل المشين الذي أقدمت عليه صحيفة بيلاتدزبوستين الدنمركية وصحيفة بلاندز بوسطن النروجية بنشرهما رسوما كاريكاتورية مسيئة للرسول الكريم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.

ودعت الجمعية في بيان أصدرته اليوم إلى مقاطعة بضائع ومنتجات الدنمرك والنروج ، كما دعت العلماء المسلمين والباحثين والمفكرين ووزارات الأوقاف ووسائل الإعلام العربية والإسلامية إلى القيام بواجباتهم في الدفاع عن رسول البشرية بمختلف الوسائل وبكل اللغات. وطالبت الأمم المتحدة وكل الهيئات والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الأفراد والشعوب في رفض الإساءة لمعتقدات الشعوب وثقافاتها.

وفي ما يلي نص البيان :

تابعت جمعية علماء اليمن إساءات صحيفة بيلاتدزبوستين الدنمركية وصحيفة بلاندز بوسطن النروجية لرسول الهداية والرحمة والسلام محمد صلى الله عليه واله وسلم بنشرهما رسوما كاريكاتورية تتنافى مع قدسية الأديان والاحترام الذي يجب أن يكون لرسل الله وأنبيائه وما كان ينبغي نشر مثل تلك الرسوم التي تخرج عن الأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة , مخالفة بذلك المواثيق والمعاهدات الدولية , وانه يجب عدم المساس بمعتقدات الشعوب المتمثلة في أنبياء الله ورسله صلوات الله عليهم والكتب السماوية المنزلة ودور العبادة باعتبار ذلك يمثل مخالفة وخرقاً للأعراف الدولية المتبادلة بين الشعوب ويمثل جناية في حق أنبياء الله ورسله صلوات الله عليهم أجمعين.

إن جمعية علماء اليمن إذ تدين ذلك العمل المشين بشدة تدعو الأمم المتحدة إلى تطبيق القانون الدولي وضبط المتطاولين على الأنبياء وتهيب بكافة المؤسسات الدينية والمفوضية الدولية العليا لحقوق الإنسان والهيئات الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الأفراد والشعوب في رفض تكريس الكراهية بين الأديان والإساءة لمعتقدات الشعوب وثقافاتها ، مثنين ومنبهين بأن القرآن الكريم أعظم المعجزات وأبهر الآيات وأبين البينات فقد تحدى الجن والأنس أن يأتوا بمثله بقول الله تعالى مخاطباً رسوله سيد البشرية وخاتم الأنبياء محمد صلى الله وسلم عليه واله وصحبه الطيبين الطاهرين بقوله تقدست أسماؤه وتعالى شأنه (( قل لئن اجتمعت الأنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا). صدق الله العظيم.
فأين يكون مكان ذلك الزعنوف الدنمركي من اجتماع الأنس والجن؟ فلا قرار ولا مكان له إلا خاسئاً مذموماً مدحورا في قرار الجحيم.

ومع كل هذا فإننا نهيب بعلماء المسلمين أن يقوموا بواجباتهم في الدفاع عن رسول البشرية بمختلف الوسائل المتاحة وباللغات المختلفة لتعريف العالم بمقام رسول الإسلام صلى الله عليه واله وسلم. ويوصي العلماء التالي:

أن يقوم الباحثون والمفكرون والمحامون بدورهم القانوني والشرعي للرد على المتجني الدنمركي وغيره في الصحيفة نفسها وغيرها من الصحف والعمل على إيجاد الضمانات بعدم المساس بالمقدسات الإسلامية أو الإساءة والتطاول على الأنبياء والرسل وفي مقدمتهم رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم.
- أن تقوم وسائل الإعلام والفضائيات العربية والإسلامية بواجبها الديني والشرعي في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- أن تقوم وزارات الأوقاف الإسلامية مجتمعة أو على انفراد باستهلال بداية العام الهجري الجديد للتعريف بالسيرة النبوية لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم والتعريف بفضائله.

كما أن من الواجب مقاطعة بضائع ومنتجات الدنمرك والنروج حتى يحترموا مشاعر المسلمين وألا يمسوا أنبياء الله ورسله بسوء ,مع مضاعفة جهود التوعية الأسرية والمدرسية بفضائل الرسول الأعظم ومناقبه الشريفة صلوات الله عليه واله وسلم. وتأمل جمعية علماء اليمن من الدول الإسلامية في إمداد الجاليات الإسلامية في الدنمرك والنروج والدول الأوروبية بالكتب المنهجية الإسلامية بشتى الوسائل المختلفة. كما أنها تشكر كل من بادر بالمقاطعة والشجب والاستنكار لمثل هذا العمل المشين والمسيء إلى أنبياء الله ورسله عليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

وعلى صعيد متصل ادان مجلس نقابة الصحافيين اليمنيين الحملة التي أقدمت عليها صحيفة(جيلاندبوستن) ومجلة (مجازينات) الدنمركيتان بهدف الإساءة إلى الرسول الكريم بنشر اثني عشر رسما كاريكاتيريا لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم يظهر في واحدة منها معتمرا عمامة على شكل قنبلة.

ودعا مجلس النقابة اتحاد الصحافيين الدنمركيين إلى التدخل السريع في معالجة هذه القضية الحيوية والحساسة التي طالت بالإساءة إلى نبي زهاء مليار وثلاثمئة مليون مسلم في العالم باعتبار أن ما نشر يندرج في إطار التحريض على الكراهية وتحقير الأديان , المحظورين في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكافة المواثيق الدولية. كما أن ذلك ليس له ثمة صلة بحرية التعبير.