أسامة مهدي من لندن : أعلن في ميدنة الموصل العراقية الشمالية اليوم ان عابثين قاموا باستخراج منشأة نووية دفنتها الامم المتحدة قبل سنوات بالقرب من المدينة فيما قام اخرون بسرقة ابراج ملوثة بالاشعاع في محافظة العمارة الجنوبية ونقلها الى مكان مجهول .وقال سالم عثمان ايوب مدير البيئة في محافظة نينوى ومركزها الموصل (375 شمال بغداد) ان عابثين قاموا باستخراج منشأة نووية كانت قد دفنت في تسعينات القرن الماضي على يد لجنة متخصصة من الأمم المتحدة في المحافظة واضاف إن مديرية بيئة نينوى كانت تفحص الموقع في منطقة quot;عدايةquot; في سحل عباس في ناحية المحلبية الملوثة نوويا وبنحو دوري للاطمئنان من خلو المنطقة من الإشعاعات النووية فأكتشف خبراءها ان مواد واجهزة المنشأة قد استخرجت من باطن الأرض ومن ضمنها مادة هيدروكسيد اليوارنيوم المعبأة في حاويات سكبت على الأرض .

وكانت فرق من الامم المتحدة وخلال بحثها عن اسلحة الدمار الشامل في العراق خلال فترة التسعينات قد دمرت ودفنت كميات ضخمة من الاسلحة والمعدات والمنشآت العسكرية . واشار الى ان عدة لجان عدة من وزارة البيئة الموقع وبعد إجراء الفحوصات ثبت علميا انه ملوث بالإشعاع وبمدى أربعة مليارات وخمسمائة مليون غير انه لم يوضح تاريخ استخراج المنشأة والمخاطر التي سيشكلها ذلك على صحة المواطنين لكنه ابلغ الوكالة الوطنية العراقية للانباء إن مديرية بيئة نينوى تعكف على دراسة إنشاء ساتر ترابي يحيط بالمنطقة الملوثة بكلفة مليار دينار برغم ان هذا الإجراء لا يمنع انتشار الإشعاع . واضاف ان أن الطمر الصحي للنفايات المشعة هو الحل العلمي والصحيح وهذا يتطلب إشراف فريق علمي متخصص على مستوى عال إلا أن الوضع الأمني في المحافظة يمنع حضور هذا الفريق وناشد المسؤولين في المحافظة تأمين حماية للجنة التي ستتولى موضوع الطمر.

ومن جهة اخرى اختفت مخلفات الحرب الأخيرة من الأبراج المدمرة والملوثة بالإشعاع من مكانها في منطقتي الدبيسان والروابة التابعتين لمركز مدينة العمارة (365 كم جنوب بغداد) بعد تعرضها للسرقة من قبل أشخاص مجهولين نقلوها إلى مكان غير معروف. وقال المهندس سمير عبود عبد الغفور وكيل مدير دائرة بيئة محافظة ميسان ومركزها العمارة ان هذه الأبراج تم تشخيصها في وقت سابق ووضعت حولها إشارات تحذير لمنع المدنيين من الاقتراب منها أو لمسها quot;إلا أننا فوجئنا أمس الأول بخطاب رسمي من مديرية بلدية العمارة يفيد أن الأبراج اختفت من مكانها بعد ادعاء احد الأشخاص في المنطقة بعائديتها له وقام بنقلها إلى مكان آخرquot; . وأضاف quot;إننا في الوقت الذي نحذر فيه من مخاطر الإشعاع الناتجة عن نقل الأسلحة المدمرة ومخلفات الحرب والتي تم تشخيصها من قبلنا وإبلاغ أبناء الحي المذكور بخطورتها ندعو مؤسسات الدولة والجهات ذات العلاقة بممارسة مسؤولياتها في البحث عن تلك المواد المسروقة والمشبعة بالإشعاع ومتابعة السارقين لمعرفة مكان وجودها خوفا من انتشار المواد المشعة في المدينةquot;. وأشار عبد الغفور إلى أن وحدة الوقاية الإشعاعية لدائرته قامت بحملة مسح ميدانية شاملة للمناطق العسكرية السابقة وأماكن وجود المواد المحطمة وقد تم اكتشاف بقايا أسلحة مدمرة مشبعة بالمواد المشعة في ثلاث مناطق حيث ابلغت المؤسسات ذات العلاقة بنتائج الكشف بغية اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع السكان من الاقتراب منها أو لمسها أو استعمالها لمختلف الأغراض كما اعلمت مركز الوقاية من الإشعاع في وزارة البيئة والهيئة العراقية للسيطرة على المواد المشعة واوضح قائلا quot;إن فرقنا في وحدة الوقاية الإشعاعية ما زالت تجري عمليات بحث ميدانية في مناطق متفرقة من المحافظة لبيان مدى تلوثها بالإشعاعquot;.