سلطان القحطاني من لندن:ذكرت مصادر دبلوماسية مطلعة في الرياض لـquot;إيلافquot; أن رئيس مجلس النوّاب اللبناني نبيه برّي في طريقه لزيارة المملكة العربية السعودية يوم غد السبت لإجراء مباحثات رسمية مع مسؤولين رفيعين بينهم عاهل المملكة عبد الله بن عبد العزيز، يناقشان خلالها quot;المبادرة البريّةquot; الهادفة إلى نزع فتيل التوتر الداخلي بين الأحزاب اللبنانية على خلفية حرب حزب الله الأخيرة مع إسرائيل.

ويعد هذا التحرك الأول من نوعه للمسؤول اللبناني الذي يحظى بثقة أطراف عدة في الداخل ليس أقلهم حزب الله الشيعي الذي كان على خلاف مزمن معه بسبب رئاسته لحركة أمل الشيعية التي كانت تنافس حزب الله على الاستحواذ على النفوذ الشيعي داخل لبنان، وذلك منذ عدة أشهر التزم خلالها بري الصمت نظراً لكونه في زيارة خاصة خارج بلاده لم يعرف بعد عن طبيعتها.

وتقول المصادر ذاتها التي حادثتها quot;إيلافquot; هاتفياً نهار الجمعة، أن برّي، الذي سيصل إلى مدينة جدة الساحلية غرباً، سيلتقي عدة شخصيات لبنانية لم تشأ المصادر تسميتها، وذلك في إطار المحاولات السياسية التي تبذلها الرياض عن طريق سفيرها quot;الدينامو النشطquot; في لبنان عبد العزيز خوجه لإعادة فاعلية الحوار الوطني الداخلي والخروج من quot;أزمة الأحزابquot; التي تمر بها البلاد حالياً.واضافت المصادر لـ quot;إيلافquot; أن أحد مسؤولي حزب الله سيكون من ضمن الوفد اللبناني المرافق لبري خلال لقائه مع الملك، إلا أن المصادر رفضت تسميته.

وفي بيروت سبق وأن دعت الحكومة اللبنانية إلى معاودة الحوار بمشاركة كل الأفرقاء السياسيين من مختلف التيارات، وذلك بهدف تسوية الخلافات التي احتدمت أخيرا. وكانت الحكومة التأمت في جلسة عادية quot;تخللتها مناقشات وانفضت في ظل أجواء حوارية بددت كل الصخب الذي سبقها في الأيام الأخيرةquot; وفق جريدة النهار اللبنانية القريبة من الحكومة.

ودعا رئيس الوزراء فؤاد السنيورة إلى quot;الحوار بلا تشنجquot; بما quot;يعيد الثقة (بلبنان) في الداخل والخارجquot;.

وكان الأقطاب اللبنانيون المسيحيون والمسلمون باشروا في بداية آذار/مارس حوارا حول مختلف الملفات السياسية العالقة بما فيها نزع سلاح حزب الله، لكن هذا الحوار الذي شارك فيه الأمين العام للحزب حسن نصر الله توقف منذ 12 تموز/يوليو مع بدء الهجوم الإسرائيلي على لبنان.

وصرح وزير الطاقة محمد فنيش الذي ينتمي إلى حزب الله quot;يجب أن نعتاد وجود مواقف سياسية متباينة ويجب احترامهاquot;.وقال أن quot;مسألة الحكومة أو تغييرها جزء من النظام السياسي اللبناني، وبالوسائل الدستورية هذا أمر مشروعquot;.

وكان الجدل السياسي احتدم بداية هذا الأسبوع بين قوى 14 آذار/مارس المناهضة لسوريا وحزب الله الشيعي وحلفائه، ووصل إلى حد مطالبة حزب الله بـquot;رحيل الحكومةquot; واستبدالها بحكومة وحدة وطنية يشارك فيها النائب المسيحي ميشال عون الذي وقع تفاهما مع حزب الله في شباط/فبراير الماضي.

وتصاعد هذا الجدل على خلفية زيارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لبيروت والتي اعترض عليها حزب الله بتنظيم تظاهرة نددت بهذه الزيارة معتبرا أن بلير quot;شخص غير مرغوب فيهquot;.