الياس توما من براغ : اعترف رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق ايهود باراك بان الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان لم تحقق لا من وجهة النظر السياسية ولا العسكرية ما كان ينتظر منها الرأي العام الإسرائيلي .

وأضاف في حديث أدلى به اليوم لصحيفةquot; برافو quot; بمناسبة حضوره مؤتمر quot; أيام الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة quot; الذي عقد في براغ بان حالة من عدم الرضاء تسود لدى الإسرائيليين لأنه لم يحدث في هذه الحرب ما كان يجب أن يحصل وهو أن تكون قصيرة وحاسمة وأن لا تثير الأسئلة .

واعتبر أن حزب الله قد مني بضربة موجعة في هذه الحرب لأنه فقد الكثير من مقاتليه وأسلحته ولذلك فإنه سيعيد التفكير مرتين في المستقبل قبل أن يقدم على ما مثل ما فعله بخطفه الجنديين الاسرائيلين .

وردا على سؤال فيما إذا كان هذا العدد الكبير من القتلى بين المدنيين اللبنانيين كان لا مفر منه قال إنه لا يمكن تجاهل الوضع الذي يتحتم على الحكومة الإسرائيلية أن تختار فيه ولاسيما حقيقة انه يتوجب عليها أن تدافع عن مواطنيها.

واعتبر أن إسرائيل هوجمت من دون أن تقدم على أي استفزاز من طرفها مشددا على أن إسرائيل أثناء حكمه انسحبت عام 2000 من جنوب لبنان بالتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 425 .

وردا على سؤال حول الانتقادات التي قالها بعض السياسيين في إسرائيل بأنه لولا الانسحاب من جنوب لبنان عام 2000 لما تمكن حزب الله من مهاجمة إسرائيل في تموز يوليو وآب أغسطس أجاب إن هذا الانتقادات مشكوك بها وان الحقيقة هي عكس ذلك تماما فبدون الانسحاب الذي قمنا به آنذاك لما كانت لدى إسرائيل الشرعية لفتح هذه الحرب ولما كانت عملية حزب الله تعتبر استفزازا هجوميا وإنما محاولة مشروعة لإبعادنا من لبنان .

وأضاف أن السبب الوحيد لتمتع إسرائيل خلال الحرب الأخيرة بدعم دولي واسع ولتحميل قرار مجلس الأمن الذي صدر في آب أغسطس المسؤولية بشكل واضح لحزب الله هو حقيقة أننا انسحبنا بالكامل على حد قوله من لبنان كما انه لو بقينا في لبنان لكان القصف علينا استمر طوال الستة أعوام الماضية ولذلك فانا فخور بأنني أنهيت ماساتنا في لبنان عام 2000

وتابع : لقد مكثنا هناك 18 عاما وفقدنا هناك آلاف الناس ورغم ذلك لم يمكن بمقدورنا حماية شمال إسرائيل من الكاتيوشا

وأضاف إننا أيضا عندما دخلنا لبنان في عام 1982 لم يكن لحزب الله آنذاك وجود واستقبلنا الشيعة هناك بالورود وقد تأسس حزب الله لأننا لم نترك لبنان وأيضا لاننا بقينا فيه كل هذه الفترة الطويلة
وأكد في معرض رده على سؤال أخر تعلق بوزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس بان إمكانياته كانت محدودة جدا وتواجد في منصبه قبل الحرب لفترة قصيرة كما انه جاء إلى وزارة الدفاع من مجال أخر هو المجال لنقابي ولذلك فقد يكون ارتكب غلطا بقبوله بمنصب وزير الدفاع وكان عليه أن يسعى للحصول على حقيبة المالية أو شيء مشابه.

وأكد أن الحرب الأخيرة قد أضرته ولذلك سيتحتم على القاعدة في حزب العمل أن تقرر فيما إذا كانت ستستبدله بشخص أخر أم لا .

وبشان إمكانيات ترشيحه لرئاسة حزب العمل قال انه يفكر بالأمر وانه سيتخذ قرار ا ما بالتأكيد مشيرا إلى انه قد شغل حتى الآن في إسرائيل كل المناصب القيادية فقد كان رئيسا لجهاز المخابرات ورئيسا للأركان ورئيسا للحكومة ووزيرا للداخلية ووزيرا للدفاع وللخارجية ولذلك فإذا أراد الناس عودته إلى السياسة العليا فسيعود .

وردا على سؤال حول الذي يتوجب على القيادة الاسرائيلين فعله تجاه الفلسطينيين أجاب لقد عانت العملية السلمية في الخمسة أعوام الماضية بشكل بارز ففي قمة كامب ديفيد في عام 2000 رفض ياسر عرفات عرضنا لقيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل وقد تبين انه لم يرد حل مشكلة الاحتلال وبدلا من ذلك لجـأ إلى الإرهاب على حد قوله وان عرفات بدأ الانتفاضة الثانية وكان من الواضح بأنه يرفض وجود إسرائيل بحد ذاته ومنذ تلك الفترة قام شارون بانسحاب أحادي من غزة الأمر الذي كان خطوة صحيحة غير أن الفلسطينيين ردوا عليها بعنف اكبر ولذلك فان الرأي العام الإسرائيلي ليس متشجعا مرتين للقيام بخطوات استجابية تجاه الفلسطينيين كما انه إضافة إلى ذلك يتوجب علينا إعادة ثقة الرأي العام الإسرائيلي بقيادة الدولة ومقدرتها على الدفاع وإدارة البلاد .