لندن: اهتمت الصحف البريطانية بالتصريحات التي أدلى بها وزير المالية جوردون براون المرشح الاوفر حظا لتولي منصب رئاسة الوزراء خلفا لتوني بلير. براون دعا الى شن ما وصفه بـquot;الحرب الثقافيةquot; لاتزال الهزيمة بتنظيم القاعدة على غرار ماجرى مع النازية والشيوعية. وكشفت صحيفة الجارديان ان بلير سبق ان اجبر براون عام 2003 على تأييد الحرب على العراق تحت طائلة التهديد باقالته من منصبه.

وتحت عنوان quot;براون يصوغ خططه للتحول الى حارس لامن البلادquot;، كتبت التايمز ان وزير المالية البريطاني وضع حزمة شاملة من الاجراءات الهادفة الى مكافحة الاصولية. واضافت انه دعا الولايات المتحدة واوروبا الى توحيد جهودهما في quot;حرب ثقافيةquot; لهزيمة تنظيم القاعدة. ولفتت الصحيفة الى ان حزب المحافظين المعارض قلل من اهمية الخطاب ووصفه بأنه يدخل في اطار التنافس على الزعامة ولا يحتوي على افكار جديدة.

وتحت عنوان quot;براون يعلن حربا باردة على الارهابيينquot;، نقلت التلجراف عن براون ان الحاق الهزيمة بتنظيم القاعدة يستلزم جهودا دولية قد ترقى الى مستوى الحرب الباردة التي ادت الى انهيار الاتحاد السوفييتي. وقالت الصحيفة ان تعزيز الامن ومكافحة الارهاب ستكون في مقدمة اهتمامات براون خلال توليه القيادة. ونسبت التلجراف الى براون ان quot;القاعدة لديها رسالة عالمية من افغانستان الى شوارع بريطانيا مفادها ان الغرب يسعى الى شن حرب ضد الاسلامquot;. واعتبر براون ان quot;على اوروبا والولايات المتحدة مسؤولية ايصال رسالة واضحة تفضح الكراهية التي تحرك ايديولوجية المتطرفين وتظهر ان الامر لا يتعلق بصراع بين الحضاراتquot;. ورأى ان مثل هذه الجبهة تستلزم جهدا ثقافيا quot;على مستوى غير عاديquot; يشمل الصحف والفن والجامعات والكنائس واتحاد النقابات والاندية الرياضية والحكومات جنبا الى جنب مع القوة العسكرية.

تأييد تحت الضغط
ونبقى في اطار الاهتمام الصحفي البريطاني بالقضايا المتعلقة ببراون ففي تقرير على صدر صفحتها الاولى، كتبت الجارديان ان التأييد العلني الذي اظهره وزير المالية البريطاني لغزو العراق في العام 2003 قبل خمسة ايام من الحرب لم يكن إلا نتيجة تهديد بلير بطرده من الحكومة اذا لم يفعل ذلك.

ونقلت الصحيفة هذه المعلومات عن دفتر اليوميات الخاص بوزير الداخلية البريطاني السابق ديفيد بلانكيت الذي كان احد اعضاء الحلقة الوزارية المعنية بالحرب في العراق. وقالت ان هذا الاعلان يعتبر اول تأكيد علني بأن براون راودته شكوك حيال الحرب التي ربما رآها باعتبارها فرصة لاطاحة بلير من منصبه.

وذكرت الجاريان ان دفتر اليوميات يؤكد ان المناقشات التي جرت قبل الحرب اتسمت بالسخونة وخصوصا في ما يتعلق بالتساؤلات التي طرحها عدد من الوزراء على بلير حول الاستراتيجية العسكرية المتبعة وسوء التخطيط المتعلق بمرحلة اعادة الاعمار بعد الحرب. وقال بلانكيت ان الوزراء أبدوا تساؤلات ايضا عن العلاقات الخاصة التي تجمع بلير والرئيس الاميركي جورج بوش.

وذكرت الصحيفة ان بلانكيت وجه انتقادات شديدة للقادة العسكريين الاميركيين والبريطانيين وقال انه يفضل لو ان وزير الخارجية الاميركي في ذلك الوقت كولن باول تولى الاشراف على سير المعركة بدلا من وزير الدفاع دونالد رامسفيلد. وجاءت هذه الملاحظات خلال نهاية شهر مارس/ آذار 2003 عندما واجهت القوات الاميركية صعوبات خلال تقدمها في وسط العراق.