أسامة مهدي من لندن : قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في ختام اجتماع عقده مع المرجع الشيعي الكبير اية الله السيد علي السيستاني اليوم ان المرجع بعث برسالة مباركة الى مؤتمر مكة لمصالحة الهيئات القيادية الدينية العراقية مؤكدا دعمه وتاييده للمؤتمر الذي ينعقد غدا الخميس وتعلن فيه الجمعة quot; وثيقة مكة المكرمةquot; لحقن الدماء العراقية .
واضاف المالكي عقب خروجه من منزل السيستاني في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) اثر اجتماع بينهما ان مباحثاته مع المرجع استهدفت حشد التاييد ورص الصفوف بين جميع مكونات الشعب العراقي بالشكل الذي يضغط على الارهابيين ويمنعهم من استمرار جرائمهم .
واضاف ان السيستاني بعث برسالة الى مؤتمر مكة يبارك فيها مساعيه للمصالحة ويعتبره خطوة مباركة . وقال ان المؤتمر الذي ينعقد في اجواء مكة الروحية سيشكل جهودا اضافية داعمة لتحقيق المصالحة . واشار الى ان المباحثات تناولت كذلك الاوضاع الامنية والخدمية في البلاد حيث اكد المرجع على ضرورة تكثيف الحكومة لعملها من اجل تحقيق تقدم في هذين المجالين .

وخلال زيارته للنجف اجتمع المالكي ايضا مع رجل اليدن الشاب مقتدى الصدر الذي يقود التيار الصدري وله 30 نائبا في مجلس النواب كما التقى مع اية الله الشيخ محمد اليعقوبي وبحث معهما القضايا المتعلقة بمؤتمر مكة والاوضاع السياسية والامنية في العراق .
وقال المالكي في تصريحات للصحافيين عقب لقائه الصدر انه بحث معه جميع القضايا المتعلقة بالامن وسبل تحقيقه للعراقيين اضافة الى التطورات السياسية . واوضح ان الصدر ابدى مشاعره ازاء ما يراق من دماء العراقيينوابدى تاييده لجهود مؤتمر مكة .
ومن جهته اعرب الصدر عن امله في ان تكون الحكومة والشعب يدا واحدة من اجل تحقيق الاستقرار وحقن الدماء . كما اكد مباركته لمؤتمر مكة معربا عن امله في ان يسهم في تحقيق الامن والتوافق بين العراقيين .

وفي وقت سابق اليوم قالت مصادر عراقية ان المالكي سيتوجه في وقت لاحق الى السعودية للمشاركة في المؤتمر .
واشارت الى ان المالكي سيتوجه الى مكة للمشاركة في جهود مصالحة الهيئات الدينية العراقية شخصيا وهو صاحب مبادرة المصالحة الوطنية التي اطلقها اواخر حزيران (يونيو) المقبل . وقالت ان المسؤول العراقي سيلقي كلمة في المؤتمر حيث تعتبر زيارة المالكي الى السعودية فيما اذا ماتمت الثانية التي يقوم بها للجار الجنوبي للعراق منذ توليه رئاسة الحكومة في ايار (مايو) الماضي .

واكدت مصادر شيعية ان السيستاني قد اعرب عن تأييده ومباركته لما ورد في وثيقة مكة المزمع اعلانها بقصر الصفا مساء الجمعة بحضور عدد كبير من الساسة ورجال الدين العراقيين فيما عبر المرجعان محمد اليعقوبي وبشير النجفي عن تأييدهما ايضا.

وابلغ صلاح عبد الرزاق مدير اعلام ديوان الوقف الشيعي الموجود في مكة موفد جريدةquot;الصباحquot; العراقية الموجود في مكة ان السيستاني اعطى تأييده وموافقته على بنود الوثيقة برسالة وجهها الى الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين اوغلو . وقال ان المرجع اطلع على الوثيقة فحث على ضرورة الالتزام بها وعدم مخالفتها لاسيما انها تبرم بجوار الكعبة بيت الله الحرام.
وتدعو الوثيقة جميع ابناء العراق الى تحريم الدماء بينهم وحقنها والاحتكام الى الحوار والصلح والتسامح ووأد الحرب الطائفية التي اوشكت البلاد ان تنزلق اليها وايقاف مظاهر التهجير القسري ولم الشمل وعدم الفرقة والتصدي الى كل اولئك الذين يحاولون تمزيق لحمة المجتمع وبعثرة مكوناته المتحابة منذ الاف السنين.
وكانت منظمة المؤتمر الاسلامي دعت الى مؤتمر يعقد الخميس ويستمر لغاية الجمعة حيث يجري اعلان وثيقة مكة على العالم بصورة مباشرة.

وقال عبد الرزاق ان دعوة وجهت الى عدد كبير من رجال الدين من الطائفتين السنية والشيعية غير انه لم يذكر ما اذا كان احد المراجع العظام في النجف الاشرف وكربلاء سيحضر توقيع الوثيقة . واشار الى ان السيستاني والمرجعين اليعقوبي والنجفي قد ابدوا الموافقة التامة على بنودها برسائل الى منظمة المؤتمر الاسلامي لقراءتها امام المشاركين في المؤتمر. ويعوّل المتابعون على نتائج هذا التجمع الديني الذي تحضره او تؤيده اطراف مؤثرة من الطائفتين الرئيستين في العراق حيث انه فضلا عن مباركة مراجع النجف فان وجود رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ حارث الضاري في السعودية ولقائه العاهل السعودي الملك عبد الله امس الاول دليل قاطع على رغبته بانهاء الوضع المتأزم في العراق.
وتقول مصادر رسمية في مكة ان طائرة سعودية خاصة ستقوم بنقل المدعوين من مطار بغداد الى مطار جدّة غدا الخميس في خطوة هي الاولى التي يفتح فيها المجال الجوي بين البلدين للملاحة المدنية منذ سنوات طويلة.

من ناحيته اكد الشيخ حارث الضاري الامين العام لهيئة علماء المسلمين ان سنة العراق وشيعته متكاتفون وليس بينهم خلافات مذهبية مشيرا الى ان هنالك فتنة طائفية اهلية تحاول اطراف داخلية وخارجية اذكاءها بغية ابقاء قوات الاحتلال داخل العراق فضلا عن اهداف لدول اقليمية.
ونقلت الصحيفة عن الضاري الموجود حاليا في المملكة العربية السعودية قوله لها ان سنة العراق بعيدون عن ما يسمى بالارهاب وليس لهم علاقة به لا من قريب ولا من بعيد وان اتهامهم بذلك يعد امرا خاطئا وقد اثبتت الايام هذا الشيء. واضاف ان السنة والشيعة في العراق متكاتفون وليس بينهم اي نوع من الخلافات المذهبية ولكن هنالك اطرافا داخلية وخارجية تحاول اذكاء فتنة اهلية طائفية لابقاء الاحتلال فضلا عن اهداف دول اقليمية لها اجندة خاصة وتريد ان يكون العراق في حالة عدم استقرار للهيمنة عليه. وشدد الضاري على ان الهيئة ترفض تقسيم العراق باية حجة كانت وانها متمسكة بوحدة ارضه وشعبه.
الى ذلك اعرب سياسيون واعضاء في مجلس النواب عن ثقتهم بان يؤدي هذا المؤتمر الى حقن الدماء، وطالبوا بان يسمو الجميع فوق المصالح الفئوية والحزبية والطائفية ويتداركوا اوضاع العراق الذي تحاصره تحديات الحرب الاهلية.
على الصعيد نفسه اكد احمد بن حلي الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية ان الوضع في العراق بات مقلقا للغاية وان الجامعة العربية تتابع عن كثب وترقب تطورات الاحداث والجهود التي تبذل لمواجهة تفاقم الازمة العراقية.
واوضح بن حلي في تصريح صحافي ان الجامعة تؤيد كل جهد يبذل لرأب الصدع العراقي سواء من قبل منظمة المؤتمر الاسلامي او من قبل المبادرة التي طرحها رئيس الوزراء العراقي وتبحث الان. واشار الى ان اي كلام عن تقسيم العراق تعتبره الجامعة ليس في صالح العراقيين ويمثل خطرا كبيرا على مستقبل العراق.
وحول مؤتمر الوفاق الوطني العراقي المزمع عقده الشهر المقبل الذي تتبناه الجامعة ويحمل بن حلي ملفه قال ان هناك اتصالات جارية ولكن لا يمكن الجزم بعقد مؤتمر الوفاق لانه يتوقف على موافقة جميع الاطراف العراقية. واشار الى ان موقف الجامعة واضح تماما حيث اصدر الامين العام للجامعة السيد عمرو موسى بيانا في هذا الشان ودعا فيه العراقيين الى ضرورة التوحد ومواجهة افكار التقسيم.